الرسم العثمانيفَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَىْءٍ فَمَتٰعُ الْحَيٰوةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقٰى لِلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَلٰى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
الـرسـم الإمـلائـيفَمَاۤ اُوۡتِيۡتُمۡ مِّنۡ شَىۡءٍ فَمَتَاعُ الۡحَيٰوةِ الدُّنۡيَاۚ وَمَا عِنۡدَ اللّٰهِ خَيۡرٌ وَّاَبۡقٰى لِلَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا وَعَلٰى رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُوۡنَۚ
تفسير ميسر:
فما أوتيتم- أيها الناس- من شيء من المال أو البنين وغير ذلك فهو متاع لكم في الحياة الدنيا، سُرعان ما يزول، وما عند الله تعالى من نعيم الجنة المقيم خير وأبقى للذين آمنوا بالله ورسله، وعلى ربهم يتوكلون.
يقول تعالى محقرا لشأن الحياة الدنيا وزينتها وما فيها من الزهرة والنعيم الفاني بقوله تعالى "فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا" أي مهما حصلتم وجمعتم فلا تغتروا به فإنما هو متاع الحياة الدنيا وهي دار دنيئة فانية زائلة لا محالة "وما عند الله خير وأبقى" أي وثواب الله تعالى خير من الدنيا وهو باق سرمدي فلا تقدموا الفاني على الباقي ولهذا قال تعالى "للذين آمنوا" أي للذين صبروا على ترك الملاذ في الدنيا "وعلى ربهم يتوكلون" أي ليعينهم على الصبر في أداء الواجبات وترك المحرمات.
قوله تعالى ; فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون .قوله تعالى ; فما أوتيتم من شيء يريد من الغنى والسعة في الدنيا . فمتاع الحياة الدنيا أي فإنما هو متاع في أيام قليلة تنقضي وتذهب ، فلا ينبغي أن يتفاخر به . والخطاب للمشركين . ; [ ص; 34 ] وما عند الله خير وأبقى يريد من الثواب على الطاعة للذين آمنوا صدقوا ووحدوا وعلى ربهم يتوكلون نزلت في أبي بكر الصديق حين أنفق جميع ماله في طاعة الله فلامه الناس . وجاء في الحديث أنه ; أنفق ثمانين ألفا .
وقوله; ( فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) يقول تعالى ذكره; فما أعطيتم أيها الناس من شيء من رياش الدنيا من المال والبنين, فمتاع الحياة الدنيا, يقول تعالى ذكره; فهو متاع لكم تتمتعون به في الحياة الدنيا, وليس من دار الآخرة, ولا مما ينفعكم في معادكم.( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) يقول تعالى ذكره; والذي عند الله لأهل طاعته والإيمان به في الآخرة, خير مما أوتيتموه في الدنيا من متاعها وأبقى, لأن ما أوتيتم في الدنيا فإنه نافد, وما عند الله من النعيم في جنانه لأهل طاعته باق غير نافذ.( لِلَّذِينَ آمَنُوا ) يقول; وما عند الله للذين آمنوا به, وعليه يتوكلون في أمورهم, وإليه يقومون في أسبابهم, وبه يثقون, خير وأبقى مما أوتيتموه من متاع الحياة الدنيا.
هذا تزهيد في الدنيا وترغيب في الآخرة، وذكر الأعمال الموصلة إليها فقال: { فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ } من ملك ورياسة، وأموال وبنين، وصحة وعافية بدنية. { فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } لذة منغصة منقطعة. { وَمَا عِنْدَ اللَّهِ } من الثواب الجزيل، والأجر الجليل، والنعيم المقيم { خَيْرٌ } من لذات الدنيا، خيرية لا نسبة بينهما { وَأَبْقَى } لأنه نعيم لا منغص فيه ولا كدر، ولا انتقال.ثم ذكر لمن هذا الثواب فقال: { لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي: جمعوا بين الإيمان الصحيح، المستلزم لأعمال الإيمان الظاهرة والباطنة، وبين التوكل الذي هو الآلة لكل عمل، فكل عمل لا يصحبه التوكل فغير تام، وهو الاعتماد بالقلب على الله في جلب ما يحبه العبد، ودفع ما يكرهه مع الثقة به تعالى.
(الفاء) استئنافيّة
(ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم
(أوتيتم) ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط
(من شيء) تمييز ما ،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو(الواو) عاطفة
(ما) اسم موصول مبتدأ
(عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما
(للذين) متعلّق بـ (أبقى) ،
(على ربّهم) متعلّق بـ (يتوكّلون) .
جملة: «أوتيتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «
(هو) متاع ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: «ما عند الله خير ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الأول وجملة: «يتوكّلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة 37-
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول السابق
(إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق بـ (يغفرون) ،
(ما) زائدة
(هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ.
وجملة: «يجتنبون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثاني وجملة: «غضبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه..
وجملة: «هم يغفرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة يجتنبون وجملة: «يغفرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) 38-
(الواو) عاطفة في المواضع الأربعة
(الذين) موصول معطوف على الموصول الأخير في محلّ جرّ
(لربّهم) متعلّق بـ (استجابوا) ،
(بينهم) ظرف منصوب متعلّق بـ (شورى) ،
(ممّا) متعلّق بـ (ينفقون) .
وجملة: «استجابوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الثالث وجملة: «أقاموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا وجملة: «أمرهم شورى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابواوجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) وجملة: «ينفقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا 39-
(الواو) عاطفة
(الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأخير
(إذا) مثل الأولـ (هم ينتصرون) مثل هم يغفرون ..
وجملة: «أصابهم البغي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «هم ينتصرون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) الرابع وجملة: «ينتصرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم)
- القرآن الكريم - الشورى٤٢ :٣٦
Asy-Syura42:36