Skip to main content
الرسم العثماني

وَإِذَا سَمِعُوا مَآ أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرٰىٓ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشّٰهِدِينَ

الـرسـم الإمـلائـي

وَاِذَا سَمِعُوۡا مَاۤ اُنۡزِلَ اِلَى الرَّسُوۡلِ تَرٰٓى اَعۡيُنَهُمۡ تَفِيۡضُ مِنَ الدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُوۡا مِنَ الۡحَـقِّ‌ۚ يَقُوۡلُوۡنَ رَبَّنَاۤ اٰمَنَّا فَاكۡتُبۡنَا مَعَ الشّٰهِدِيۡنَ‏

تفسير ميسر:

ومما يدل على قرب مودتهم للمسلمين أن فريقًا منهم (وهم وفد الحبشة لما سمعوا القرآن) فاضت أعينهم من الدمع فأيقنوا أنه حقٌّ منزل من عند الله تعالى، وصدَّقوا بالله واتبعوا رسوله، وتضرعوا إلى الله أن يكرمهم بشرف الشهادة مع أمَّة محمد عليه السلام على الأمم يوم القيامة.

فقال" وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق" أي مما عندهم من البشارة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم يقولون" ربنا آمنا فاكتبا مع الشاهدين" أي مع من يشهد بصحة هذا ويؤمن به وقد روى النسائي عن عمرو بن علي الفلاس عن عمر بن علي بن مقدم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال نزلت هذه الآية في النجاشي وفي أصحابه" وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين" وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم في مستدركه عن طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله" فاكتبنا مع الشاهدين " أي مع محمد صلى الله عليه وسلم وأمته هم الشاهدون يشهدون لنبيهم أنه قد بلغ وللرسل أنهم قد بلغوا ثم قال الحكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الطبراني حدثنا أبو شبيل عبد الله بن عبد الرحمن بن واقد حدثنا أبي حدثنا العباس بن الفضل عن عبد الجبار بن نافع الضبي عن قتادة وجعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالى "وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع" قال إنهم كانوا كرابين يعنى فلاحين قدموا مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم القرآن آمنوا وفاضت أعينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم; "لعلكم إذا رجعتم إلى أرضكم انتقلتم إلى دينكم" فقالوا; لن ننتقل عن ديننا فأنزل الله ذلك من قولهم" ومالنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين".