الرسم العثمانيفَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُۥ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فٰسِقِينَ
الـرسـم الإمـلائـيفَاسۡتَخَفَّ قَوۡمَهٗ فَاَطَاعُوۡهُؕ اِنَّهُمۡ كَانُوۡا قَوۡمًا فٰسِقِيۡنَ
تفسير ميسر:
فاسْتَخَفَّ فرعون عقول قومه فدعاهم إلى الضلالة، فأطاعوه وكذبوا موسى، إنهم كانوا قومًا خارجين عن طاعة الله وصراطه المستقيم.
أي استخف عقولهم فدعاهم إلى الضلالة فاستجابوا له.
قوله تعالى ; فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين .قوله تعالى فاستخف قومه قال ابن الأعرابي ; المعنى فاستجهل قومه فأطاعوه لخفة أحلامهم وقلة عقولهم ، يقال ; استخفه الفرح أي ; أزعجه ، واستخفه أي ; حمله على [ ص; 93 ] الجهل ، ومنه ; ولا يستخفنك الذين لا يوقنون . وقيل ; استفزهم بالقول فأطاعوه على ، التكذيب . وقيل ; استخف قومه أي ; وجدهم خفاف العقول . وهذا لا يدل على أنه يجب أن يطيعوه ، فلا بد من إضمار بعيد تقديره وجدهم خفاف العقول فدعاهم إلى الغواية فأطاعوه . وقيل ; استخف قومه وقهرهم حتى اتبعوه ، يقال ; استخفه خلاف استثقله ، واستخف به أهانه . إنهم كانوا قوما فاسقين أي ; خارجين عن طاعة الله .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)يقول تعالى ذكره; فاستخفّ فرعون خلقا من قومه من القبط, بقوله الذي أخبر الله تبارك وتعالى عنه أنه قال لهم, فقبلوا ذلك منه فأطاعوه, وكذّبوا موسى, قال الله; وإنما أطاعوا فاستجابوا لما دعاهم إليه عدوّ الله من تصديقه, وتكذيب موسى, لأنهم كانوا قوما عن طاعة الله خارجين بخذلانه إياهم, وطبعه على قلوبهم.
{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ } أي: استخف عقولهم بما أبدى لهم من هذه الشبه، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا حقيقة تحتها، وليست دليلا على حق ولا على باطل، ولا تروج إلا على ضعفاء العقول.فأي دليل يدل على أن فرعون محق، لكون ملك مصر له، وأنهاره تجري من تحته؟وأي دليل يدل على بطلان ما جاء به موسى لقلة أتباعه، وثقل لسانه، وعدم تحلية الله له، ولكنه لقي ملأ لا معقول عندهم، فمهما قال اتبعوه، من حق وباطل. { إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } فبسبب فسقهم، قيض لهم فرعون، يزين لهم الشرك والشر.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الزخرف٤٣ :٥٤
Az-Zukhruf43:54