الرسم العثمانيأَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هٰذِهِۦ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هٰذِهِۦ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هٰٓؤُلَآءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا
الـرسـم الإمـلائـياَيۡنَ مَا تَكُوۡنُوۡا يُدۡرِكْكُّمُ الۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنۡتُمۡ فِىۡ بُرُوۡجٍ مُّشَيَّدَةٍ ؕ وَاِنۡ تُصِبۡهُمۡ حَسَنَةٌ يَّقُوۡلُوۡا هٰذِهٖ مِنۡ عِنۡدِ اللّٰهِ ۚ وَاِنۡ تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٌ يَّقُوۡلُوۡا هٰذِهٖ مِنۡ عِنۡدِكَ ؕ قُلۡ كُلٌّ مِّنۡ عِنۡدِ اللّٰهِ ؕ فَمَالِ ھٰٓؤُلَۤاءِ الۡقَوۡمِ لَا يَكَادُوۡنَ يَفۡقَهُوۡنَ حَدِيۡثًا
تفسير ميسر:
أينما تكونوا يلحقكم الموت في أي مكان كنتم فيه عند حلول آجالكم، ولو كنتم في حصون منيعة بعيدة عن ساحة المعارك والقتال. وإن يحصل لهم ما يسرُّهم من متاع هذه الحياة، ينسبوا حصوله إلى الله تعالى، وإن وقع عليهم ما يكرهونه ينسبوه إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جهالة وتشاؤمًا، وما علموا أن ذلك كله من عند الله وحده، بقضائه وقدره، فما بالهم لا يقاربون فَهْمَ أيِّ حديث تحدثهم به؟
وقوله تعالى "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة" أي أنتم صائرون إلى الموت لا محاله ولا ينجو منه أحد منكم كما قال تعالى "كل من عليها فان" الآية وقال تعالى "كل نفس ذائقة الموت" وقال تعالى "وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد" والمقصود أن كل أحد صائر إلى الموت لا محالة ولا ينجيه من ذلك شيء سواء جاهد أو لم يجاهد فإن له أجلا محتوما ومقاما مقسوما كما قال خالد بن الوليد حين جاء الموت على فراشه; لهد شهدت كذا وكذا موقفا وما من عضو من أعضائي إلا وفيه جرح من طعنة أو رمية وها أنا أموت على فراشي فلا نامت أعين الجبناء وقوله "ولو كنتم في بروج مشيدة" أي حصينة منيعة عالية رفيعة وقيل هي بروج في السماء قاله السدي وهو ضعيف والصحيح أنها المنيعة أي لا يغنى حذر وتحصن من الموت كما قال زهير بن أبي سلمى; ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو رام أسباب السماء بسلم ثم قيل; المشيدة هي المشيدة كما قال وقصر مشيد وقيل بل بينهما فرق وهو أن المشيدة بالتشديد هي المطولة وبالتخفيف هي المزينة بالشيد وهو الجص وقد ذكر ابن جرير وابن أبي حاتم ههنا حكاية مطولة عن مجاهد أنه ذكر أن امرأة فيمن كان قبلنا أخذها الطلق فأمرت أجيرها أن يأتيها بنار فخرح فإذا هو برجل واقف على الباب فقال; ما ولدت المرأة فقال جارية فقال أما إنها ستزني بمائة رجل ثم يتزوجها أجيرها ويكون موتها بالعنكبوت. قال فكر راجعا فبعج بطن الجارية بسكين فشقه ثم ذهب هاربا وظن أنها قد ماتت فخاطت أمها بطنها فبرئت وشبت وترعرعت ونشأت أحسن امرأة ببلدتها فذهب ذاك الأجير ما ذهب ودخل البحور فاقتنى أموالا جزيلة ثم رجع إلى بلده وأراد التزوج فقال لعجوز أريد أن أتزوج بأحسن امرأة بهذه البلدة فقالت ليس ههنا أحسن من فلانة فقال اخطبيها علي فذهبت إليها فأجابت فدخل بها فأعجبته إعجابا شديدا فسألته عن أمره ومن أين مقدمه فأخبرها خبره وما كان من أمره في الجارية فقالت أنا هي وأرته مكان السكين فتحقق ذلك فقال لئن كنت إياها فلقد أخبرني باثنتين لا بد منهما "إحداهما" أنك قد زنيت بمائة رجل فقالت لقد كان شيء من ذلك ولكن لا أدري ما عددهم فقال هم مائة "والثاني" أنك تموتين بالعنكبوت فاتخذ لها قصرا منيعا شاهقا ليحرزها من ذلك فبينما هم يوما فإذا بالعنكبوت في السقف فأراها إياها فقالت أهذه التي تحذرها علي والله لا يقتلها إلا أنا فأنزلوها من السقف فعمدت إليها فوطئتها بإبهام رجلها فقتلتها فطار من سمها شيء فوفع بين ظفرها ولحمها واسودت رجلها فكان في ذلك أجلها فماتت ونذكر ههنا قصة صاحب الحضر وهو الساطرون لما احتال عليه سابور حتى حصره فيه وقتل من فيه بعد محاصرة سنتين. وقالت العرب في ذلك أشعارا منها; وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجـــ لة تجبى إليه والخـابور شـاده مـرمـرا وجـللـه كـلـــ سا فللطير في ذراه وكور لم تهبه أيدي المنون فباد الـ مـلك عنه فبابه مـهجـور ولما دخل على عثمان جعل يقول; اللهم اجمع أمة محمد ثم تمثل بقول الشاعر; أرى الموت لا يبقي عزيزا ولم يدع لعاد ملاذا في البلاد ومربعـا يبيت أهل الحصن والـحـصن مغلـق ويأتي الجبال في شماريخها معا قال ابن هشام وكان كسرى سابور ذو الأكتاف قتل الساطرون ملك الحضر وقال ابن هشام إن الذي قتل صاحب الحضر سابور بن أردشير بن بابك أول ملوك بني ساسان وأذل ملوك الطوائف ورد الملك إلى الأكاسرة فأما سابور ذو الأكتاف فهو من بعد ذلك بزمن طويل والله أعلم ذكره السهيلي قال ابن هشام; فحصره سنتين وذلك لأنه كان أغار على بلاد سابور في غيبته وهو في العراق وأشرفت بنت الساطرون وكان اسمها النضيرة فنظرت إلى سابور وعليه ثياب ديباج وعلى رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ فدست إليه أن تتزوجني إن فتحت لك باب الحصن فقال نعم. فلما أمسى ساطرون شرب حتى سكر وكان لا يبيت إلا سكران فأخذت مفاتيح باب الحصن من تحت رأسة فبعثت بها مع مولى لها ففتح الباب ويقال دلتهم على طلسم كان في الحصن لا يفتح حتى تؤخذ حمامة ورقاء فتخضب رجلاها بحيض جارية بكر زرقاء ثم ترسل فإذا وقعت على سور الحصن سقط ذلك ففتح الباب ففعل ذلك فدخل سابور فقتل ساطرون واستباح الحصن وخربه وسار بها معه وتزوجها فبينما هي نائمة على فراشها ليلا إذ جعلت تتململ لا تنام فدعا لها بالشمع ففتش فراشها فوجد فيه ورقة آس فقال لها سابور; هذا الذي أسهرك فما كان أبوك يصنع بك؟ قالت; كان يفرش لي الديباج ويلبسني الحرير ويطعمني المخ ويسقيني الخمر قال الطبري كان يطعمني المخ والزبد وشهد أبكار النحل وصفو الخمر وذكر أنه كان يرى مخ ساقها قال فكان جزاء أبيك ما صنعت به أنت إلي بذاك أسرع ثم أمر بها فربطت قرون رأسها بذنب فرس فركض الفرس حتى قتلها وفيه يقول عدي بن زيد العبادي أبياته المشهورة السائرة; أيهـا الشامـت المعير بالـدهـ ـر أأنت المبرأ الموفـور أم لديك العهد الوثيق من الأيـ ـام بل أنت جاهل مـغرور من رأيت المـنون خـلـد أم مـن ذا عليه من أن يضام خفير أين كسرى كسرى الـملـوك أنوشـر وان أم أين قبلـه سابور وبنو الأصفر الكرام ملوك الـ ـروم لم يبق منهم مذكور وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجـلـة تجـبـى إلـيه والخابـور شاده مـرمـرا وجـلـلـه كـلـسا فـلـلـطير في ذراه وكور لـم يهـبه ريب الـمنـون فـباد المـلك عنه فبابه مهجور وتذكـر رب الخـورنق إذ أشـرف يـومــا وللـهـدى تفكير سـره مـالـه وكثرة مـا يمـلك والبحـر معرضـا والسدير فارعوى قلبه وقال فـمـا غبـ ـطة حـي إلى الممات يصير ثـم أضـحـوا كـأنهـم ورق جـف فألوت به الصبا والدبور ثـم بعد الفلاح والملك والأمـ ـة وارتهـم هنـاك القبور وقوله "وإن تصبهم حسنة" أي خصب ورزق من ثمار وزروع وأولاد ونحو ذلك هذا معنى قول ابن عباس وأبي العالية والسدي "يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة" أي قحط وجدب ونقص في الثمار والزروع أو موت أولاد أو نتاج أو غير ذلك كما يقوله أبو العالية والسدي يقولوا هذه من عندك أي من قبلك وبسبب اتباعنا لك واقتدائنا بدينك كما قال تعالى عن قوم فرعون "فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة" يطيروا بموسى ومن معه وكما قال تعالى"ومن الناس من يعبد الله على حرف" الآية وهكذا قال "هؤلاء المنافقون الذين دخلوا في الإسلام ظاهرا" وهم كارهون له في نفس الأمر ولهذا إذا أصابهم شر إنما يسندونه إلى اتباعهم للنبي صلى وقال السدي وإن تصبهم حسنة قال والحسنة الخصب تنتج مواشيهم وخيولهم ويحسن حالهم وتلد نساؤهم الغلمان قالوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة والسيئة الجدب والضرر في أموالهم تشاءموا بمحمد صلى وقالوا هذه من عندك يقولون بتركنا ديننا واتباعنا محمدا أصابنا هذا البلاء فأنزل الله عز وجل قل كل من عند الله أي الجميع بقضاء الله وقدره وهو نافذ في البر والفاجر والمؤمن والكافر قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قل كل من عند الله أي الحسنة والسيئة وكذا قال الحسن البصري ثم قال تعالى منكرا على هؤلاء القائلين هذه المقالة الصادرة عن شك وريب وقلة فهم وعلم وكثرة جهل وظلم فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا. "ذكر حديث غريب يتعلق بقوله تعالى "قل كل من عند الله" قال الحافظ أبو بكر البزار; حدثنا السكن بن سعيد حدثنا عمر بن يونس حدثنا إسماعيل بن حماد عن مقاتل بن حيان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال; كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر في قبيلتين من الناس وقد ارتفعت أصواتهما فجلس أبو بكر قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم وجلس عمر قريبا من أبي بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لم ارتفعت أصواتكما "فقال رجل; يا رسول الله قال أبو بكر الحسنات من الله والسيئات من أنفسنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فما قلت يا عمر; فقال; قلت الحسنات والسيئات من الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أول من تكلم فيه جبريل وميكائيل فقال ميكائيل مقالتك يا أبا بكر وقال جبريل مقالتك يا عمر فقال "فيختلف أهل السماء وإن يختلف أهل السماء يختلف أهل الأرض" فتحاكما إلى إسرافيل فقضى بينهما أن الحسنات والسيئات من الله. ثم أقبل على أبي بكر وعمر فقال "احفظا قضائي بينكما لو أراد الله أن لا يعصى لما خلق إبليس". قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس ابن تيمية هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة.
قوله تعالى ; أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثافيه أربع مسائل ;الأولى ; قوله تعالى ; أينما تكونوا يدرككم الموت شرط ومجازاة ، و " ما " زائدة وهذا الخطاب عام وإن كان المراد المنافقين أو ضعفة المؤمنين الذين قالوا ; لولا أخرتنا إلى أجل قريب أي إلى أن نموت بآجالنا ، وهو أشبه المنافقين كما ذكرنا ، لقولهم لما أصيب أهل أحد ، قالوا ; لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فرد الله عليهم أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة قال ابن عباس في رواية أبي صالح عنه . وواحد البروج برج ، وهو البناء المرتفع والقصر العظيم . قال طرفة يصف ناقة ;كأنها برج رومي تكففها بان بشيد وآجر وأحجاروقرأ طلحة بن سليمان " يدرككم " برفع الكاف على إضمار الفاء ، وهو قليل لم يأت إلا في الشعر نحو قوله ;من يفعل الحسنات الله يشكرهاأراد فالله يشكرها .[ ص; 244 ] واختلف العلماء وأهل التأويل في المراد بهذه البروج ، فقال الأكثر وهو الأصح . إنه أراد البروج في الحصون التي في الأرض المبنية ، لأنها غاية البشر في التحصن والمنعة ، فمثل الله لهم بها . وقال قتادة ; في قصور محصنة . وقاله ابن جريج والجمهور ، ومنه قول عامر بن الطفيل للنبي صلى الله عليه وسلم ; هل لك في حصن حصين ومنعة ؟ وقال مجاهد ; البروج القصور . ابن عباس ; البروج الحصون والآطام والقلاع . ومعنى مشيدة مطولة ، قاله الزجاج والقتبي . عكرمة ; المزينة بالشيد وهو الجص . قال قتادة ; محصنة . والمشيد والمشيد سواء ، ومنه وقصر مشيد والتشديد للتكثير . وقيل المشيد المطول ، والمشيد المطلي بالشيد . يقال ; شاد البنيان وأشاد بذكره . وقال السدي ; المراد بالبروج بروج في السماء الدنيا مبنية . وحكى هذا القول مكي عن مالك وأنه قال ألا ترى إلى قوله تعالى ; والسماء ذات البروج و جعل في السماء بروجا ولقد جعلنا في السماء بروجا . وحكاه ابن العربي أيضا عن ابن القاسم عن مالك . وحكى النقاش عن ابن عباس أنه قال ; في بروج مشيدة معناه في قصور من حديد . قال ابن عطية ; وهذا لا يعطيه ظاهر اللفظ .الثانية ; هذه الآية ترد على القدرية في الآجال ، لقوله تعالى ; أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة فعرفهم بذلك أن الآجال متى انقضت فلا بد من مفارقة الروح الجسد ، كان ذلك بقتل أو موت أو غير ذلك مما أجرى الله العادة بزهوقها به . وقالت المعتزلة ; إن المقتول لو لم يقتله القاتل لعاش . وقد تقدم الرد عليهم في " آل عمران " ويأتي فوافقوا بقولهم هذا الكفار والمنافقين .الثالثة ; اتخاذ البلاد وبناؤها ليمتنع بها في حفظ الأموال والنفوس ، وهي سنة الله في عباده . وفي ذلك أدل دليل على رد قول من يقول ; التوكل ترك الأسباب ، فإن اتخاذ البلاد من أكبر الأسباب وأعظمها وقد أمرنا بها ، واتخذها الأنبياء وحفروا حولها الخنادق عدة وزيادة في التمنع . وقد قيل للأحنف ; ما حكمة السور ؟ فقال ; ليردع السفيه حتى يأتي الحكيم فيحميه .الرابعة ; وإذا تنزلنا على قول مالك والسدي في أنها بروج السماء ، فبروج الفلك اثنا عشر برجا مشيدة من الرفع ، وهي الكواكب العظام . وقيل للكواكب بروج لظهورها ، من برج يبرج إذا ظهر وارتفع ؛ ومنه قوله ; ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وخلقها الله تعالى [ ص; 245 ] منازل للشمس والقمر وقدره فيها ، ورتب الأزمنة عليها ، وجعلها جنوبية وشمالية دليلا على المصالح وعلما على القبلة ، وطريقا إلى تحصيل آناء الليل وآناء النهار لمعرفة أوقات التهجد وغير ذلك من أحوال المعاش .قوله تعالى ; وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله أي إن يصب المنافقين خصب قالوا ; هذا من عند الله . وإن تصبهم سيئة أي جدب ومحل قالوا ; هذا من عندك ، أي أصابنا ذلك بشؤمك وشؤم أصحابك . وقيل ; الحسنة ; السلامة والأمن ، والسيئة ; الأمراض والخوف . وقيل ; الحسنة ; الغنى ، والسيئة ; الفقر . وقيل ; الحسنة ; النعمة والفتح والغنيمة يوم بدر ، والسيئة ; البلية والشدة والقتل يوم أحد . وقيل ; الحسنة ; السراء ، والسيئة ; الضراء . هذه أقوال المفسرين وعلماء التأويل - ابن عباس وغيره - في الآية . وأنها نزلت في اليهود والمنافقين ، وذلك أنها لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة عليهم قالوا ; ما زلنا نعرف النقص في ثمارنا ومزارعنا مذ قدم علينا هذا الرجل وأصحابه . قال ابن عباس ; ومعنى من عندك أي بسوء تدبيرك . وقيل ; من عندك بشؤمك ، كما ذكرنا ، أي بشؤمك الذي لحقنا ، قالوه على جهة التطير . قال الله تعالى قل كل من عند الله أي الشدة والرخاء والظفر والهزيمة من عند الله ، أي بقضاء الله وقدره . فمال هؤلاء القوم يعني المنافقين لا يكادون يفقهون حديثا أي ما شأنهم لا يفقهون أن كلا من عند الله .
القول في تأويل قوله ; أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍقال أبو جعفر; يعني بذلك جل ثناؤه; = حيثما تكونوا يَنَلكم الموت فتموتوا =" ولو كنتم في بروج مشيَّدة "، يقول; لا تجزعوا من الموت، ولا تهربوا من القتال، وتضعفوا عن لقاء عدوكم، حذرًا على أنفسكم من القتل والموت، فإن الموت &; 8-552 &; بإزائكم أين كنتم، وواصلٌ إلى أنفسكم حيث كنتم، ولو تحصَّنتم منه بالحصون المنيعة.* * *واختلف أهل التأويل في معنى قوله; " ولو كنتم في بروج مشيدة ".فقال بعضهم; يعنى به; قصور مُحصنة.*ذكر من قال ذلك;9957 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة; " ولو كنتم في بروج مشيدة "، يقول; في قصور محصنة.9958 - حدثني علي بن سهل قال، حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال، حدثنا أبو همام قال، حدثنا كثير أبو الفضل، عن مجاهد قال; كان فيمن كان قبلكم امرأة، وكان لها أجيرٌ، فولدت جارية. فقالت لأجيرها; اقتبس لنا نارًا، فخرج فوجد بالباب رجلا فقال له الرجل; ما ولدت هذه المرأة؟ قال; جارية. قال; أما إنّ هذه الجارية لا تموت حتى تبغي بمئة، ويتزوجها أجيرها، (25) ويكون موتها بالعنكبوت. قال; فقال الأجير في نفسه; فأنا أريد هذه بعد أن تفجر بمئة!! فأخذ شفرة فدخل فشق بطن الصبية. وعولجت فبرِئت، فشبَّت، وكانت تبغي، فأتت ساحلا من سواحل البحر، فأقامت عليه تبغي. ولبث الرجل ما شاء الله، ثم قدم ذلك الساحل ومعه مال كثير، فقال لامرأة من أهل الساحل; ابغيني امرأة من أجمل امرأة في القرية أتزوجها! فقالت; ههنا امرأة من أجمل الناس، ولكنها تبغي. قال; ائتيني بها. فأتتها فقالت; قد قدم رجل له مال كثير، وقد قال لي; كذا. فقلت له; كذا. فقالت; إني قد تركت البغاء، ولكن إن أراد تزوَّجته! قال; فتزوجها، فوقعت منه موقعًا. فبينا هو يومًا عندها إذ أخبرها بأمره، فقالت; أنا تلك الجارية! = وأرته الشق في بطنها = وقد كنت &; 8-553 &; أبغي، فما أدري بمئة أو أقل أو أكثر! قال; فإنّه قال لي; يكون موتها بعنكبوت. (26) قال; فبنى لها برجًا بالصحراء وشيده. فبينما هما يومًا في ذلك البرج، إذا عنكبوت في السقف، فقالت; هذا يقتلني؟ لا يقتله أحد غيري! فحركته فسقط، فأتته فوضعت إبهام رجلها عليه فشدَخَتْه، وساحَ سمه بين ظفرها واللحم، فاسودت رجلها فماتت. فنـزلت هذه الآية; " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ". (27)9959 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج; " ولو كنتم في بروج مشيدة "، قال; قصور مشيدة.* * *وقال آخرون; معنى ذلك; قصورٌ بأعيانها في السماء.*ذكر من قال ذلك;9960 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي; " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة "، وهي قصور بيض في سماء الدنيا، مبنية.9961 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن سعيد قال، أخبرنا أبو جعفر، عن الربيع في قوله; " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة "، يقول; ولو كنتم في قصور في السماء. (28)* * *واختلف أهل العربية في معنى " المشيدة ".فقال بعض أهل البصرة منهم; " المشيدة "، الطويلة. قال; وأما " المشِيدُ"، بالتخفيف، فإنه المزيَّن. (29)* * *وقال آخر منهم نحو ذلك القول، (30) غير أنه قال; " المَشِيد " بالتخفيف المعمول بالشِّيد، و " الشيد " الجِصُّ.* * *وقال بعض أهل الكوفة; " المَشيد " و " المُشَيَّد "، أصلهما واحد، غير أن ما شدِّد منه، فإنما يشدد لنفسه، والفعل فيه في جمع، (31) مثل قولهم; " هذه ثياب مصبَّغة "، و " غنم مذبَّحة "، فشدد؛ لأنها جمع يفرَّق فيها الفعل. وكذلك مثله،" قصور مشيدة "، لأن القصور كثيرة تردد فيها التشييد، ولذلك قيل; " بروج مشيدة "، ومنه قوله; وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ ، وكما يقال; " كسَّرت العودَ"، إذا جعلته قطعًا، أي; قطعة بعد قطعة. وقد يجوز في ذلك التخفيف، فإذا أفرد من ذلك الواحد، فكان الفعل يتردد فيه ويكثر تردده في جمع منه، جاز التشديد عندهم والتخفيف، فيقال منه; " هذا ثوب مخرَّق " و " جلد مقطع "، لتردد الفعل فيه وكثرته بالقطع والخرق. وإن كان الفعل لا يكثر فيه ولا يتردد، ولم يجيزوه إلا بالتخفيف، وذلك نحو قولهم; " رأيت كبشًا مذبوحًا " ولا يجيزون فيه; " مذَّبحًا "، لأن الذبح لا يتردد فيه تردد التخرُّق في الثوب.* * *وقالوا; فلهذا قيل; " قصر مَشِيد "، لأنه واحد، فجعل بمنـزلة قولهم; &; 8-555 &; " كبش مذبوح ". وقالوا; جائز في القصر أن يقال; " قصر مشيَّد " بالتشديد، لتردد البناء فيه والتشييد، ولا يجوز ذلك في" كبش مذبوح "، لما ذكرنا. (32)* * *القول في تأويل قوله ; وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَقل أبو جعفر; يعني بقوله جل ثناؤه; " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله "، وإن ينلهم رخاء وظفر وفتح ويصيبوا غنيمة (33) =" يقولوا هذه من عند الله "، يعني; من قبل الله ومن تقديره (34) =" وإن تصبهم سيئة "، يقول; وإن تنلهم شدة من عيش وهزيمة من عدو وجراح وألم، (35) = يقولوا لك يا محمد; =" هذه من عندك "، بخطئك التدبير.وإنما هذا خبر من الله تعالى ذكره عن الذين قال فيهم لنبيه; أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ .وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك;9962 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن سعد وابن أبي جعفر قالا حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية في قوله; &; 8-556 &; " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك "، قال; هذه في السراء والضراء. (36)9963 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية مثله.9964 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك " فقرأ حتى بلغ; وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا ، قال; إن هذه الآيات نـزلت في شأن الحرب. فقرأ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا فقرأ حتى بلغ; " وإن تصبهم سيئة "، يقولوا; " هذه من عند محمد عليه السلام، أساء التدبير وأساء النظر! ما أحسن التدبير ولا النظر ".* * *القول في تأويل قوله ; قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِقال أبو جعفر; يعني جل ثناؤه بقوله; " قل كل من عند الله "، قل، يا محمد، لهؤلاء القائلين إذا أصابتهم حسنة; " هذه من عند الله "، وإذا أصابتهم سيئة; هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ ; = كل ذلك من عند الله، دوني ودون غيري، من عنده الرخاء والشدة، ومنه النصر والظفر، ومن عنده الفَلُّ والهزيمة، (37) كما;-9965 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة; " قل كل من عند الله "، النعم والمصائب.9966 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " كل من عند الله "، النصر والهزيمة.9967 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله; " قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا "، يقول; الحسنة والسيئة من عند الله، أما الحسنة فأنعم بها عليك، وأما السيئة فابتلاك بها.* * *القول في تأويل قوله ; فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)قال أبو جعفر; يعني جل ثناؤه بقوله; " فمال هؤلاء القوم "، (38) فما شأن هؤلاء القوم الذين إن تصبهم حسنة يقولوا; هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وإن تصبهم سيئة يقولوا; هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ =" لا يكادون يفقهون حديثًا "، يقول; لا يكادون يعلمون حقيقة ما تخبرهم به، من أن كل ما أصابهم من خير أو شر، أو ضرّ وشدة ورخاء، فمن عند الله، لا يقدر على ذلك غيره، ولا يصيب أحدًا سيئة إلا بتقديره، ولا ينال رخاءً ونعمة إلا بمشيئته.وهذا إعلام من الله عبادَه أن مفاتح الأشياء كلها بيده، لا يملك شيئًا منها أحد غيره.-------------------------الهوامش ;(25) "تبغي" من"البغاء" ، "بغت المرأة"; فجرت وزنت.(26) في المطبوعة; "بالعنكبوت" ، وأثبت ما في المخطوطة.(27) الأثر; 9958 -"كثير أبو الفضل" ، هو; كثير بن يسار الطفاوي ، أبو الفضل البصري. روى عن الحسن البصري ، وثابت البناني وغيرهما. مترجم في التهذيب.وهذا الأثر أخرجه ابن كثير في تفسيره 2; 515 ، من تفسير ابن أبي حاتم ، وذكره السيوطي في الدر المنثور 2; 184 ، ونسبه أيضًا لابن أبي حاتم ، وأبي نعيم في الحلية.(28) الأثر; 9961 -"عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ" ، مضى برقم; 2929 ، وهذا الإسناد نفسه مضى أيضًا قبله برقم 2919 ، وكان في المخطوطة والمطبوعة هنا"عبد الرحمن بن سعيد" ، كما كان في رقم; 2929 ، ولكنه سيأتي على الصواب في المخطوطة والمطبوعة بعد قليل رقم; 9962 ، 9972.(29) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن 1; 132.(30) في المطبوعة والمخطوطة; "وقال آخرون منهم" ، والسياق يقتضي ما أثبت.(31) في المطبوعة; "فإنما يشدد لتردد الفعل فيه ..." غير ما في المخطوطة ، وهو ما أثبته وهو صواب المعنى المطابق للسياق.(32) هذه مقالة الفراء في معاني القرآن 1; 277.(33) انظر تفسير"الإصابة" فيما سلف; 514 ، 538وانظر تفسير"الحسنة" فيما سلف 4; 203-206.(34) انظر تفسير"عند" فيما سلف; 2; 500 / 7; 490 ، 495.(35) انظر تفسير"سيئة" فيما سلف; 2; 281 ، 282 ، / 7; 482 ، 490 / 8; 254.(36) الأثر; 9962 - انظر التعليق على الأثر السالف رقم; 9961.(37) في المطبوعة; "القتل والهزيمة" ، وفي المخطوطة; "العال والهزيمة" غير منقوطة ، ورجحت أن صوابها"الفل" ، من قولهم; "فل القوم يفلهم فلا."; هزمهم وكسرهم.(38) قال الفراء في معاني القرآن 1; 278; "(فمال) ، كثرت في الكلام حتى توهموا أن اللام متصلة ب"ما" ، وأنها حرف في بعضه".
ثم أخبر أنه لا يغني حذر عن قدر، وأن القاعد لا يدفع عنه قعوده شيئًا، فقال: { أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ } أي: في أي زمان وأي مكان. { وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } أي: قصور منيعة ومنازل رفيعة، وكل هذا حث على الجهاد في سبيل الله تارة بالترغيب في فضله وثوابه، وتارة بالترهيب من عقوبة تركه، وتارة بالإخبار أنه لا ينفع القاعدين قعودُهم، وتارة بتسهيل الطريق في ذلك وقصرها.يخبر تعالى عن الذين لا يعلمون المعرضين عما جاءت به الرسل، المعارضين لهم أنهم إذا جاءتهم حسنة أي: خصب وكثرة أموال، وتوفر أولاد وصحة، قالوا: { هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } وأنهم إن أصابتهم سيئة أي: جدب وفقر، ومرض وموت أولاد وأحباب قالوا: { هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ } أي: بسبب ما جئتنا به يا محمد، تطيروا برسول الله صلى الله عليه وسلم كما تطير أمثالهم برسل الله، كما أخبر الله عن قوم فرعون أنهم قالوا لموسى { فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ } وقال قوم صالح: { قالوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ } وقال قوم ياسين لرسلهم: { إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ } الآية. فلما تشابهت قلوبهم بالكفر تشابهت أقوالهم وأعمالهم. وهكذا كل من نسب حصول الشر أو زوال الخير لما جاءت به الرسل أو لبعضه فهو داخل في هذا الذم الوخيم. قال الله في جوابهم: { قُلْ كُلٌّ } أي: من الحسنة والسيئة والخير والشر. { مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } أي: بقضائه وقدره وخلقه. { فَمَا لهَؤُلَاءِ الْقَوْم } أي: الصادر منهم تلك المقالة الباطلة. { لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا } أي: لا يفهمون حديثا بالكلية ولا يقربون من فهمه، أو لا يفهمون منه إلا فهمًا ضعيفًا، وعلى كل فهو ذم لهم وتوبيخ على عدم فهمهم وفقههم عن الله وعن رسوله، وذلك بسبب كفرهم وإعراضهم. وفي ضمن ذلك مدْح من يفهم عن الله وعن رسوله، والحث على ذلك، وعلى الأسباب المعينة على ذلك، من الإقبال على كلامهما وتدبره، وسلوك الطرق الموصلة إليه. فلو فقهوا عن الله لعلموا أن الخير والشر والحسنات والسيئات كلها بقضاء الله وقدره، لا يخرج منها شيء عن ذلك. وأن الرسل عليهم الصلاة والسلام لا يكونون سببا لشر يحدث، هم ولا ما جاءوا به لأنهم بعثوا بصلاح الدنيا والآخرة والدين.
(أينما) اسم شرط جازم مبني في محل نصب ظرف مكان متعلق بالجواب يدرك ،
(تكونوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل تكون التام
(يدرك) مضارع مجزوم جواب الشرط و (كم) ضمير مفعول به
(الموت) فاعل مرفوع
(الواو) عاطفة
(لو) شرطية غير جازمة
(كنتم) فعل ماض ناقص مبنيعلى السكون ... و (تم) ضمير اسم كان ،
(في بروج) جار ومجرور متعلق بخبر كان،
(مشيدة) نعت لبروج مجرور مثله.
(الواو) استئنافية
(إن) حرف شرط جازم
(تصب) مضارع مجزوم فعل الشرط و (هم) ضمير مفعول به
(حسنة) فاعل مرفوع
(يقولوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعلـ (ها) حرف تنبيه
(ذه) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ
(من عند) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(إن تصبهم ... من عندك) مثل نظيرتها المتقدمة
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(كل) مبتدأ مرفوع
(من عند الله) مثل الأولى.
(الفاء) استئنافية
(ما) اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ
(اللام) حرف جر
(ها) حرف تنبيه
(أولاء) اسم إشارة مبني في محل جر متعلق بخبر ما المحذوف
(القوم) بدل من أولاء- أو نعت له- تبعه في الجر
(لا) نافية
(يكادون) مضارع ناقص مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون.
والواو اسم يكاد
(يفقهون) مضارع مرفوع ... والواو فاعلـ (حديثا) مفعول به منصوب.
جملة «تكونوا ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «يدرككم الموت» لا محل لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة «كنتم في بروج ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو كنتم في بروج مشيدة لأدرككم الموت.وجملة «تصبهم حسنة ... » لا محل لها استئنافية .
وجملة «يقولوا ... » لا محل لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة «إن تصبهم سيئة ... » لا محل لها معطوفة على جملة تصبهم حسنة.
وجملة «يقولوا ... »
(الثانية) لا محل لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة «هذه من عندك» في محل نصب مقول القول ...
وكذلك جملة هذه من عند الله.
وجملة «قل ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «كل من عند الله» في محل نصب مقول القول.
وجملة «ما لهؤلاء ... » لا محل لها استئنافية.
وجملة «لا يكادون ... » في محل نصب حال من القوم أو من أولاء.
وجملة «يفقهون ... » في محل نصب خبر يكادون.
- القرآن الكريم - النساء٤ :٧٨
An-Nisa'4:78