الرسم العثمانيذٰلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ ءَايٰتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيٰوةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ
الـرسـم الإمـلائـيذٰلِكُمۡ بِاَنَّكُمُ اتَّخَذۡتُمۡ اٰيٰتِ اللّٰهِ هُزُوًا وَّغَرَّتۡكُمُ الۡحَيٰوةُ الدُّنۡيَا ۚ فَالۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُوۡنَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُوۡنَ
تفسير ميسر:
هذا الذي حلَّ بكم مِن عذاب الله؛ بسبب أنكم اتخذتم آيات الله وحججه هزوًا ولعبًا، وخدعتكم زينة الحياة الدنيا، فاليوم لا يُخرجون من النار، ولا هم يُرَدُّون إلى الدنيا؛ ليتوبوا ويعملوا صالحًا.
قال الله تعالى ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا أي إنما جازيناكم هذا الجزاء لأنكم اتخذتم حجج الله عليكم سخريا تسخرون وتستهزئون بها وغرتكم الحياة الدنيا أي خدعتكم فاطمأننتم إليها فأصبحتم من الخاسرين ولهذا قال عز وجل فاليوم لا يخرجون منها أي من النار ولا هم يستعتبون أي لا يطلب منهم العتبى بل يعذبون بغير حساب ولا عتاب كما تدخل طائفة من المؤمنين الجنة بغير عذاب ولا حساب.
قوله تعالى ; ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون .قوله تعالى ; ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله يعني القرآن . هزوا ; لعبا . وغرتكم الحياة الدنيا أي خدعتكم بأباطيلها وزخارفها ، فظننتم أن ليس ثم غيرها ، وأن لا بعث . فاليوم لا يخرجون منها أي من النار . ولا هم يستعتبون يسترضون . وقد تقدم وقرأ حمزة والكسائي ( فاليوم لا يخرجون ) بفتح الياء وضم الراء لقوله تعالى ; كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها الباقون بضم الياء وفتح الراء ، لقوله تعالى ; ربنا أخرجنا ونحوه .
القول في تأويل قوله تعالى ; ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35)يقول تعالى ذكره; يقال لهم; هذا الذي حلّ بكم من عذاب الله اليوم (بِأَنَّكُمْ) في الدنيا( اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ), وهي حججه وأدلته وآي كتابه التي أنـزلها على رسوله صلى الله عليه وسلم (هُزُوًا) يعني سخرية تسخرون منها( وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) يقول; وخدعتكم زينة الحياة الدنيا. فآثرتموها على العمل لما ينجيكم اليوم من عذاب الله، يقول تعالى ذكره; ( فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا ) مِنَ النَّارِ ( وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) يقول; ولا هم يردّون إلى الدنيا ليتوبوا ويراجعوا الإنابة مما عوقبوا عليه.
{ ذَلِكُمْ } الذي حصل لكم من العذاب { بـ } سبب { أنكم اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا } مع أنها موجبة للجد والاجتهاد وتلقيها بالسرور والاستبشار والفرح. { وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } بزخارفها ولذاتها وشهواتها فاطمأننتم إليها، وعملتم لها وتركتم العمل للدار الباقية. { فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي: ولا يمهلون ولا يردون إلى الدنيا ليعملوا صالحا.
ذلكم) مبتدأ
(هزوا) مفعول به ثان منصوب. والمصدر المؤوّلـ (أنّكم اتّخذتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ
(ذلكم) . (الفاء) استئنافيّة
(اليوم) ظرف منصوب متعلّق بـ (يخرجون) ،
(لا) نافية
(منها) متعلّق بـ (يخرجون) المنفي(الواو) عاطفة
(لا) نافية، والواو في(يخرجون، يستعتبون) نائب الفاعل في كلّ منهما وجملة: «ذلكم بأنّكم اتّخذتم ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «اتّخذتم ... » في محلّ رفع خبر أنّ وجملة: «غرّتكم الحياة ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة اتّخذتم وجملة: «لا يخرجون منها ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لا هم يستعتبون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «يستعتبون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم)
- القرآن الكريم - الجاثية٤٥ :٣٥
Al-Jasiyah45:35