إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنّٰتٍ وَنَهَرٍ
اِنَّ الۡمُتَّقِيۡنَ فِىۡ جَنّٰتٍ وَّنَهَرٍۙ
تفسير ميسر:
إن المتقين في بساتين عظيمة، وأنهار واسعة يوم القيامة.
أي بعكس ما الأشقياء فيه من الضلال والسعر والسحب في النار على وجوههم مع التوبيخ والتقريع والتهديد.
قوله تعالى ; إن المتقين في جنات ونهر لما وصف الكفار وصف المؤمنين أيضا . ونهر يعني أنهار الماء والخمر والعسل واللبن ; قاله ابن جريج . ووحد لأنه رأس الآية ، ثم الواحد قد ينبئ عن الجميع . وقيل ; في نهر في ضياء وسعة ; ومنه النهار لضيائه ، ومنه أنهرت الجرح ; قال الشاعر ;ملكت بها كفي فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها[ ص; 137 ] وقرأ أبو مجلز وأبو نهيك والأعرج وطلحة بن مصرف وقتادة " ونهر " بضمتين كأنه جمع نهار لا ليل لهم ; كسحاب وسحب . قال الفراء ; أنشدني بعض العرب ;إن تك ليليا فإني نهر متى أرى الصبح فلا أنتظرأي صاحب النهار .وقال آخر ;لولا الثريدان هلكنا بالضمر ثريد ليل وثريد بالنهر
وقوله; ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ) يقول تعالى ذكره; إن الذين اتقوا عقاب الله بطاعته وأداء فرائضه, واجتناب معاصيه في بساتين يوم القيامة, وأنهار, ووحد النهر في اللفظ ومعناه الجمع, كما وحد الدّبر, ومعناه الإدبار في قوله; ( يُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) وقد قيل; إن معنى ذلك; إن المتقين في سعة يوم القيامة وضياء, فوجهوا معنى قوله; ( وَنَهَرٍ ) إلى معنى النهار. وزعم الفرّاء أنه سمع بعض العرب ينشد;إنْ تَـــكُ لَيْلِيًّــا فــإنيّ نَهِــرْمتــى أتــى الصُّبْـحُ فَـلا أنْتَظِـر (1)وقوله " نهر " على هذا التأويل مصدر من قولهم; نهرت أنهر نهرا. وعنى بقوله; " فإني نهر "; أي إني لصاحب نهار; أي لست بصاحب ليلة.
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ } لله، بفعل أوامره وترك نواهيه، الذين اتقوا الشرك والكبائر والصغائر.{ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ } أي: في جنات النعيم، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، من الأشجار اليانعة، والأنهار الجارية، والقصور الرفيعة، والمنازل الأنيقة، والمآكل والمشارب اللذيذة، والحور الحسان، والروضات البهية في الجنان، ورضوان الملك الديان، والفوز بقربه.
(في جنّات) متعلّق بخبر إنّ
(في مقعد) خبر ثان ،
(عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر ثالث
(مقتدر) نعت لمليك مجرور جملة: «إنّ المتّقين في جنّات ... » لا محلّ لها استئنافيّة
انتهت سورة «القمر» ويليها سورة «الرحمن»سورة الرحمنآياتها 78 آية