الرسم العثمانيوَلَئِنْ أَصٰبَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُنۢ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُۥ مَوَدَّةٌ يٰلَيْتَنِى كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا
الـرسـم الإمـلائـيوَلَٮِٕنۡ اَصَابَكُمۡ فَضۡلٌ مِّنَ اللّٰهِ لَيَـقُوۡلَنَّ كَاَنۡ لَّمۡ تَكُنۡۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهٗ مَوَدَّةٌ يّٰلَيۡتَنِىۡ كُنۡتُ مَعَهُمۡ فَاَ فُوۡزَ فَوۡزًا عَظِيۡمًا
تفسير ميسر:
ولئن نالكم فضل من الله وغنيمة، ليقولن -حاسدًا متحسرًا، كأن لم تكن بينكم وبينه مودة في الظاهر-; يا ليتني كنت معهم فأظفر بما ظَفِروا به من النجاة والنصرة والغنيمة.
"ولئن أصابكم فضل من الله" أي نصر وظفر وغنيمة "ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة" أي كأنه ليس من أهل دينكم "يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما" أي بأن يضرب لي بسهم معهم فأحصل عليه وهو أكبر قصده وغاية مراده.
قوله ; ولئن أصابكم فضل من الله أي غنيمة وفتح ليقولن هذا المنافق قول نادم حاسد يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما كأن لم يكن بينكم وبينه مودة فالكلام فيه تقديم وتأخير . وقيل ; المعنى ليقولن كأن لم يكن بينكم وبينه مودة [ ص; 239 ] أي كأن لم يعاقدكم على الجهاد . وقيل ; هو في موضع نصب على الحال . وقرأ الحسن " ليقولن " بضم اللام على معنى " من " ؛ لأن معنى قوله لمن ليبطئن ليس يعني رجلا بعينه . ومن فتح اللام أعاد فوحد الضمير على لفظ من . وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم كأن لم تكن بالتاء على لفظ المودة . ومن قرأ بالياء جعل مودة بمعنى الود . وقول المنافق يا ليتني كنت معهم على وجه الحسد أو الأسف على فوت الغنيمة مع الشك في الجزاء من الله . ( فأفوز ) جواب التمني ولذلك نصب . وقرأ الحسن " فأفوز " بالرفع على أنه تمنى الفوز ، فكأنه قال ; يا ليتني أفوز فوزا عظيما . والنصب على الجواب ؛ والمعنى إن أكن معهم أفز . والنصب فيه بإضمار " أن " لأنه محمول على تأويل المصدر ؛ التقدير يا ليتني كان لي حضور ففوز .
القول في تأويل قوله ; وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)قال أبو جعفر; يقول جل ثناؤه; " ولئن أصابكم فضل من الله "، ولئن أظفركم الله بعدوكم فأصبتم منهم غنيمة، ليقولن هذا المبطِّئُ المسلمين عن الجهاد معكم في سبيل الله، المنافقُ =" كأن لم يكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز "، بما أصيب معهم من الغنيمة =" فوزًا عظيمًا ".* * *وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن هؤلاء المنافقين; أنّ شهودهم الحرب مع المسلمين إن شهدوها، لطلب الغنيمة = وإن تخلَّفوا عنها، فللشك الذي في قلوبهم، وأنهم لا يرجون لحضورها ثوابًا، ولا يخافون بالتخلف عنها من الله عقابًا.* * *وكان قتادة وابن جريج يقولان; إنما قال من قال من المنافقين إذا كان الظفر للمسلمين; " يا ليتني كنت معهم "، حسدًا منهم لهم.9940 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله; " ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا "، قال; قول حاسد.9941 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله; " ولئن أصابكم فضل من الله "، قال; ظهور المسلمين على عدوهم فأصابوا الغنيمة، ليقولن; " يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا "، قال; قول الحاسد.
{ وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ } أي: نصر وغنيمة { لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا } أي: يتمنى أنه حاضر لينال من المغانم، ليس له رغبة ولا قصد في غير ذلك، كأنه ليس منكم يا معشر المؤمنين ولا بينكم وبينه المودة الإيمانية التي من مقتضاها أن المؤمنين مشتركون في جميع مصالحهم ودفع مضارهم، يفرحون بحصولها ولو على يد غيرهم من إخوانهم المؤمنين ويألمون بفقدها، ويسعون جميعا في كل أمر يصلحون به دينهم ودنياهم، فهذا الذي يتمنى الدنيا فقط، ليست معه الروح الإيمانية المذكورة.
(الواو) عاطفة
(اللام) موطئة للقسم
(إن) حرف شرط جازم
(أصابكم فضل) مثل أصابتكم مصيبة
(من الله) جار ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لفضلـ (ليقولنّ) مثل ليبطئن
(كأن) حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن محذوف
(لم تكن) مثل لم أكن واسمه سيأتي
(بين) ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر تكن مقدم و (كم) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(بينه) مثل بينكم
(مودّة) اسم تكن مؤخر مرفوع
(يا) أداة تنبيه
(ليت) حرف مشبه بالفعل للتمني و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير اسم ليت في محل نصبـ (كنت) فعل ماض ناقص مبني على السكون ... و (التاء) اسم كان
(معهم) مثل الأول متعلق بخبر كان
(الفاء) فاء السببية
(أفوز) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا
(فوزا) مفعول مطلق منصوبـ (عظيما) نعت منصوب.
وجملة «إن أصابكم فضل» لا محل لها معطوفة على جملة الاستئناف في الآية السابقة.
وجملة «يقولنّ ... » لا محل لها جواب القسم المقدّر، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.
وجملة «كأن لم تكن ... » لا محل لها اعتراضية .
وجملة «لم تكن ... مودّة» في محل رفع خبر كأن.
وجملة «ليتني كنت ... » في محل نصب مقول القول لفعل يقولن.
وجملة «كنت معهم» في محل رفع خبر ليت.وجملة «أفوز» لا محل لها صلة الموصول الحرفي المضمر
(أن) .
والمصدر المؤوّلـ (أن أفوز) معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الكلام السابق، والتقدير: ثمة تمنّي وجودي معهم ففوز عظيم لي.
- القرآن الكريم - النساء٤ :٧٣
An-Nisa'4:73