الرسم العثمانيإِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنزَلْنَآ ءَايٰتٍۢ بَيِّنٰتٍ ۚ وَلِلْكٰفِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ الَّذِيۡنَ يُحَآدُّوۡنَ اللّٰهَ وَرَسُوۡلَهٗ كُبِتُوۡا كَمَا كُبِتَ الَّذِيۡنَ مِنۡ قَبۡلِهِمۡ وَقَدۡ اَنۡزَلۡنَاۤ اٰيٰتٍۢ بَيِّنٰتٍ ؕ وَ لِلۡكٰفِرِيۡنَ عَذَابٌ مُّهِيۡنٌ
تفسير ميسر:
إن الذين يشاقون الله ورسوله ويخالفون أمرهما خُذِلوا وأُهينوا، كما خُذِل الذين من قبلهم من الأمم الذين حادُّوا الله ورسله، وقد أنزلنا آيات واضحات الحُجَّة تدل على أن شرع الله وحدوده حق، ولجاحدي تلك الآيات عذاب مُذلٌّ في جهنم.
يخبر تعالى عمن شاقوا الله ورسوله وعاندوا شرعه "كبتوا كما كبت الذين من قبلهم" أي أهينوا ولعنوا وأخزوا كما فعل بمن أشبههم ممن قبلهم "وقد أنزلنا آيات بينات" أى واضحات لا يعاندها ولا يخالفها إلا كافر فاجر مكابر "وللكافرين عذاب مهين" أي في مقابلة ما استكبروا عن اتباع شرع الله والانقياد له والخضوع لديه.
قوله تعالى ; إن الذين يحادون الله ورسوله لما ذكر المؤمنين الواقفين عند حدوده ذكر المحادين المخالفين لها . والمحادة ; المعاداة والمخالفة في الحدود ، وهو مثل قوله تعالى ; ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله . وقيل ; يحادون الله أي ; أولياء الله كما في الخبر ; من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة . وقال الزجاج ; المحادة أن تكون في حد يخالف حد صاحبك . وأصلها الممانعة ، ومنه الحديد ، ومنه الحداد للبواب .كبتوا قال أبو عبيدة والأخفش ; أهلكوا . وقال قتادة ; اخزوا كما أخزي الذين من قبلهم . وقال ابن زيد ; عذبوا . وقال السدي ; لعنوا . وقال الفراء ; غيظوا يوم الخندق . وقيل ; يوم بدر . والمراد ; المشركون . وقيل ; المنافقون . كما كبت الذين من قبلهم وقيل ; كبتوا أي ; سيكبتون ، وهو بشارة من الله تعالى للمؤمنين بالنصر ، وأخرج الكلام بلفظ الماضي تقريبا للمخبر عنه . وقيل ; هي بلغة مذحج .وقد أنزلنا آيات بينات فيمن حاد الله ورسوله من الذين من قبلهم فيما فعلنا بهم وللكافرين عذاب مهين .
القول في تأويل قوله تعالى ; إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)يقول تعالى ذكره; إن الذين يخالفون الله في حدوده وفرائضه، فيجعلون حدودًا غير حدوده، وذلك هو المحادّة لله ولرسوله.وأما قتادة فإنه كان يقول في معنى ذلك ما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) يقول; يعادون الله ورسوله.وأما قوله; (كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) فإنه يعني; غيظوا وأخزوا كما غيظ الذين من قبلهم من الأمم الذين حادوا الله ورسوله، وخزُوا.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة (كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) خزوا كما خزي الذين من قبلهم.وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول; معنى (كُبِتُوا ) ; أهلكوا.وقال آخر منهم; يقول; معناه غيظوا وأخزوا يوم الخندق، (كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) يريد من قاتل الأنبياء من قبلهم.وقوله; (وَقَدْ أَنـزلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) يقول; وقد أنـزلنا دلالات مفصلات، وعلامات محكمات تدل على حقائق حدود الله.وقوله; (وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ) يقول تعالى ذكره; ولجاحدي تلك الآيات البيِّنَات التي أنـزلناها على رسولنا محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، ومنكريها عذاب يوم القيامة، مهين; يعني مذلّ في جهنم.&; 23-236 &;
محادة الله ورسوله: مخالفتهما ومعصيتهما خصوصا في الأمور الفظيعة، كمحادة الله ورسوله بالكفر، ومعاداة أولياء الله.وقوله: { كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } أي: أذلوا وأهينوا كما فعل بمن قبلهم، جزاء وفاقا.وليس لهم حجة على الله، فإن الله قد قامت حجته البالغة على الخلق، وقد أنزل من الآيات البينات والبراهين ما يبين الحقائق ويوضح المقاصد، فمن اتبعها وعمل عليها، فهو من المهتدين الفائزين، { وَلِلْكَافِرِينَ } بها { عَذَابٌ مُهِينٌ } أي: يهينهم ويذلهم، كما تكبروا عن آيات الله، أهانهم الله وأذلهم:
(الواو) في(كبتوا) نائب الفاعلـ (ما) حرف مصدريّ
(من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين..
والمصدر المؤوّلـ (ما كبت..) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق..
(الواو) حاليّة
(قد) حرف تحقيق
(للكافرين عذاب) مرّ إعرابها .
جملة: «إنّ الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحادّون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «كبتوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «أنزلنا ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «للكافرين عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
6-
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (مهين) ،
(جميعا) حال من الضمير الغائب في(يبعثهم) ،
(الفاء) عاطفة
(ما) حرف مصدريّ ،
(على كلّ) متعلّق بالخبر
(شهيد) .
والمصدر المؤوّلـ (ما عملوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ (ينبّئهم) .
وجملة: «يبعثهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ينبّئهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يبعثهم.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .وجملة: «أحصاه الله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «نسوه ... » لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة .
وجملة: «الله ... شهيد» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
- القرآن الكريم - المجادلة٥٨ :٥
Al-Mujadalah58:5