الرسم العثمانيقُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِۦ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِى شِقَاقٍۢ بَعِيدٍ
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ اَرَءَيۡتُمۡ اِنۡ كَانَ مِنۡ عِنۡدِ اللّٰهِ ثُمَّ كَفَرۡتُمۡ بِهٖ مَنۡ اَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِىۡ شِقَاقٍۢ بَعِيۡدٍ
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المكذبين; أخبروني إن كان هذا القرآن من عند الله ثم جحدتم وكذَّبتم به، لا أحد أضل منكم؛ لأنكم في خلاف بعيد عن الحق بكفركم بالقرآن وتكذيبكم به.
"قل" يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين بالقرآن "أرأيتم إن كان" هذا القرآن "من عند الله ثم كفرتم به" أي كيف ترون حالكم عند الذي أنزله على رسوله؟ ولهذا قال عز وجل "من أضل ممن هو في شقاق بعيد" أي في كفر وعناد ومشاقة للحق ومسلك بعيد من الهدى.
قوله تعالى ; قل أرأيتم أي قل لهم يا محمد أرأيتم يا معشر المشركين إن كان هذا القرآن من عند الله ثم كفرتم به من أضل أي فأي الناس أضل ، أي ; لا أحد أضل [ ص; 334 ] منكم لفرط شقاقكم وعداوتكم . وقيل ; قوله ; إن كان من عند الله يرجع إلى الكتاب المذكور في قوله ; آتينا موسى الكتاب والأول أظهر ، وهو قول ابن عباس .
القول في تأويل قوله تعالى ; قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52)يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ( قُلْ ) يا محمد للمكذّبين بما جئتهم به من عند ربك من هذا القرآن ( أَرَأَيْتُمْ ) أيها القوم ( إِنْ كَانَ ) هذا الذي تكذبون به ( مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ ) ألستم في فراق وبعد من الصواب, فجعل مكان التفريق الخبر, فقال; ( مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ) إذا كان مفهوما معناه.وقوله; ( مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ) يقول; قل لهم من أشد ذهابا عن قصد السبيل, وأسلك لغير طريق الصواب, ممن هو في فراق لأمر الله وخوف له, بعيد من الرشاد.
أي { قُلْ } لهؤلاء المكذبين بالقرآن المسارعين إلى الكفران { أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ } هذا القرآن { مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } من غير شك ولا ارتياب، { ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } أي: معاندة للّه ولرسوله، لأنه تبين لكم الحق والصواب، ثم عدلتم عنه، لا إلى حق، بل إلى باطل وجهل، فإذا تكونون أضل الناس وأظلمهم.
(أرأيتم) أخبروني، والمفعول الأول محذوف تقديره أنفسكم
(كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط واسمه ضمير مستتر يعود على القرآن المفهوم من السياق
(من عند) متعلّق بخبر كان
(به) متعلّق بـ (كفرتم) ،
(من) اسم استفهام مبتدأ خبره
(أضلّ) ،
(ممّن) متعلّق بـ (أضلّ)
(في شقاق) متعلّق بخبر المبتدأ
(هو) .
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «إن كان من عند ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرّط محذوف دلّ عليه الجملة الاسميّة بعده أي فأنتم أضلّ.. أو فلا أحد أضلّ منكم وجملة: «كفرتم به ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان..
وجملة: «من أضلّ ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أرأيتم وجملة: «هو في شقاق ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من)
- القرآن الكريم - فصلت٤١ :٥٢
Fussilat41:52