الرسم العثمانيمُتَّكِـِٔينَ عَلٰى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ۖ وَزَوَّجْنٰهُم بِحُورٍ عِينٍ
الـرسـم الإمـلائـيمُتَّكِـــِٕيۡنَ عَلٰى سُرُرٍ مَّصۡفُوۡفَةٍ ۚ وَزَوَّجۡنٰهُمۡ بِحُوۡرٍ عِيۡنٍ
تفسير ميسر:
كلوا طعامًا هنيئًا، واشربوا شرابًا سائغًا؛ جزاء بما عملتم من أعمال صالحة في الدنيا. وهم متكئون على سرر متقابلة، وزوَّجناهم بنساء بيض واسعات العيون حسانهنَّ.
وقوله تعالى "متكئين على سرر مصفوفة" قال الثوري عن حصين عن مجاهد عن ابن عباس السرر في الحجال وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو اليمان حدثنا صفوان بن عمرو أنه سمع الهيثم بن مالك الطائي يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الرجل ليتكئ المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحول عنه ولا يمله يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه". وحدثنا أبي أخبرنا هدبة بن خالد عن سليمان بن المغيرة عن ثابت قال بلغنا أن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة عنده من أزواجه وخدمه وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم فإذا حانت منه نظرة فإذا أزواج له لم يكن رآهن قبل ذلك فيقلن قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيبا ومعنى "مصفوفة" أي وجوه بعضهم إلى بعض كقوله "على سرر متقابلين" "وزوجناهم بحور عين" أى وجعلنا لهم قرينات صالحات وزوجات حسان من الحور العين وقال مجاهد "وزوجناهم" أنكحناهم بحور عين وقد تقدم وصفهم في غير موضع بما أغنى عن إعادته ههنا.
قوله تعالى ; متكئين على سرر سرر جمع سرير وفي الكلام حذف تقديره ; متكئين على نمارق سرر .مصفوفة قال ابن الأعرابي ; أي موصولة بعضها إلى بعض حتى تصير صفا . وفي الأخبار أنها تصف في السماء بطول كذا وكذا ; فإذا أراد العبد أن يجلس عليها تواضعت له ; فإذا جلس عليها عادت إلى حالها . قال ابن عباس ; هي سرر من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت ، والسرير ما بين مكة وأيلة .وزوجناهم بحور عين أي قرناهم بهن . قال يونس بن حبيب ; تقول العرب زوجته امرأة وتزوجت امرأة ; وليس من كلام العرب تزوجت بامرأة . قال ; وقول الله عز وجل ; وزوجناهم بحور عين أي قرناهم بهن ; من قول الله تعالى ; احشروا الذين ظلموا وأزواجهم أي وقرناءهم . وقال الفراء ; تزوجت بامرأة لغة في أزد شنوءة . وقد مضى القول في معنى الحور العين .
وقوله; ( مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ ) قد جعلت صفوفا, وترك قوله; على نمارق, اكتفاء بدلالة ما ذكر من الكلام عليه.وقوله; ( وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) يقول تعالى ذكره; وزوّجنا الذكور من هؤلاء المتقين أزواجا بحور عين من النساء, يقول الرجل; زوّج هذا الخلف الفرد أو النعل الفرد بهذا الفرد, بمعنى; اجعلهما زوجا. وقد بينَّا معنى الزوج فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا , والحُور; جمع حَوْراء, وهي الشديدة بياض مقلة العين في شدة سواد الحدقة.وقد ذكرت اختلاف أهل التأويل في ذلك, وبيَّنت الصواب فيه عندنا بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع, والعين; جمع عَيْنَاء, وهي العظيمة العَيْن في حُسن وسعة.
{ مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ } الاتكاء: هو الجلوس على وجه التمكن والراحة والاستقرار، والسرر: هي الأرائك المزينة بأنواع الزينة من اللباس الفاخر والفرش الزاهية.ووصف الله السرر بأنها مصفوفة، ليدل ذلك على كثرتها، وحسن تنظيمها، واجتماع أهلها وسرورهم، بحسن معاشرتهم، ولطف كلام بعضهم لبعض فلما اجتمع لهم من نعيم القلب والروح والبدن ما لا يخطر بالبال، ولا يدور في الخيال، من المآكل والمشارب [اللذيذة]، والمجالس الحسنة الأنيقة، لم يبق إلا التمتع بالنساء اللاتي لا يتم سرور بدونهن فذكر الله أن لهم من الأزواج أكمل النساء أوصافا وخلقا وأخلاقا، ولهذا قال: { وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ } وهن النساء اللواتي قد جمعن من جمال الصورة الظاهرة وبهاءها، ومن الأخلاق الفاضلة، ما يوجب أن يحيرن بحسنهن الناظرين، ويسلبن عقول العالمين، وتكاد الأفئدة أن تطيش شوقا إليهن، ورغبة في وصالهن، والعين: حسان الأعين مليحاتها، التي صفا بياضها وسوادها.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الطور٥٢ :٢٠
At-Tur52:20