الرسم العثمانيأَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُۥ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
الـرسـم الإمـلائـياَفَلَا يَتُوۡبُوۡنَ اِلَى اللّٰهِ وَيَسۡتَغۡفِرُوۡنَهٗؕ وَاللّٰهُ غَفُوۡرٌ رَّحِيۡمٌ
تفسير ميسر:
أفلا يرجع هؤلاء النصارى إلى الله تعالى، ويتولون عمَّا قالوا، ويسألون الله تعالى المغفرة؟ والله تعالى متجاوز عن ذنوب التائبين، رحيمٌ بهم
ثم قال "أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم" وهذا من كرمه تعالى وجوده ولطفه ورحمته بخلقه مع هذا الذنب العظيم وهذا الافتراء والكذب والإفك يدعوهم إلى التوبة والمغفرة فكل من تاب إليه تاب عليه.
أفلا يتوبون تقرير وتوبيخ . أي ; فليتوبوا إليه وليسألوه ستر ذنوبهم ; والمراد الكفرة منهم ، وإنما خص الكفرة بالذكر لأنهم القائلون بذلك دون المؤمنين .
القول في تأويل قوله ; أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; أفلا يرجع هذان الفريقان الكافران (16) = القائل أحدهما; " إن الله هو المسيح ابن مريم "، والآخر القائل; " إن الله ثالث ثلاثة " = عما قالا من ذلك، ويتوبان مما قالا ونطقا به من كفرهما، (17) ويسألان ربهما المغفرة مما قالا =" والله غفور "، لذنوب التائبين من خلقه، المنيبين إلى طاعته بعد معصيتهم=" رحيم " بهم، في قبوله توبتَهم ومراجعتهم إلى ما يحبّ مما يكره، فيصفح بذلك من فعلهم عما سلَف من أجرامهم قبل ذلك. (18)---------------الهوامش ;(16) انظر تفسير"التوبة" فيما سلف من فهارس اللغة (توب).(17) في المطبوعة; "وقطعا به من كفرهما" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو الصواب.(18) انظر تفسير"استغفر" و"غفور" فيما سلف من فهارس اللغة (غفر) = وتفسير"رحيم" فيما سلف من فهارس اللغة (رحم).
ثم دعاهم إلى التوبة عما صدر منهم، وبين أنه يقبل التوبة عن عباده فقال: { أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ ْ} أي: يرجعون إلى ما يحبه ويرضاه من الإقرار لله بالتوحيد، وبأن عيسى عبد الله ورسوله، عما كانوا يقولونه { وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ْ} عن ما صدر منهم { وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ْ} أي: يغفر ذنوب التائبين، ولو بلغت عنان السماء، ويرحمهم بقبول توبتهم، وتبديل سيئاتهم حسنات. وصدر دعوتهم إلى التوبة بالعرض الذي هو غاية اللطف واللين في قوله: { أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ ْ}
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ
(الفاء) عاطفة
(لا) نافية
(يتوبون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (إلى الله) جار ومجرور متعلّق بـ (يتوبون) ،
(الواو) عاطفة
(يستغفرون) مثل يتوبون و (الهاء) ضمير مفعول به
(الواو) حاليّة
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع
(غفور) خبر مرفوع
(رحيم) خبر ثان مرفوع.
جملة «يتوبون ... » : لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أيثبتون على عقائدهم الباطلة فلا يتوبون.
وجملة «يستغفرونه» : لا محلّ لها معطوفة على جملة يتوبون واقعة في حيّز النفي.
وجملة «الله غفور» : في محلّ نصب حال.
- القرآن الكريم - المائدة٥ :٧٤
Al-Ma'idah5:74