وَأَنِيبُوٓا إِلٰى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُۥ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ
وَاَنِيۡبُوۡۤا اِلٰى رَبِّكُمۡ وَاَسۡلِمُوۡا لَهٗ مِنۡ قَبۡلِ اَنۡ يَّاۡتِيَكُمُ الۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنۡصَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
وارجعوا إلى ربكم- أيها الناس- بالطاعة والتوبة، واخضعوا له من قبل أن يقع بكم عقابه، ثم لا ينصركم أحد من دون الله.
ثم استحث تبارك وتعالى عباده إلى المسارعة إلى التوبة فقال "وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له" إلخ; أي ارجعوا إلى الله واستسلموا له "من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون" أي بادروا بالتوبة والعمل الصالح قبل حلول النقمة.
قوله تعالى ; وأنيبوا إلى ربكم أي ارجعوا إليه بالطاعة . لما بين أن من تاب من الشرك يغفر له أمر بالتوبة والرجوع إليه ، والإنابة الرجوع إلى الله بالإخلاص . وأسلموا له [ ص; 241 ] أي اخضعوا له وأطيعوا من قبل أن يأتيكم العذاب في الدنيا ثم لا تنصرون أي لا تمنعون من عذابه . وروي من حديث جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ; من السعادة أن يطيل الله عمر المرء في الطاعة ويرزقه الإنابة ، وإن من الشقاوة أن يعمل المرء ويعجب بعمله .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54)يقول تعالى ذكره; وأقبلوا أيها الناس إلى ربكم بالتوبة, وارجعوا إليه بالطاعة له, واستجيبوا له إلى ما دعاكم إليه من توحيده, وإفراد الألوهة له, وإخلاص العبادة له.كما حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة, قوله; ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) ; أي أقبلوا إلى ربكم.حدثنا محمد, قال; ثنا أحمد, قال; ثنا أسباط, عن السديّ( وَأَنِيبُوا ) قال; أجيبوا.حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, في قوله; ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) قال; الإنابة; الرجوع إلى الطاعة, والنـزوع عما كانوا عليه, ألا تراه يقول; مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ .وقوله; ( وَأَسْلِمُوا لَهُ ) يقول; واخضعوا له بالطاعة والإقرار بالدين الحنيفي ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ) من عنده على كفركم به.( ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ) يقول; ثم لا ينصركم ناصر, فينقذكم من عذابه النازل بكم.
ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها فقال: { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ } بقلوبكم { وَأَسْلِمُوا لَهُ } بجوارحكم، إذا أفردت الإنابة، دخلت فيها أعمال الجوارح، وإذا جمع بينهما، كما في هذا الموضع، كان المعنى ما ذكرنا.وفي قوله { إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } دليل على الإخلاص، وأنه من دون إخلاص، لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا. { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ } مجيئا لا يدفع { ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ } فكأنه قيل: ما هي الإنابة والإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟
(الواو) عاطفة
(إلى ربّكم) متعلّق بـ (أنيبوا) ،
(له) متعلّق بـ (أسلموا) ،
(من قبل) متعلّق بالفعلين
(أنيبوا وأسلموا) ،
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (ثمّ) حرف عطف و (الواو) في(تنصرون) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّلـ (أن يأتيكم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: «أنيبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقنطوا .وجملة: «أسلموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقنطوا.
وجملة: «يأتيكم العذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «لا تنصرون» لا محلّ لها معطوفة على جواب شرط مقدّر أي فإذا جاءكم عذّبتم ثم لا تنصرون.
(55)
(الواو) عاطفة
(ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه، ونائب الفاعل لفعلـ (أنزل) ضمير مستتر هو العائد
(إليكم) متعلّق بـ (أنزل) ،
(من ربّكم) متعلّق بـ (أنزل) ،
(من قبل ... العذاب) مثل الأولى، والجارّ متعلّق بـ (اتّبعوا)
(بغتة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى ،
(الواو) حاليّة
(لا) نافية.
وجملة: «اتّبعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسلموا.
وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يأتيكم العذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «أنتم لا تشعرون» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا تشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أنتم) .
(56)
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (يا) أداة نداء وتحسّر
(حسرتا) منادى متحسّر به مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف المنقلبة عن
(الياء) ، وهي مضاف إليه..
(ما) حرف مصدريّ «2» .
والمصدر المؤوّلـ (أن تقول) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف عامله أنيبوا.. ، أي: كراهة أن تقول نفس ...والمصدر المؤوّلـ (ما فرّطت ... ) في محلّ جرّ بـ (على) متعلّق بـ (حسرتا) .
(في جنب) متعلّق بـ (فرّطت) ،
(الواو) حالية
(إن) مخفّفة من الثقيلة وهي مهملة وجوبا
(اللام) الفارقة
(من الساخرين) متعلّق بخبر كنت.
وجملة: «تقول نفس ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «يا حسرتا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «فرّطت ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «كنت لمن الساخرين» في محلّ نصب حال.
(57)
(أو) حرف عطف
(تقول) مضارع منصوب معطوف على
(تقول) السابق
(لو) حرف شرط غير جازم
(اللام) واقعة في جوابـ (لو) ..
(من المتّقين) متعلّق بمحذوف خبر كنت.
والمصدر المؤوّلـ (أنّ الله هداني) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت أي
(لو) ثبتت هدايتي لكنت..
وجملة: «تقول....
(الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقول نفس
(الأولى) .
وجملة: «لو (ثبتت) هدايتي....» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «هداني ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «كنت من المتّقين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(58)
(أو تقول) مثل السابق
(حين) ظرف منصوب متعلّق بـ (تقول) ،
(لو) حرف تمنّ
(لي) متعلّق بمحذوف خبر
(أنّ)
(كرّة) اسم أنّ منصوبـ (الفاء) فاء السببيّة
(أكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد
(الفاء) ، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا
(من المحسنين) متعلّق بخبر أكون.والمصدر المؤوّلـ (أن أكون..) معطوف على مصدر مأخوذ من التمنّي المتقدّم أي: ليت ثمّة رجوعا لي فكوني محسنا .
وجملة: «تقول....» لا محلّ لها معطوفة على جملة تقولـ (الثانية) .
وجملة: «ترى....» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
والمصدر المؤوّلـ (أنّ لي كرة) في محلّ نصب مقول القول.
(59)
(بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ
(قد) حرف تحقيق
(الفاء) عاطفة
(بها) متعلّق بـ (كذّبت)
(الواو) عاطفة في الموضعين
(من الكافرين) متعلّق بخبر كنت.
وجملة: «قد جاءتك آياتي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «كذّبت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة جاءتك آياتي.
وجملة: «استكبرت» في محلّ نصب معطوفة على جملة كذّبت.
وجملة: «كنت من الكافرين» في محلّ نصب معطوفة على جملة كذّبت..