فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ
فَاِمَّا نَذۡهَبَنَّ بِكَ فَاِنَّا مِنۡهُمۡ مُّنۡتَقِمُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
فإن توفيناك -أيها الرسول- قبل نصرك على المكذبين من قومك، فإنَّا منهم منتقمون في الآخرة، أو نرينك الذي وعدناهم من العذاب النازل بهم كيوم "بدر"، فإنا عليهم مقتدرون نُظهِرك عليهم، ونخزيهم بيدك وأيدي المؤمنين بك.
أى لابد أن ننتقم منهم ونعاقبهم ولو ذهبت أنت.
قوله تعالى ; فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمونقوله تعالى فإما نذهبن بك يريد أخرجنك من مكة من أذى قريش . ( فإنا منهم منتقمون )
وقوله; ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) اختلف أهل التأويل في المعنيين بهذا الوعيد, فقال بعضهم; عني به أهل الإسلام من أمة نبينا عليه الصلاة والسلام .* ذكر من قال ذلك;حدثنا سوار بن عبد الله العنبري, قال; ثني أبي, عن أبي الأشهب, عن الحسن, في قوله; ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) قال; لقد كانت بعد نبي الله نقمة شديدة, فأكرم الله جلّ ثناؤه نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده.حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة, قوله; ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) فذهب الله بنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, ولم ير في أمته إلا الذي تقرّ به عينه, وأبقى الله النقمة بعده, وليس من نبيّ إلا وقد رأى في أمته العقوبة, أو قال ما لا يشتهي. ذُكر لنا أن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أُري الذي لقيت أمته بعده, فما زال منقبضا ما انبسط ضاحكا حتى لقي الله تبارك وتعالى.حدثنا ابن عبد الأعلى, قال; ثنا ابن ثور, عن معمر, قال; تلا قتادة ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) فقال; ذهب النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وبقيت النقمة, ولم ير الله نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في أمته شيئا يكرهه حتى مضى, ولم يكن نبيّ قطّ إلا رأى العقوبة في أمته, إلا نبيكم صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. قال; وذُكر لنا أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أري ما يصيب أمته بعده, فما رئي ضاحكا منبسطا حتى قبضه الله.وقال آخرون; بل عنى به أهل الشرك من قريش, وقالوا; قد أري الله نبيه عليه الصلاة والسلام فيهم.* ذكر من قال ذلك;حدثنا محمد, قال; ثنا أحمد, قال; ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله; ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) كما انتقمنا من الأمم الماضية.
{ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ } أي: فإن ذهبنا بك قبل أن نريك ما نعدهم من العذاب، فاعلم بخبرنا الصادق أنا منهم منتقمون.
(الفاء) استئنافيّة
(إن) حرف شرط جازم
(ما) زائدة
(نذهبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط
(بك) متعلّق بـ (نذهبنّ) ،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط في الآيتين
(منهم) متعلّق بالخبر
(منتقمون) .جملة: «نذهبنّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّا منهم منتقمون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
42-
(أو) حرف عطف
(نرينّك) مثل نذهبنّ، ومعطوف عليه ،
(الذي) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان
(إنّا عليهم مقتدرون) مثل إنّا منهم منتقمون..
وجملة: «نرينّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نذهبنّ ...وجملة: «وعدناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «إنّا عليهم مقتدرون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وهو معطوف على الجواب السابق بـ (أو) .