الرسم العثمانيوَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فٰسِقِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَقَوۡمَ نُوۡحٍ مِّنۡ قَبۡلُؕ اِنَّهُمۡ كَانُوۡا قَوۡمًا فٰسِقِيۡنَ
تفسير ميسر:
وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء، إنهم كانوا قومًا مخالفين لأمر الله، خارجين عن طاعته.
وقوله عز وجل "وقوم نوح من قبل" أي وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء "إنهم كانوا قوما فاسقين" وكل هذه القصص قد تقدمت مبسوطة في أماكن كثيرة من سور متعددة والله تعالى أعلم.
قوله تعالى ; وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين قوله تعالى ; وقوم نوح من قبل قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو " وقوم نوح " بالخفض ; أي ; وفي قوم نوح آية أيضا . الباقون بالنصب على معنى وأهلكنا قوم نوح ، أو يكون معطوفا على الهاء والميم في أخذتهم أو الهاء في أخذناه أي فأخذتهم الصاعقة وأخذت قوم نوح ، أو فنبذناهم في اليم ونبذنا قوم نوح ، أو يكون بمعنى اذكر .
وقوله ( وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) اختلفت القرّاء في قراءة قوله ( وَقَوْمَ نُوحٍ ) نصبا. ولنصب ذلك وجوه; أحدها; أن يكون القوم عطفا على الهاء والميم في قوله ( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ ) إذ كان كلّ عذاب مهلك تسميه العرب صاعقة, فيكون معنى الكلام حينئذ; فأخذتهم الصاعقة وأخذت قوم نوح من قبل. والثاني; أن يكون منصوبا بمعنى الكلام , إذ كان فيما مضى من أخبار الأمم قبل دلالة على المراد من الكلام, وأن معناه; أهلكنا هذه الأمم, وأهلكنا قوم نوح من قبل. والثالث; أن يضمر له فعلا ناصبًا, فيكون معنى الكلام; واذكر لهم قوم نوح, كما قال وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ونحو ذلك, بمعنى أخبرهم واذكر لهم. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة ( وَقَوْمِ نُوحٍ ) بخفض القوم على معنى; وفي قوم نوح عطفا بالقوم على موسى في قوله وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ .والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب, وتأويل ذلك في قراءة من قرأه خفضا وفي قوم نوح لهم أيضا عبرة, إذ أهلكناهم من قبل ثمود لما كذّبوا رسولنا نوحا( إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) يقول; إنهم كانوا مخالفين أمر الله, خارجين عن طاعته.
أي: وكذلك ما فعل الله بقوم نوح، حين كذبوا نوحًا عليه السلام وفسقوا عن أمر الله، فأرسل الله عليهم السماء والأرض بالماء المنهمر، فأغرقهم الله تعالى [عن آخرهم]، ولم يبق من الكافرين ديارًا، وهذه عادة الله وسنته، فيمن عصاه.
(الواو) استئنافية
(قوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره أهلكنا ،
(قبل) اسم ظرفى مبنىّ على الضمّ في محل جرّ متعلّق بالفعل المقدّر جملة: «
(أهلكنا) قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة وجملة: «كانوا قوما ... » في محلّ رفع خبر إنّ
- القرآن الكريم - الذاريات٥١ :٤٦
Az-Zariyat51:46