الرسم العثمانيفَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ بِهِۦ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ ۚ وَكَفٰى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا
الـرسـم الإمـلائـيفَمِنۡهُمۡ مَّنۡ اٰمَنَ بِهٖ وَمِنۡهُمۡ مَّنۡ صَدَّ عَنۡهُ ؕ وَكَفٰى بِجَهَـنَّمَ سَعِيۡرًا
تفسير ميسر:
فمن هؤلاء الذين أوتوا حظًّا من العلم، مَن صدَّق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وعمل بشرعه، ومنهم مَن أعرض ولم يستجب لدعوته، ومنع الناس من اتباعه. وحسبكم -أيها المكذبون- نار جهنم تسعَّر بكم.
وقال مجاهد; فمنهم من آمن به أي بمحمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من صد عنه فالكفرة منهم أشد تكذيبا لك وأبعد عما جئتهم به من الهدى والحق المبين ولهذا قال متوعدا لهم "وكفى بجهنم سعيرا" أي وكفى بالنار عقوبة لهم على كفرهم وعنادهم ومخالفتهم كتب الله ورسله.
قوله تعالى ; فمنهم من آمن به يعني بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه تقدم ذكره وهو [ ص; 219 ] المحسود . ومنهم من صد عنه أعرض فلم يؤمن به . وقيل ; الضمير في به راجع إلى إبراهيم . والمعنى ; فمن آل إبراهيم من آمن به ومنهم من صد عنه . وقيل ; يرجع إلى الكتاب . والله أعلم .
القول في تأويل قوله عز وجل ; فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)قال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; فمن الذين أوتوا الكتاب = من يهود بني إسرائيل، الذين قال لهم جل ثناؤه; آمِنُوا بِمَا نَـزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا =" مَنْ آمن به "، يقول; من صدَّق بما أنـزلنا على محمد صلى الله عليه وسلم مصدّقًا لما معهم =" ومنهم من صدّ عنه "، ومنهم من أعرَض عن التصديق به، (16) كما;-9831 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; " فمنهم من آمن به "، قال; بما أنـزل على محمد من يهود =" ومنهم من صدّ عنه ".9832 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.* * *قال أبو جعفر; وفي هذه الآية دلالة على أن الذين صدّوا عما أنـزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، من يهود بني إسرائيل الذين كانوا حوالَيْ مُهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما رَفعَ عنهم وعيدَ الله الذي توعِّدهم به في قوله; آمِنُوا بِمَا نَـزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا في الدنيا، (17) وأخرت عقوبتهم إلى يوم القيامة، لإيمان من آمن منهم، وأن الوعيدَ لهم من الله بتعجيل العقوبة في الدنيا، إنما كان على مقام جميعهم على الكفر بما أنـزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فلما آمن بَعضُهم، خرجوا من الوعيد الذي توعَّده في عاجل الدنيا، وأخرت عقوبةُ المقيمين على التكذيب إلى الآخرة، فقال لهم; كفاكم بجهنم سعيرًا. (18)* * *ويعني بقوله; " وكفى بجهنم سعيرًا "، وحسبكم، أيها المكذبون بما أنـزلت على محمد نبيي ورسولي =" بجهنم سعيرًا "، يعني; بنار جهنم، تُسعَر عليكم = أي; تُوقدُ عليكم.* * *= وقيل; " سعيرًا "، أصله " مسعورًا "، من " سُعِرت تُسعَر فهي مسعورة "، كما قال الله; وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ [سورة التكوير; 12]، ولكنها صرفت إلى " فعيل "، كما قيل; " كف خضيب "، و " لحية دهين "، بمعنى; مخضوبة ومدهونة - و " السعير "، الوقود. (19)--------------الهوامش ;(16) انظر تفسير"الصد" فيما سلف 4; 300 / 7; 53.(17) هي الآية السالفة من"سورة النساء" رقم; 47.(18) انظر ما سلف ص; 445س ; 4 وما بعده.(19) انظر تفسير"السعير" فيما سلف; 30.
{ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ } أي: بمحمد صلى الله عليه وسلم فنال بذلك السعادة الدنيوية والفلاح الأخروي. { وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ } عنادًا وبغيًا وحسدًا فحصل لهم من شقاء الدنيا ومصائبها ما هو بعض آثار معاصيهم { وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا } تسعر على من كفر بالله، وجحد نبوة أنبيائه من اليهود والنصارى وغيرهم من أصناف الكفرة.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - النساء٤ :٥٥
An-Nisa'4:55