وَقَالَ الَّذِىٓ ءَامَنَ يٰقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ
وَقَالَ الَّذِىۡۤ اٰمَنَ يٰقَوۡمِ اتَّبِعُوۡنِ اَهۡدِكُمۡ سَبِيۡلَ الرَّشَادِۚ
تفسير ميسر:
وقال الذي آمن معيدًا نصيحته لقومه; يا قوم اتبعون أهدكم طريق الرشد والصواب.
يقول المؤمن لقومه ممن تمرد وطغى وآثر الحياة الدنيا ونسي الجبار الأعلى فقال لهم "يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد" لا كما كذب فرعون فى قوله "وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" ثم زهدهم في الدنيا التي قد آثروها على الأخرى وصدتهم عن التصديق برسول الله موسى عليه الصلاة والسلام.
قوله تعالى ; وقال الذي آمن يا قوم اتبعون هذا من تمام ما قاله مؤمن آل فرعون ، أي ; اقتدوا بي في الدين . أهدكم سبيل أي طريق الهدى وهو الجنة . وقيل ; من قول موسى . وقرأ معاذ بن جبل " الرشاد " بتشديد الشين وهو لحن عند أكثر أهل العربية ; لأنه إنما يقال أرشد يرشد ولا يكون فعال من أفعل ، إنما يكون من الثلاثي ، فإن أردت التكثير من الرباعي قلت ; مفعال . قال النحاس ; يجوز أن يكون رشاد بمعنى يرشد لا على أنه مشتق منه ، ولكن [ ص; 283 ] كما يقال لآل من اللؤلؤ فهو بمعناه وليس جاريا عليه . ويجوز أن يكون رشاد من رشد يرشد أي ; صاحب رشاد ، كما قال [ النابغة ] ;كليني لهم يا أميمة ناصبالزمخشري ; وقرئ " الرشاد " فعال من رشد بالكسر كعلام أو من رشد بالفتح كعباد . وقيل ; من أرشد كجبار من أجبر وليس بذاك ; لأن فعالا من أفعل لم يجئ إلا في عدة أحرف ، نحو دراك وسئار وقصار وجبار . ولا يصح القياس على هذا القليل . ويجوز أن يكون نسبته إلى الرشد كعواج وبتات غير منظور فيه إلى فعل . ووقع في المصحف " اتبعون " بغير ياء . وقرأها يعقوب وابن كثير بالإثبات في الوصل والوقف . وحذفها أبو عمرو ونافع في الوقف وأثبتوها في الوصل ، إلا ورشا حذفها في الحالين ، وكذلك الباقون ; لأنها وقعت في المصحف بغير ياء ومن أثبتها فعلى الأصل .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38)يقول تعالى ذكره مخبرا عن المؤمن بالله من آل فرعون ( وَقَالَ الَّذِي آمَنَ ) من قوم فرعون لقومه; ( يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ) يقول; إن اتبعتموني فقبلتم مني ما أقول لكم, بينت لكم طريق الصواب الذي ترشدون إذا أخذتم فيه وسلكتموه وذلك هو دين الله الذي ابتعث به موسى.
{ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ } معيدًا نصيحته لقومه: { يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ } لا كما يقول لكم فرعون، فإنه لا يهديكم إلا طريق الغي والفساد.
(الواو) استئنافيّة
(يا قوم) مرّ إعرابها و (النون) في(اتّبعون) نون الوقاية
(أهدكم) مضارع مجزوم جواب الطلبـ (سبيل) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «قال الذي....» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اتّبعون....» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أهدكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بـ (الفاء) أي: إن تتّبعوني أهدكم ...(39)
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(الحياة) بدل من اسم الإشارة المبتدأ- أو عطف بيان عليه- مرفوع
(هي) ضمير فصل وجملة: النداء: «يا قوم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «هذه الحياة ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إنّ الآخرة.. دار القرار» لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
(40)
(من) اسم شرط جازم مبتدأ
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(لا) نافية، ونائب الفاعل في(يجزى) ضمير يعود على من(إلّا) للحصر
(مثلها) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة
(من عمل صالحا) مثل من عمل سيّئة
(من ذكر) متعلّق بحال من فاعل عملـ (الواو) حالية
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(فيها) متعلّق بـ (يرزقون) ،
(بغير) متعلّق بحال من نائب الفاعل .وجملة: «من عمل ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «عمل سيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «لا يجزى ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «من عملـ (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة
(من عمل) الأولى.
وجملة: «هو مؤمن ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «أولئك يدخلون ... » في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: «يدخلون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أولئك) .
وجملة: «يرزقون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يدخلون.
(41)
(الواو) عاطفة
(ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ
(لي) متعلّق بخبر المبتدأ
(إلى النجاة) متعلّق بـ (أدعو)
(إلى النار) متعلّق بـ (تدعونني) .
وجملة: «يا قوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يا قوم السابقة.
وجملة: «مالي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أدعوكم ... » في محلّ نصب حال من الضمير في(لي) .
وجملة: «تدعونني ... » في محلّ نصب حال من مقدّر أي وما لكم تدعونني والجملة المقدّرة معطوفة على جملة مالي ...(اللام) لام التعليلـ (أكفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام(بالله) متعلّق بـ (أكفر) ،
(أشرك) مضارع منصوب معطوف على
(أكفر) ،
(به) متعلّق بـ (أشرك) ،
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به
(لي) متعلّق بخبر ليس
(به) متعلّق بـ (علم) وهو اسم ليس مؤخّر
(الواو) عاطفة
(إلى العزيز) متعلّق بـ (أدعوكم) .
والمصدر المؤوّلـ (أن أكفر ... ) في محلّ جرّ بـ (اللام) متعلّق بـ (تدعونني) .
وجملة: «تدعونني
(الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة تدعونني
(الأولى) .
وجملة: «أكفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «أشرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكفر.
وجملة: «ليس لي به علم..» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «أنا أدعوكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تدعونني .
وجملة: «أدعوكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(أنا) .
(43)
(لا) نافية للجنس
(جرم) اسم مبني على الفتح في محلّ نصب اسم لا ،
(ما) موصول في محلّ نصب اسم أنّ ، و (النون) الثانية في(تدعونني) نون الوقاية
(إليه) متعلّق بـ (تدعونني) ،
(له) متعلّق بخبر ليس
(دعوة) اسم ليس مؤخّر مرفوع
(في الدنيا) متعلّق بدعوة
(الواو) عاطفة
(لا) زائدة لتأكيد النفي(في الآخرة) متعلّق بما تعلّق به
(في الدنيا) فهومعطوف عليه
(الواو) عاطفة
(إلى الله) متعلّق بخبر أنّ..
(هم) ضمير فصل .
والمصدر المؤوّلـ (أنّما تدعونني..) في محلّ جرّ بـ (في) المحذوف متعلّق بمحذوف خبر لا .
والمصدر المؤوّلـ (أنّ مردنا إلى الله) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «لا جرم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «تدعونني ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «ليس له دعوة ... في محلّ رفع خبر أنّ.»
(44)
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(السين) حرف استقبالـ (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به
(لكم) متعلّق بـ (أقول) ،
(الواو) عاطفة
(إلى الله) متعلّق بـ (أفوّض) ،
(بالعباد) متعلّق ببصير.
وجملة: «ستذكرون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا عاينتم العذاب يوم القيامة فستذكرون ما أقول ...وجملة: «أقول ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) ، والعائد محذوف.
وجملة: «أفوض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ستذكرون.وجملة: «إنّ الله بصير ... » لا محلّ لها تعليليّة.