الرسم العثمانيوَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنّٰى يُؤْفَكُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَٮِٕنۡ سَاَلۡـتَهُمۡ مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُوۡلُنَّ اللّٰهُ فَاَنّٰى يُؤۡفَكُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
ولئن سألت -أيها الرسول- هؤلاء المشركين من قومك مَن خلقهم؟ ليقولُنَّ; الله خلقنا، فكيف ينقلبون وينصرفون عن عبادة الله، ويشركون به غيره؟
أي ولئن سألت هؤلاء المشركين بالله العابدين معه غيره "من خلقهم ليقولن الله" أي هم يعترفون أنه الخالق للأشياء جميعها وحده لا شريك له في ذلك ومع هذا يعبدون معه غيره ممن لا يملك شيئا ولا يقدر على شيء فهم فى ذلك في غاية الجهل والسفاهة وسخافة العقل ولهذا قال تعالى "فأنى يؤفكون".
قوله تعالى ; ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون .قوله تعالى ; ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله أي لأقروا بأن الله خلقهم بعد أن لم يكونوا شيئا . فأنى يؤفكون أي كيف ينقلبون عن عبادته وينصرفون حتى أشركوا به غيره رجاء شفاعتهم له . يقال ; أفكه يأفكه أفكا ، أي ; قلبه وصرفه عن الشيء . ومنه قوله تعالى ; قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا . وقيل ; أي ; ولئن سألت الملائكة وعيسى من خلقهم ؟ لقالوا الله . فأنى يؤفكون أي ; فأنى يؤفك هؤلاء في ادعائهم إياهم آلهة .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)يقول تعالى ذكره; ولئن سألت يا محمد هؤلاء المشركين بالله من قومك; من خلقهم؟ ليقولنّ; الله خلقنا.( فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ) فأي وجه يصرفون عن عبادة الذي خلقهم, ويحرمون إصابة الحقّ في عبادته.
ثم قال تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقهم لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } أي: ولئن سألت المشركين عن توحيد الربوبية، ومن هو الخالق، لأقروا أنه اللّه وحده لا شريك له.{ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } أي: فكيف يصرفون عن عبادة اللّه والإخلاص له وحده؟!فإقرارهم بتوحيد الربوبية، يلزمهم به الإقرار بتوحيد الألوهية، وهو من أكبر الأدلة على بطلان الشرك.
(الواو) استئنافيّة
(اللام) موطّئة لقسم مقدّر
(سألتهم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط
(من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة خلقهم
(اللام) لام القسم
(يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد
(الله) لفظ الجلالة فاعل لفعل محذوف تقديره خلقهم ،
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(أنّى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق بـ (يؤفكون) » .
جملة: «إن سألتهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من خلقهم ... » في محلّ نصب مفعول فعل السؤال المعلّق بالاستفهام
(من) بتقدير الجارّ.
وجملة: «خلقهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «يقولنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: «
(خلقهم) الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنّى يؤفكون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا يعرفون ذلك فأنّى يؤفكون.
- القرآن الكريم - الزخرف٤٣ :٨٧
Az-Zukhruf43:87