الرسم العثمانيوَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصّٰلِحِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمَا لَـنَا لَا نُؤۡمِنُ بِاللّٰهِ وَمَا جَآءَنَا مِنَ الۡحَـقِّۙ وَنَطۡمَعُ اَنۡ يُّدۡخِلَـنَا رَبُّنَا مَعَ الۡقَوۡمِ الصّٰلِحِيۡنَ
تفسير ميسر:
وقالوا; وأيُّ لوم علينا في إيماننا بالله، وتصديقنا بالحق الذي جاءنا به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله، واتباعنا له، ونرجو أن يدخلنا ربنا مع أهل طاعته في جنته يوم القيامة؟
يقول تعالى " وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين " وهذا الصنف من النصارى هم المذكورون في قوله تعالى" وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله" الآية وهم الذين دد قال الله فيهم" الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين" إلى قوله" لا نبتغي الجاهلين".
قوله تعالى ; وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحينقوله تعالى ; وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق بين استبصارهم في الدين ; أي ; يقولون وما لنا لا نؤمن ; أي ; وما لنا تاركين الإيمان . ف نؤمن في موضع نصب على الحال . ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين أي ; مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم بدليل قوله ; أن الأرض يرثها عبادي الصالحون يريد أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي الكلام إضمار أي ; نطمع أن يدخلنا ربنا الجنة ، وقيل ; مع بمعنى ( في ) كما تذكر ( في ) بمعنى ( مع ) تقول ; كنت فيمن لقي الأمير ; أي ; مع من لقي الأمير ، والطمع يكون مخففا وغير مخفف ; يقال ; طمع فيه طمعا وطماعة وطماعية مخفف فهو طمع .
القول في تأويل قوله ; وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84)قال أبو جعفر; وهذا خبرٌ من الله تعالى ذكره عن هؤلاء القوم الذين وصَف صفتهم في هذه الآيات، أنهم إذا سمعوا ما أنـزل إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من كتابه، آمنوا به وصدّقوا كتاب الله، وقالوا; " ما لنا لا نؤمن بالله "، يقول; لا نقرّ بوحدانية الله=" وما جاءَنا من الحق "، يقول; وما جاءنا من عند الله من كتابه وآي تنـزيله، ونحن نطمَعُ بإيماننا بذلك أن يدخلنا ربُّنا مع القوم الصالحين.* * *يعني بـ" القوم الصالحين "، المؤمنين بالله، المطيعين له، الذين استحقُّوا من الله الجنة بطاعتهم إياه. (10)وإنما معنى ذلك; ونحن نطمعُ أن يدخلَنا ربُّنا مع أهل طاعته مداخلَهم من جنته يوم القيامة، ويلحق منازلَنا بمنازلهم، ودرجاتنا بدرجاتهم في جنَّاته.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك;12335 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; " وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين "، قال; " القومُ الصالحون "، رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه.-------------------االهوامش ;(10) انظر تفسير"الصالح" فيما سلف 8; 532 ، تعليق; 2 ، والمراجع هناك.
فكأنهم ليموا على إيمانهم ومسارعتهم فيه، فقالوا: { وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ } أي: وما الذي يمنعنا من الإيمان بالله، والحال أنه قد جاءنا الحق من ربنا، الذي لا يقبل الشك والريب، ونحن إذا آمنا واتبعنا الحق طمعنا أن يدخلنا الله الجنة مع القوم الصالحين، فأي مانع يمنعنا؟ أليس ذلك موجبا للمسارعة والانقياد للإيمان وعدم التخلف عنه.
(الواو) عاطفة
(ما) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ
(اللام) حرف جر و (نا) ضمير في محلّ جر متعلق بمحذوف خبر المبتدأ
(لا) نافية
(نؤمن) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن
(بالله) جار ومجرور متعلق بـ (نؤمن) ،
(الواو) عاطفة
(ما) اسم موصول مبني في محلّ جر معطوف على لفظ الجلالة
(جاء) فعل ماض و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد
(من الحق) جار
ومجرور متعلق بحال من فاعل جاء ،
(الواو) عاطفة
(نطمع) مثل نؤمن(أن) حرف مصدري ونصبـ (يدخل) مضارع منصوب و (نا) ضمير مفعول به
(ربّ) فاعل مرفوع و (نا) مضاف إليه
(مع) ظرف مكان منصوب متعلق بـ (يدخل) ،
(القوم) مضاف إليه مجرور
(الصالحين) نعت للقوم مجرور وعلامة الجر الياء.
والمصدر المؤوّلـ (أن يدخلنا) في محلّ جر بحرف جر محذوف، والتقدير: نطمع في أن يدخلنا ربنا والجار والمجرور متعلق بـ (نطمع) .
جملة «ما لنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء .
وجملة «لا نؤمن..» في محلّ نصب حال.
وجملة «جاءنا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «نطمع..» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا نؤمن .
وجملة «يدخلنا ربنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) .
- القرآن الكريم - المائدة٥ :٨٤
Al-Ma'idah5:84