الرسم العثمانيإِنَّ الْمُنٰفِقِينَ يُخٰدِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خٰدِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوٓا إِلَى الصَّلٰوةِ قَامُوا كُسَالٰى يُرَآءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ الۡمُنٰفِقِيۡنَ يُخٰدِعُوۡنَ اللّٰهَ وَهُوَ خَادِعُوْهُمۡ ۚ وَاِذَا قَامُوۡۤا اِلَى الصَّلٰوةِ قَامُوۡا كُسَالٰى ۙ يُرَآءُوۡنَ النَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُوۡنَ اللّٰهَ اِلَّا قَلِيۡلًا
تفسير ميسر:
إنَّ طريقة هؤلاء المنافقين مخادعة الله تعالى، بما يظهرونه من الإيمان وما يبطنونه من الكفر، ظنًّا أنه يخفى على الله، والحال أن الله خادعهم ومجازيهم بمثل عملهم، وإذا قام هؤلاء المنافقون لأداء الصلاة، قاموا إليها في فتور، يقصدون بصلاتهم الرياء والسمعة، ولا يذكرون الله تعالى إلا ذكرًا قليلا.
قد تقدم في أول سورة البقرة قوله تعالى "يخادعون الله والذين آمنوا" وقال ههنا إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ولا شك أن الله لا يخادع فإنه العالم بالسرائر والضمائر ولكن المنافقين لجهلهم وقلة علمهم وعقلهم يعتقدون أن أمرهم كما راج عند الناس وجرت عليهم أحكام الشريعة ظاهرا فكذلك يكون حكمهم عند الله يوم القيامة وأن أمرهم يروج عنده كما أخبر تعالى عنهم أنهم يوم القيامة يحلفون له أنهم كانوا على الاستقامة والسداد ويعتقدون أن ذلك نافع لهم عنده كما قال تعالى "يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم" الآية وقوله "وهو خادعهم" أي هو الذي يستدرجهم في طغيانهم وضلالهم ويخذلهم عن الحق والوصول إليه في الدنيا وكذلك يوم القيامة كما قال تعالى "يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم -إلى قوله - وبئس المصير" وقد ورد في الحديث " من سمع سمع الله به ومن رايا رايا الله به " وفي الحديث الآخر " إن الله يأمر بالعبد إلى الجنة فيما يبدو للناس ويعدل به إلى النار " عياذا بالله من ذلك وقوله "وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى " الآية هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها وهي الصلاة إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى عنها لأنهم لا نية لهم فيها ولا إيمان لهم بها ولا خشية ولا يعقلون معناها كما روى ابن مردويه من طريق عبيد الله. بن زحر عن خالد بن أبي عمران عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال; يكره أن يقوم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان ولكن يقوم إليها طلق الوجه عظيم الرغبة شديد الفرح فإنه يناجي الله وإن الله تجاهه يغفر له ويجيبه إذا دعاه ثم يتلو هذه الآية "وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى" وروى من غير هذا الوجه عن ابن عباس نحوه فقوله تعالى "وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى هذه صفة ظواهرهم كما" قال ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ثم ذكر تعالى صفة بواطنهم الفاسدة فقال يراءون الناس أي لا إخلاص لهم ولا معاملة مع الله بل إنما يشهدون الناس تقية لهم ومصانعة. ولهذا يتخلفون كثيرا عن الصلاة التي لا يرون فيها غالبا كصلاة العشاء وقت العتمة وصلاة الصبح في وقت الغلس كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال ومعهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار " وفي رواية " والذي نفس بيده لو علم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد الصلاة ولولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقت عليهم بيوتهم بالنار" وقال الحافظ أبو يعلى; حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي بكر المقدمي حدثنا محمد بن دينار عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبدالله قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه عز وجل " وقوله "ولا يذكرون الله إلا قليلا" أي في صلاتهم لا يخشون ولا يدرون ما يقولون بل هم في صلاتهم ساهون لاهون وعما يراد بهم من الخير معرضون. وقد روى الإمام مالك عن العلاء بن عبدالرحمن عن أنس بن مالك قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق; يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا " وكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث إسماعيل بن جعفر المدني عن العلاء بن عبدالرحمن به وقال الترمذي حسن صحيح.
قوله ; إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاقوله تعالى ; إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم قد مضى في " البقرة " معنى الخدع . والخداع من الله مجازاتهم على خداعهم أولياءه ورسله . قال الحسن ; يعطى كل إنسان من مؤمن ومنافق نور يوم القيامة فيفرح المنافقون ويظنون أنهم قد نجوا ؛ فإذا جاءوا إلى الصراط طفئ نور كل منافق ، فذلك قولهم ; انظرونا نقتبس من نوركم .قوله تعالى ; وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى أي يصلون مراءاة وهم متكاسلون متثاقلون ، لا يرجون ثوابا ولا يعتقدون تركها عقابا . وفي صحيح الحديث ; إن أثقل صلاة على المنافقين العتمة والصبح . فإن العتمة تأتي وقد أتعبهم عمل النهار فيثقل عليهم [ ص; 361 ] القيام إليها ، وصلاة الصبح تأتي والنوم أحب إليهم من مفروح به ، ولولا السيف ما قاموا .والرياء ; إظهار الجميل ليراه الناس ، لا لاتباع أمر الله ؛ وقد تقدم بيانه . ثم وصفهم بقلة الذكر عند المراءاة وعند الخوف . وقال صلى الله عليه وسلم ذاما لمن أخر الصلاة ; تلك صلاة المنافقين - ثلاثا - يجلس أحدهم يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان - أو - على قرني الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا رواه مالك وغيره . فقيل ; وصفهم بقلة الذكر لأنهم كانوا لا يذكرون الله بقراءة ولا تسبيح ، وإنما كانوا يذكرونه بالتكبير . وقيل ; وصفه بالقلة لأن الله تعالى لا يقبله . وقيل ; لعدم الإخلاص فيه . وهنا مسألتان ;الأولى ; بين الله تعالى في هذه الآية صلاة المنافقين ، وبينها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فمن صلى كصلاتهم وذكر كذكرهم لحق بهم في عدم القبول ، وخرج من مقتضى قوله تعالى ; قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون . وسيأتي اللهم إلا أن يكون له عذر فيقتصر على الفرض حسب ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي حين رآه أخل بالصلاة فقال له ; إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها . رواه الأئمة . وقال صلى الله عليه وسلم ; لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن . وقال ; لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود . أخرجه الترمذي وقال ; حديث حسن صحيح ، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم ، يرون أن يقيم الرجل صلبه في الركوع والسجود . قال الشافعي وأحمد وإسحاق ; من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فصلاته فاسدة ؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ; لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود . قال ابن العربي ; وذهب ابن القاسم وأبو حنيفة إلى أن الطمأنينة ليست بفرض . وهي رواية عراقية لا ينبغي لأحد من المالكيين أن يشتغل بها . وقد مضى في " البقرة " هذا المعنى .الثانية ; قال ابن العربي ; إن من صلى صلاة ليراها الناس ويرونه فيها فيشهدون له [ ص; 362 ] بالإيمان ، أو أراد طلب المنزلة والظهور لقبول الشهادة وجواز الإمامة فليس ذلك بالرياء المنهي عنه ، ولم يكن عليه حرج ؛ وإنما الرياء المعصية أن يظهرها صيدا للناس وطريقا إلى الأكل ، فهذه نية لا تجزئ وعليه الإعادة .قلت ; قول " وأراد طلب المنزلة والظهور لقبول الشهادة " فيه نظر . وقد تقدم بيانه في " النساء " فتأمله هناك . ودلت هذه الآية على أن الرياء يدخل الفرض والنفل ؛ لقول الله تعالى ; وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا فعم . وقال قوم ; إنما يدخل النفل خاصة ؛ لأن الفرض واجب على جميع الناس والنفل عرضة لذلك . وقيل بالعكس ؛ لأنه لو لم يأت بالنوافل لم يؤاخذ بها .
القول في تأويل قوله ; إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا (142)قال أبو جعفر; قد دللنا فيما مضى قبل على معنى " خداع المنافق ربه "، ووجه " خداع الله إياهم "، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، مع اختلاف المختلفين في ذلك. (13)* * *فتأويل ذلك; إنّ المنافقين يخادعون الله، بإحرازهم بنفاقهم دماءهم وأموالهم، والله خادعهم بما حكَم فيهم من منع دِمائهم بما أظهروا بألسنتهم من الإيمان، مع علمه بباطن ضمائرهم واعتقادهم الكفرَ، استدراجًا منه لهم في الدنيا، حتى يلقوه في الآخرة، فيوردهم بما استبطنوا من الكفر نارَ جهنم، كما;-10721- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; " إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم "، قال; يعطيهم يوم القيامة نورًا يمشون به مع المسلمين كما كانوا معهم في الدنيا، ثم يسلبهم ذلك النور فيطفئه، فيقومون في ظلمتهم، ويُضرب بينهم بالسُّور.10722- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج; " إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم "، قال; نـزلت في عبد الله بن أبيّ، وأبي عامر بن النعمان، (14) وفي المنافقين=" يخادعون الله وهو خادعهم "، قال; مثل قوله في" البقرة "; يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ [سورة البقرة; 9]. (15) قال; وأما قوله; " وهو خادعهم "، فيقول; في النور الذي يعطَى المنافقون مع المؤمنين، فيعطون النور، فإذا بلغوا السور سُلب، وما ذكر الله من قوله (16) انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ [سورة الحديد; 13]. قال قوله; " وهو خادعهم ".10723- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الحسن; أنه كان إذا قرأ; " إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم "، قال; يُلقَى على كل مؤمن ومنافق نورٌ يمشونَ به، حتى إذا انتهوا إلى الصراط طَفِئ نورُ المنافقين، ومضى المؤمنون بنورهم، فينادونهم; انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ إلى قوله; وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ [سورة الحديد; 13 ، 14]. قال الحسن; (17) فذلك خديعة الله إياهم. (18)* * *وأما قوله; " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس "، فإنه يعني; أن المنافقين لا يعملون شيئًا من الأعمال التي فرضها الله على المؤمنين على وجه التقرُّب بها إلى الله، لأنهم غير موقنين بمعادٍ ولا ثواب ولا عقاب، وإنما يعملون ما عملوا من الأعمال الظاهرة إبقاءً على أنفسهم، (19) وحذارًا من المؤمنين عليها أن يُقتلوا أو يُسلبوا أموالهم. فهم إذا قاموا إلى الصلاة التي هي من الفرائض الظاهرة، قاموا كسالى إليها، رياءً للمؤمنين ليحسبوهم منهم وليسوا منهم، لأنهم غير معتقدي فرضها ووجوبها عليهم، فهم في قيامهم إليها كسالى، (20) كما;-10724- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى "، قال; والله لولا الناسُ ما صَلَّى المنافق، ولا يصلِّي إلا رياء وسُمْعة.10725- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس " ، قال; هم المنافقون، لولا الرياء ما صلُّوا.* * *وأما قوله; " ولا يذكرون الله إلا قليلا "، فلعل قائلا أن يقول; وهل من ذكر الله شيء قليل؟.قيل له; إن معنى ذلك= بخلاف ما ذهبت=; ولا يذكرون الله إلا ذكر رياء، (21) ليدفعوا به عن أنفسهم القتل والسباء وسلبَ الأموال، لا ذكر موقن مصدّق بتوحيد الله، مخلص له الربوبية. فلذلك سماه الله " قليلا "، لأنه غير مقصود به الله، ولا مبتغًي به التقرّب إلى الله، ولا مرادٌ به ثواب الله وما عنده. فهو، وإن كثر، من وجه نَصَب عامله وذاكره، (22) في معنى السراب الذي له ظاهرٌ بغير حقيقة ماء.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك;10726- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، عن أبي الأشهب قال; قرأ الحسن; " ولا يذكرون الله إلا قليلا "، قال; إنما قلَّ لأنه كان لغير الله.10727- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة; " ولا يذكرون الله إلا قليلا "، قال; إنما قلّ ذكر المنافق، لأن الله لم يقبله. وكل ما رَدَّ الله قليل، وكل ما قبلَ الله كثير.--------------------الهوامش ;(13) انظر ما سلف 1; 272 - 277 ، ثم; 301 -306 ، تضمينًا.(14) "أبو عامر بن النعمان" ، هكذا هو في المخطوطة والمطبوعة ، وأظنه قد أسقط الناسخ من اسمه ما أنا مثبته ، فإن المذكور مع عبد الله بن أبي بن سلول في المنافقين هو; "أبو عامر عبد عمرو بن صيفي بن النعمان ، أحد بني ضبيعة بن زيد ، وهو الذي يقال له"أبو عامر الراهب" ، وهو أبو"حنظلة الغسيل" يوم أحد. وكان أبو عامر قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح ، وكان في قومه من الأوس شريفًا مطاعًا. فلما جاء الله بالإسلام ، أبى إلا الكفر والفراق لقومه الأوس ، فخرج مفارقًا للإسلام ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله; "لا تقولوا; الراهب ، ولكن قولوا; الفاسق". انظر سيرة ابن هشام 2 ; 234 ، 235.هذا ، ولم أجد أحدًا غيره في المنافقين أو غيرهم يقال له; "أبو عامر بن النعمان" ، فثبت عندي أن ما قلته هو الصواب.(15) في المطبوعة; "وما يخادعون إلا أنفسهم" ، وهي إحدى قراءتين ، وأثبت قراءتنا في مصحفنا ، وهي أيضًا القراءة التي أوجب لها الصحة أبو جعفر فيما سلف 1 ; 277.(16) في المخطوطة; "وما ذكر منه انظرونا نقتبس من نوركم" ، وهو ناقص ، والذي في المطبوعة مقارب للصواب.(17) في المطبوعة; "فتلك خديعة الله" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو صواب.(18) الأثر; 10723 -"سفيان بن حسين بن الحسن الواسطي" ، مضى برقم; 3471 ، 3879 ، 6462.(19) في المطبوعة; "بقاء على أنفسهم" ، والصواب ما في المخطوطة.(20) انظر تفسير"الرياء" فيما سلف 5 ; 521 ، 522 / 8 ; 356.(21) في المطبوعة; "إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبت ، وإنما معناه; ولا يذكرون الله إلا ذكرًا رياء" ، وأثبت ما في المخطوطة ، فإنه صواب ، وقوله; "بخلاف ما ذهبت" اعتراض في الكلام ، وضعته بين خطين.(22) "النصب" (بفتحتين); التعب.
يخبر تعالى عن المنافقين بما كانوا عليه، من قبيح الصفات وشنائع السمات، وأن طريقتهم مخادعة الله تعالى، أي: بما أظهروه من الإيمان وأبطنوه من الكفران، ظنوا أنه يروج على الله ولا يعلمه ولا يبديه لعباده، والحال أن الله خادعهم، فمجرد وجود هذه الحال منهم ومشيهم عليها، خداع لأنفسهم. وأي: خداع أعظم ممن يسعى سعيًا يعود عليه بالهوان والذل والحرمان؟\" ويدل بمجرده على نقص عقل صاحبه، حيث جمع بين المعصية، ورآها حسنة، وظنها من العقل والمكر، فلله ما يصنع الجهل والخذلان بصاحبه\" ومن خداعه لهم يوم القيامة ما ذكره الله في قوله: { يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُـوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُـورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَـةُ وَظَاهـِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ } إلى آخر الآيات. \" وَ \" من صفاتهم أنهم { إِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ } -إن قاموا- التي هي أكبر الطاعات العملية { قَامُوا كُسَالَى } متثاقلين لها متبرمين من فعلها، والكسل لا يكون إلا من فقد الرغبة من قلوبهم، فلولا أن قلوبهم فارغة من الرغبة إلى الله وإلى ما عنده، عادمة للإيمان، لم يصدر منهم الكسل، { يُرَاءُونَ النَّاسَ } أي: هذا الذي انطوت عليه سرائرهم وهذا مصدر أعمالهم، مراءاة الناس، يقصدون رؤية الناس وتعظيمهم واحترامهم ولا يخلصون لله، فلهذا { لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } لامتلاء قلوبهم من الرياء، فإن ذكر الله تعالى وملازمته لا يكون إلا من مؤمن ممتلئ قلبه بمحبة الله وعظمته.
(إنّ) حرف مشبه بالفعلـ (المنافقين) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الياء
(يخادعون) مضارع مرفوع والواو فاعلـ (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوبـ (الواو) حالية
(هو) ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ
(خادع) خبر مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلق بـ (قاموا) الثاني
(قاموا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعلـ (إلى الصلاة) جار ومجرور متعلق بـ (قاموا) ،
(قاموا) مثل الأولـ (كسالى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف
(يراءون) مضارع مثل يخادعون
(الناس) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة
(لا) نافية
(يذكرون الله) مثل يخادعون الله
(إلا) أداة حصر
(قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته منصوب أي إلا ذكرا قليلا.
جملة «إنّ المنافقين ... » لا محل لها استئنافية.وجملة «يخادعون ... » في محل رفع خبر إنّ.
وجملة «هو خادعهم» في محل نصب حال .
وجملة «قاموا إلى الصلاة» في محل جر مضاف إليه.
وجملة «قاموا كسالى» لا محل لها جواب شرط غير جازم، والشرط وفعله وجوابه معطوف على خبر إنّ.
وجملة «يراءون ... » في محل نصب حال .
وجملة «لا يذكرون ... » في محل نصب معطوفة على جملة يراءون.
- القرآن الكريم - النساء٤ :١٤٢
An-Nisa'4:142