الرسم العثمانيإِنَّ السَّاعَةَ لَءَاتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ السَّاعَةَ لَاٰتِيَةٌ لَّا رَيۡبَ فِيۡهَا وَلٰـكِنَّ اَكۡثَرَ النَّاسِ لَا يُؤۡمِنُوۡنَ
تفسير ميسر:
إن الساعة لآتية لا شك فيها، فأيقنوا بمجيئها، كما أخبرتْ بذلك الرسل، ولكن أكثر الناس لا يُصَدِّقون بمجيئها، ولا يعملون لها.
ثم قال تعالى "إن الساعة لآتية" أي لكائنة وواقعة "لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" أي لا يصدقون بها بل يكذبون بوجودها. قال ابن أبي حاتم ثنا محمد بن عبدالله بن عبد الحكم ثنا أشهب حدثنا مالك عن شيخ قديم من أهل اليمن قدم من ثم قال سمعت أن الساعة إذا دنت اشتد البلاء على الناس واشتد حر الشمس والله أعلم.
قوله تعالى ; إن الساعة لآتية هذه لام التأكيد دخلت في خبر إن ، وسبيلها أن تكون في أول الكلام ; لأنها توكيد الجملة إلا أنها تزحلق عن موضعها ، كذا قال سيبويه . تقول ; إن عمرا لخارج ، وإنما أخرت عن موضعها لئلا يجمع بينها وبين إن ، لأنهما يؤديان عن معنى واحد ، وكذا لا يجمع بين إن وأن عند البصريين . وأجاز هشام إن أن زيدا منطلق حق ، فإن حذفت حقا لم يجز عند أحد من النحويين علمته ، قاله النحاس . لا ريب فيها لا شك ولا مرية . ولكن أكثر الناس لا يؤمنون أي لا يصدقون بها ، وعندها يبين فرق ما بين الطائع والعاصي .
القول في تأويل قوله تعالى ; إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59)يقول تعالى ذكره; إن الساعة التي يحيي الله فيها الموتى للثواب والعقاب لجائية أيها الناس لا شكّ في مجيئها; يقول; فأيقنوا بمجيئها, وأنكم مبعوثون من بعد مماتكم, ومجازون بأعمالكم, فتوبوا إلى ربكم ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ ) يقول; ولكن أكثر قريش لا يصدّقون بمجيئها.
{ إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا } قد أخبرت بها الرسل الذين هم أصدق الخلق ونطقت بها الكتب السماوية، التي جميع أخبارها أعلى مراتب الصدق، وقامت عليها الشواهد المرئية، والآيات الأفقية. { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ } مع هذه الأمور، التي توجب كمال التصديق، والإذعان.
(اللام) المزحلقة للتوكيد
(لا) نافية للجنس
(فيها) متعلّق بخبر لا
(الواو) عاطفة
(لكنّ ... لا يؤمنون) مثل ولكنّ ... لا يعلمون .
جملة: «إنّ الساعة لآتية ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا ريب فيها ... » في محلّ رفع خبر ثان لـ (إنّ) .
وجملة: «لكنّ أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الساعة لآتية.
وجملة: «لا يؤمنون» في محلّ رفع خبر لكنّ.(60)
(الواو) عاطفة
(أستجب) مضارع مجزوم جواب الطلبـ (لكم) متعلّق بـ (أستجب) ،
(عن عبادتي) متعلّق بـ (يستكبرون) ،
(السين) حرف استقبالـ (داخرين) حال منصوبة، وعلامة النصب الياء.
وجملة: «قال ربّكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الساعة لآتية.
وجملة: «ادعوني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أستجب لكم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعوني أستجب لكم.
وجملة: «إنّ الذين يستكبرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «يستكبرون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «سيدخلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
- القرآن الكريم - غافر٤٠ :٥٩
Gafir40:59