الرسم العثمانيذٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَآ إِلٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خٰلِقُ كُلِّ شَىْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ
الـرسـم الإمـلائـيذٰ لِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمۡۚ لَاۤ اِلٰهَ اِلَّا هُوَۚ خَالِقُ كُلِّ شَىۡءٍ فَاعۡبُدُوۡهُۚ وَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَىۡءٍ وَّكِيۡلٌ
تفسير ميسر:
ذلكم -أيها المشركون- هو ربكم جل وعلا لا معبود بحق سواه، خالق كل شيء فانقادوا واخضعوا له بالطاعة والعبادة. وهو سبحانه على كل شيء وكيل وحفيظ، يدبر أمور خلقه.
يقول تعالى "ذلكم الله ربكم" أي الذي خلق كل شيء ولا ولد له ولا صاحبة "لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه" أي فاعبدوه وحده لا شريك له وأقروا له بالوحدانية وأنه لا إله إلا هو وأنه لا ولد له ولا والد ولا صاحبة له ولا نظير ولا عديل "وهو على كل شيء وكيل" أي حفيظ ورقيب يدبر كل ما سواه ويرزقهم ويكلأهم بالليل والنهار.
قوله تعالى ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل .قوله تعالى ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو " ذلكم " في موضع رفع بالابتداء . الله ربكم على البدل . خالق كل شيء خبر الابتداء . ويجوز أن يكون " ربكم " الخبر ، و " خالق " خبرا ثانيا ، أو على إضمار مبتدأ ، أي هو خالق . وأجاز الكسائي والفراء فيه النصب .
القول في تأويل قوله تعالى ; ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; الذي خلق كل شيء وهو بكل شيء عليم, هو الله ربكم، أيها العادلون بالله الآلهة والأوثان, والجاعلون له الجن شركاء, وآلهتكم التي لا تملك نفعًا ولا ضرًا، ولا تفعل خيرًا ولا شرًا=" لا إله إلا هو ".وهذا تكذيبٌ من الله جل ثناؤه للذين زعموا أن الجن شركاء الله. يقول جل ثناؤه لهم; أيها الجاهلون، إنه لا شيء له الألوهية والعبادة، إلا الذي خلق كل شيء, وهو بكل شيء عليم, فإنه لا ينبغي أن تكون عبادتكم وعبادةُ جميع من في السماوات والأرض إلا له خالصة بغير شريك تشركونه فيها, فإنه خالق كل شيء وبارئه وصانعه, وحق على المصنوع أن يفرد صانعه بالعبادة=" فاعبدوه "، يقول; فذلُّوا له بالطاعة والعبادة والخدمة, واخضعوا له بذلك . (1) =" وهو على كل شيء وكيل "، يقول; والله على كل ما خلق من شيء رقيبٌ وحفيظ، يقوم بأرزاق جميعه وأقواته وسياسته وتدبيره وتصريفه بقدرته . (2)----------------------الهوامش ;(1) انظر تفسير (( العبادة )) فيما سلف من فهارس اللغة ( عبد ) .(2) انظر تفسير (( وكيل )) فيما سلف 11 ; 434 تعليق ; 1 ، راجع هناك .
ذلكم الذي خلق ما خلق، وقدر ما قدر. { اللَّهُ رَبُّكُمْ }أي: المألوه المعبود، الذي يستحق نهاية الذل، ونهاية الحب، الرب، الذي ربى جميع الخلق بالنعم، وصرف عنهم صنوف النقم. { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ } أي: إذا استقر وثبت، أنه الله الذي لا إله إلا هو، فاصرفوا له جميع أنواع العبادة، وأخلصوها لله، واقصدوا بها وجهه. فإن هذا هو المقصود من الخلق، الذي خلقوا لأجله { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } { وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } أي: جميع الأشياء، تحت وكالة الله وتدبيره، خلقا، وتدبيرا، وتصريفا. ومن المعلوم، أن الأمر المتصرف فيه يكون استقامته وتمامه، وكمال انتظامه، بحسب حال الوكيل عليه. ووكالته تعالى على الأشياء، ليست من جنس وكالة الخلق، فإن وكالتهم، وكالة نيابة، والوكيل فيها تابع لموكله. وأما الباري، تبارك وتعالى، فوكالته من نفسه لنفسه، متضمنة لكمال العلم، وحسن التدبير والإحسان فيه، والعدل، فلا يمكن لأحد أن يستدرك على الله، ولا يرى في خلقه خللا ولا فطورا، ولا في تدبيره نقصا وعيبا. ومن وكالته: أنه تعالى، توكل ببيان دينه، وحفظه عن المزيلات والمغيرات، وأنه تولى حفظ المؤمنين وعصمتهم عما يزيل إيمانهم ودينهم.
(ذلكم) اسم إشارة مبني مبتدأ و (اللام) للبعد
(وكم) للخطابـ (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع
(رب) خبر ثان مرفوع ،
(لا) نافية للجنس
(إله) اسم لا مبني على الفتح في محلّ نصبـ (إلا) للاستثناء
(هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكن في الخبر المحذوف ،
(خالق) خبر رابع مرفوع «4» ،
(كل) مضاف إليه مجرور
(شيء) مضاف إليه مجرور
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر ،
(اعبدوا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به
(الواو) عاطفة
(هو على كل شيء وكيل) مثل هو بكل شيء عليم .
جملة «ذلكم الله ... » لا محلّ لها استئنافية.وجملة «لا إله إلا هو» في محلّ رفع خبر ثالث للإشارة
(ذلكم) .
وجملة «اعبدوه» جواب شرط مقدر أي إن كانت هذه صفات الله فاعبدوه.
وجملة «هو ... وكيل» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(103)
(لا) نافية
(تدرك) مضارع مرفوع و (الهاء) ضمير مفعول به
(الأبصار) فاعل مرفوع
(الواو) حالية
(هو) ضمير منفصل مبتدأ
(يدرك) مثل تدرك، والفاعل هو (الأبصار) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة
(هو) مثل السابق
(اللطيف) خبر مرفوع
(الخبير) خبر ثان مرفوع.
وجملة «لا تدركه الأبصار» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «هو يدرك....» في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في(تدركه) .
وجملة «يدرك الأبصار» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هو) .
وجملة «هو اللطيف» في محلّ نصب معطوفة على جملة هو يدرك.
- القرآن الكريم - الأنعام٦ :١٠٢
Al-An'am6:102