الرسم العثمانيمِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ ۖ وَلَا يُغْنِى عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْـًٔا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَآءَ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
الـرسـم الإمـلائـيمِنۡ وَّرَآٮِٕهِمۡ جَهَنَّمُۚ وَلَا يُغۡنِىۡ عَنۡهُمۡ مَّا كَسَبُوۡا شَيۡــًٔـا وَّلَا مَا اتَّخَذُوۡا مِنۡ دُوۡنِ اللّٰهِ اَوۡلِيَآءَ ۚ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيۡمٌؕ
تفسير ميسر:
مِن أمام هؤلاء المستهزئين بآيات الله جهنم، ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا من المال والولد، ولا آلهتُهم التي عبدوها مِن دون الله، ولهم عذاب عظيم مؤلم.
ثم فسر العذاب الحاصل له يوم معاده فقال من ورائهم جهنم أي كل من اتصف بذلك سيصيرون إلى جهنم يوم القيامة ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا أي لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء أي ولا تغني عنهم الآلهة التي عبدوها من دون الله شيئا ولهم عذاب عظيم.
من ورائهم جهنم أي من وراء ما هم فيه من التعزز في الدنيا والتكبر عن الحق جهنم . وقال ابن عباس ; من ورائهم جهنم أي ; أمامهم ، نظيره ; من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد أي ; من أمامه . قال ;أليس ورائي إن تراخت منيتي أدب مع الولدان أزحف كالنسرولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا أي من المال والولد ، نظيره ; لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أي ; من المال والولد . ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء يعني الأصنام . ولهم عذاب عظيم أي دائم مؤلم .
القول في تأويل قوله تعالى ; مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10)يقول تعالى ذكره; ومن وراء هؤلاء المستهزئين بآيات الله, يعني من بين أيديهم. وقد بينَّا العلة التي من أجلها قيل لما أمامك, هو وَرَاءك, فيما مضى بما أغنى عن إعادته; يقول; من بين أيديهم نار جهنم هم واردوها, ولا يغنيهم ما كسبوا شيئًا; يقول; ولا يغني عنهم من عذاب جهنم إذا هم عُذّبوا به ما كسبوا في الدنيا من مال وولد شيئا.وقوله; ( وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ ) يقول; ولا آلهتهم التي عبدوها من دون الله, ورؤساؤهم, وهم الذين أطاعوهم في الكفر بالله, واتخذوهم نُصراء في الدنيا, تغني عنهم يومئذ من عذاب جهنم شيئا.( وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) يقول; ولهم من الله يومئذ عذاب في جهنم عظيم.
وأخبر أن له عذابا أليما وأن { مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ } تكفي في عقوبتهم البليغة. وأنه { لا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا } من الأموال { وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ } يستنصرون بهم فخذلوهم أحوج ما كانوا إليهم لو نفعوا.
10-
(من ورائهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جهنم
(الواو) عاطفة
(لا) نافية
(عنهم) متعلّق بـ (يغني) ،
(ما) حرف مصدريّ في الموضعين،
(شيئا) مفعول يغني ،
(الواو) عاطفة
(لا) زائدة لتأكيد النفي.. والمصدر المؤوّلـ (ما كسبوا) في محلّ رفع فاعل يغني والمصدر المؤوّلـ (ما اتّخذوا) في محلّ رفع معطوف على المصدر الأول من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا
(الواو) عاطفة
(لهم عذاب عظيم) مثل لهم عذاب مهين
(في الآية السابقة) . وجملة: «من ورائهم جهنّم» في محلّ رفع بدل من(لهم عذاب ... ) وجملة: «لا يغني عنهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم عذاب وجملة: «كسبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) الأول وجملة: «اتّخذوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) الثاني وجملة: «لهم عذاب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم عذاب الأولى البلاغة
- القرآن الكريم - الجاثية٤٥ :١٠
Al-Jasiyah45:10