الرسم العثمانيفَأْتُوا بِـَٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صٰدِقِينَ
الـرسـم الإمـلائـيفَاۡتُوۡا بِاٰبَآٮِٕنَاۤ اِنۡ كُنۡتُمۡ صٰدِقِيۡنَ
تفسير ميسر:
ويقولون أيضًا; فَأْتِ- يا محمد أنت ومَن معك- بآبائنا الذين قد ماتوا، إن كنتم صادقين في أن الله يبعث مَن في القبور أحياء.
وهذه حجة باطلة وشبهة فاسدة فإن المعاد إنما هو يوم القيامة لا في الدار الدنيا بل بعد انقضائها "وذهابها" وفراغها يعيد الله العالمين خلقا جديدا ويجعل الظالمين لنار جهنم وقودا يوم تكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا.
فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين أنشر الله الموتى فنشروا . وقد تقدم . والمنشورون المبعوثون .قيل ; إن قائل هذا من كفار قريش أبو جهل ، قال ; يا محمد ، إن كنت صادقا في قولك فابعث لنا رجلين من آبائنا ; أحدهما ; قصي بن كلاب فإنه كان رجلا صادقا ، لنسأله عما يكون بعد الموت . وهذا القول من أبي جهل من أضعف الشبهات ; لأن الإعادة إنما هي للجزاء لا للتكليف ، فكأنه قال ; إن كنت صادقا في إعادتهم للجزاء فأعدهم للتكليف . وهو كقول قائل ; لو قال إن كان ينشأ بعدنا قوم من الأبناء ، فلم لا يرجع من مضى من الآباء ، حكاه الماوردي . ثم قيل ; فأتوا بآبائنا مخاطبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وحده ، كقوله ; رب ارجعون قاله الفراء . وقيل ; مخاطبة له ولأتباعه .
وقوله ( فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) يقول تعالى ذكره; قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم; فأتوا بآبائنا الذين قد ماتوا إن كنتم صادقين, أن الله باعثنا من بعد بلانا في قبورنا, ومحيينا من بعد مماتنا, وخوطب صلى الله عليه وسلم هو وحده خطاب الجميع, كما قيل; يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ وكما قال رَبِّ ارْجِعُونِ وقد بيَّنت ذلك في غير موضع من كتابنا.
ثم قالوا -متجرئين على ربهم معجزين له-: { فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وهذا من اقتراح الجهلة المعاندين في مكان سحيق، فأي ملازمة بين صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه متوقف على الإتيان بآبائهم؟ فإن الآيات قد قامت على صدق ما جاءهم به وتواترت تواترا عظيما من كل وجه.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الدخان٤٤ :٣٦
Ad-Dukhan44:36