الرسم العثمانيتَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صٰدِقِينَ
الـرسـم الإمـلائـيتَرۡجِعُوۡنَهَاۤ اِنۡ كُنۡتُمۡ صٰدِقِيۡنَ
تفسير ميسر:
وهل تستطيعون إن كنتم غير محاسبين ولا مجزيين بأعمالكم أن تعيدوا الروح إلى الجسد، إن كنتم صادقين؟ لن ترجعوها.
وقوله تعالى "فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها" معناه فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول ومقرها من الجسد إن كنتم غير مدينين قال ابن عباس يعني محاسبين وروى عن مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك والسدي وأبي حزرة مثله. وقال سعيد بن جبير والحسن البصري "فلولا إن كنتم غير مدينين" غير مصدقين أنكم تدانون وتبعثون وتجزون فردوا هذه النفس وعن مجاهد "غير مدينين" غير موقنين وقال ميمون بن مهران غير معذبين مقهورين.
ترجعونها ترجعون الروح إلى الجسد .إن كنتم صادقين أي ; ولن ترجعوها فبطل زعمكم أنكم غير مملوكين ولا محاسبين . وترجعونها جواب لقوله تعالى ; فلولا إذا بلغت الحلقوم ولقوله ; فلولا إن كنتم غير مدينين أجيبا بجواب واحد ؛ قاله الفراء . وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد ، ومنه قوله تعالى ; فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أجيبا بجواب واحد وهما شرطان . وقيل ; حذف أحدهما لدلالة الآخر عليه . وقيل ; فيها تقديم [ ص; 210 ] وتأخير ، مجازها ; فلولا وهلا إن كنتم غير مدينين ترجعونها ، تردون نفس هذا الميت إلى جسده إذا بلغت الحلقوم .
وقوله; ( تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) يقول; تردّون تلك النفوس من بعد مصيرها إلى الحلاقيم إلى مستقرّها من الأجساد إن كنتم صادقين، إن كنتم تمتنعون من الموت والحساب والمجازاة، وجواب قوله; فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ، وجواب قوله; ( فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ) جواب واحد وهو قوله; ( تَرْجِعُونَهَا ) وذلك نحو قوله; فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ جعل جواب الجزاءين جوابًا واحدًا.وبنحو الذي قلنا في قوله; ( تَرْجِعُونَهَا ) قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال قال ابن زيد، في قوله; ( تَرْجِعُونَهَا ) قال; لتلك النفس ( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) .
ترجعون الروح إلى بدنها { إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } وأنتم تقرون أنكم عاجزون عن ردها إلى موضعها، فحينئذ إما أن تقروا بالحق الذي جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم، وإما أن تعاندوا وتعلم حالكم وسوء مآلكم.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الواقعة٥٦ :٨٧
Al-Waqi'ah56:87