إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ
اِنَّ الۡمُتَّقِيۡنَ فِىۡ مَقَامٍ اَمِيۡنٍۙ
تفسير ميسر:
إن الذين اتقوا الله بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه في الدنيا في موضع إقامة آمنين من الآفات والأحزان وغير ذلك.
لما ذكر تعالى حال الأشقياء عطف بذكر السعداء ولهذا سمي القرآن مثاني فقال "إن المتقين" أي لله في الدنيا "في مقام أمين" أي في الآخرة وهو الجنة قد أمنوا فيها من الموت والخروج ومن كل هم وحزن وجزع وتعب ونصب ومن الشيطان وكيده وسائر الآفات والمصائب.
قوله تعالى ; إن المتقين في مقام أمين لما ذكر مستقر الكافرين وعذابهم ذكر نزل المؤمنين ونعيمهم . وقرأ نافع وابن عامر ( في مقام ) بضم الميم . الباقون بالفتح . قال الكسائي ; المقام المكان ، والمقام الإقامة ، كما قال ; .عفت الديار محلها فمقامهاقال الجوهري ; وأما المقام والمقام فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة ، وقد يكون بمعنى موضع القيام ، لأنك إذا جعلته من قام يقوم فمفتوح ، وإن جعلته من أقام يقيم فمضموم ، لأن الفعل إذا جاوز الثلاث فالموضع مضموم الميم ، لأنه مشبه ببنات الأربعة ، نحو دحرج وهذا مدحرجنا . وقيل ; المقام ( بالفتح ) المشهد والمجلس ، و ( بالضم ) يمكن أن يراد به المكان ، ويمكن أن يكون مصدرا ويقدر فيه المضاف ، أي ; في موضع إقامة . ( أمين ) يؤمن فيه من الآفات
القول في تأويل قوله تعالى ; إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)يقول تعالى ذكره; إن الذين اتقوا الله بأداء طاعته, واجتناب معاصيه في موضع إقامة, آمنين في ذلك الموضع مما كان يخاف منه في مقامات الدنيا من الأوصاب والعلل والأنصاب والأحزان.واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) فقرأته عامة قرّاء المدينة ( فِي مُقَامٍ أَمِينٍ ) بضم الميم, بمعنى; في إقامة أمين من الظعن (4) . وقرأته عامة قرّاء المصرين; الكوفة والبصرة (في مَقامٍ) بفتح الميم على المعنى الذي وصفنا, وتوجيها إلى أنهم في مكان وموضع أمين.والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر, قال; ثنا يزيد, قال; ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ) إيْ والله, أمين من الشيطان والأنصاب والأحزان.------------------------الهوامش;(4) ما فوق الخط ليس في الأصل.
هذا جزاء المتقين لله الذين اتقوا سخطه وعذابه بتركهم المعاصي وفعلهم الطاعات، فلما انتفى السخط عنهم والعذاب ثبت لهم الرضا من الله والثواب العظيم في ظل ظليل من كثرة الأشجار والفواكه وعيون سارحة تجري من تحتهم الأنهار يفجرونها تفجيرا في جنات النعيم.
(في مقام) متعلّق بخبر إنّ
(في جنّات) بدل من مقام بإعادة الجارّ
(من سندس) متعلّق بـ (يلبسون) .
جملة: «إنّ المتّقين في مقام ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يلبسون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ 54-
(كذلك) متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك
(الواو) عاطفة
(بحور) متعلّق بـ (زوّجناهم) .
وجملة: «الأمر كذلك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «زوّجناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يلبسون.
55-
(فيها) متعلّق بـ (يدعون) ،
(بكلّ) متعلّق بـ (يدعون) بتضمينه معنى يرغبون
(آمنين) حال من فاعل يدعون وجملة: «يدعون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في(زوّجناهم) 56- 57-
(لا) نافية
(فيها) متعلّق بـ (يذوقون) ،
(إلّا) للاستثناء(الموتة) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع ،
(الواو) عاطفة
(فضلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق أي تفضّلا ،
(من ربّك) متعلّق بنعت لـ (فضلا) ،
(هو) ضمير فصل..
وجملة: «لا يذوقون ... » في محلّ نصب حال من الفاعل في(يدعون) أو من الضمير في(آمنين) وجملة: «وقاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة زوّجناهم بمراعاة الالتفات وجملة: «ذلك ... الفوز» لا محلّ لها استئنافيّة