الرسم العثمانيقُلْ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحٰىٓ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰحِدٌ فَاسْتَقِيمُوٓا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ اِنَّمَاۤ اَنَا بَشَرٌ مِّثۡلُكُمۡ يُوۡحٰٓى اِلَىَّ اَنَّمَاۤ اِلٰهُكُمۡ اِلٰـهٌ وَّاحِدٌ فَاسۡتَقِيۡمُوۡۤا اِلَيۡهِ وَاسۡتَغۡفِرُوۡهُ ؕ وَوَيۡلٌ لِّلۡمُشۡرِكِيۡنَ
تفسير ميسر:
قل لهم -أيها الرسول-; إنما أنا بشر مثلكم يوحي الله إليَّ أنما إلهكم الذي يستحق العبادة، إله واحد لا شريك له، فاسلكوا الطريق الموصل إليه، واطلبوا مغفرته. وعذاب للمشركين الذين عبدوا من دون الله أوثانًا لا تنفع ولا تضر، والذين لم يطهروا أنفسهم بتوحيد ربهم، والإخلاص له، ولم يصلُّوا ولم يزكَّوا، فلا إخلاص منهم للخالق ولا نفع فيهم للخلق، وهم لا يؤمنون بالبعث، ولا بالجنة والنار، ولا ينفقون في طاعة الله.
يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء المكذبين المشركين "إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد" لا كما تعبدونه من الأصنام والأنداد والأرباب المتفرقين إنما الله إله واحد "فاستقيموا إليه" أي أخلصوا له العبادة على منوال ما أمركم به على ألسنة الرسل "واستغفروه" أي لسالف الذنوب "وويل للمشركين" أي دمار لهم وهلاك عليهم.
قوله تعالى ; قل إنما أنا بشر مثلكم أي لست بملك بل أنا من بني آدم . قال الحسن ; علمه الله تعالى التواضع . يوحى إلي أي من السماء على أيدي الملائكة أنما إلهكم إله واحد " ف " آمنوا به و استقيموا إليه أي وجهوا وجوهكم بالدعاء له والمسألة إليه ، كما يقول الرجل ; استقم إلى منزلك ، أي ; لا تعرج على شيء غير القصد إلى منزلك . واستغفروه أي من شرككم . وويل للمشركين
القول في تأويل قوله تعالى ; قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6)يقول تعالى ذكره; قل يا محمد لهؤلاء المعرضين عن آيات الله من قومك; أيها القوم, ما أنا إلا بشر من بني آدم مثلكم في الجنس والصورة والهيئة لست بمَلك ( يُوحَى إِلَيَّ ) يوحي الله إلى أن لا معبود لكم تصلح عبادته إلا معبود واحد.( فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ )يقول; فاستقيموا إليه بالطاعة, ووجهوا إليه وجوهكم بالرغبة والعبادة دون الآلهة والأوثان.يقول; وسلوه العفو لكم عن ذنوبكم التي سلفت منكم بالتوبة من شرككم, يتب عليكم ويغفر لكم.
{ قُلْ } لهم يا أيها النبي: { إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ } أي: هذه صفتي ووظيفتي، أني بشر مثلكم، ليس بيدي من الأمر شيء، ولا عندي ما تستعجلون به، وإنما فضلني اللّه عليكم، وميَّزني، وخصَّني، بالوحي الذي أوحاه إليَّ وأمرني باتباعه، ودعوتكم إليه.{ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ } أي. اسلكوا الصراط الموصل إلى اللّه تعالى، بتصديق الخبر الذي أخبر به، واتباع الأمر، واجتناب النهي، هذه حقيقة الاستقامة، ثم الدوام على ذلك، وفي قوله: { إِلَيْهِ } تنبيه على الإخلاص، وأن العامل ينبغي له أن يجعل مقصوده وغايته، التي يعمل لأجلها، الوصول إلى اللّه، وإلى دار كرامته، فبذلك يكون عمله خالصًا صالحًا نافعًا، وبفواته، يكون عمله باطلاً.ولما كان العبد، -ولو حرص على الاستقامة- لا بد أن يحصل منه خلل بتقصير بمأمور، أو ارتكاب منهي، أمره بدواء ذلك بالاستغفار المتضمن للتوبة فقال: { وَاسْتَغْفِرُوهُ } ثم توَّعد من ترك الاستقامة فقال: { وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ}
(إنّما) كافّة ومكفوفة
(مثلكم) نعت لبشر مرفوع
(إليّ) متعلّق بـ (يوحى) ،
(أنّما) كافّة ومكفوفة..
والمصدر المؤوّلـ (إنّما إلهكم إله ... ) في محلّ رفع نائب الفاعل.
(الفاء) عاطفة ،
(إليه) متعلّق بـ (استقيموا) بتضمينه معنى توجهوا
(الواو) استئنافيّة
(ويل) مبتدأ مرفوع .
(للمشركين) متعلّق بخبر المبتدأ ويل.جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنا بشر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يوحى ... » في محلّ رفع نعت ثان لبشر.
وجملة: «استقيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل .
وجملة: «استغفروه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: «ويل للمشركين» لا محلّ لها استئنافيّة.
(7)
(الذين) نعت للمشركين في محلّ جرّ ،
(لا) نافية
(الواو) عاطفة في الموضعين
(هم) الثاني توكيد للأول.
وجملة: «لا يؤتون..» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «هم ... كافرون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
- القرآن الكريم - فصلت٤١ :٦
Fussilat41:6