الرسم العثمانيوَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِۦ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلٰىٓ أَن يُنَزِّلَ ءَايَةً وَلٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَ قَالُوۡا لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ اٰيَةٌ مِّنۡ رَّبِّهٖؕ قُلۡ اِنَّ اللّٰهَ قَادِرٌ عَلٰٓى اَنۡ يُّنَزِّلَ اٰيَةً وَّلٰـكِنَّ اَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُوۡنَ
تفسير ميسر:
وقال المشركون -تعنتًا واستكبارًا-; هلا أنزل الله علامة تدل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم من نوع العلامات الخارقة، قل لهم -أيها الرسول-; إن الله قادر على أن ينزل عليهم آية، ولكن أكثرهم لا يعلمون أن إنزال الآيات إنما يكون وَفْق حكمته تعالى.
يقول تعالى مخبرا عن المشركين أنهم كانوا يقولون لولا نزل عليه آية من ربه أي خارق على مقتضى ما كانوا يريدون ومما يتعنتون كقولهم "لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا" الآيات "قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون" أي هو تعالى قادر على ذلك ولكن حكمته تعالى تقتضي تأخير ذلك لأنه لو أنزل وفق ما طلبوا ثم لم يؤمنوا لعاجلهم بالعقوبة كما فعل بالأمم السالفة كما قال تعالى "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا" وقال تعالى "إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين".
قوله تعالى ; وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قال الحسن ; لولا هاهنا بمعنى هلا ; وقال الشاعر ( هو الفرزدق ) ;[ ص; 327 ]تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطرى لولا الكمي المقنعاوكان هذا منهم تعنتا بعد ظهور البراهين ; وإقامة الحجة بالقرآن الذي عجزوا أن يأتوا بسورة مثله ، لما فيه من الوصف وعلم الغيوب ولكن أكثرهم لا يعلمون أي ; لا يعلمون أن الله عز وجل إنما ينزل من الآيات ما فيه مصلحة لعباده ; وكان في علم الله أن يخرج من أصلابهم أقواما يؤمنون به ولم يرد استئصالهم . وقيل ; ولكن أكثرهم لا يعلمون أن الله قادر على إنزالها . الزجاج ; طلبوا أن يجمعهم على الهدى أي ; جمع إلجاء .
القول في تأويل قوله ; وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (37)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وقال هؤلاء العادلون بربهم، المعرضون عن آياته; " لولا نزل عليه آية من ربه " ، يقول; قالوا; هلا نـزل على محمد آية من ربه؟ (4) كما قال الشاعر; (5)تَعُـدُّونَ عَقْـرَ النِّيـبِ أَفْضَـل مَجْدِكُمْبَنِـي ضَوْطَـرَي, لَـولا الكَمِيَّ المُقَنَّعَا (6)بمعنى; هلا الكميَّ.* * *و " الآية "، العلامة. (7)* * *وذلك أنهم قالوا; مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْـزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا * أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْـزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا [سورة الفرقان ; 7،8] . قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; قل، يا محمد، لقائلي هذه المقالة لك; " إنّ الله قادر على أن ينزل آية ", يعني; حجة على ما يريدون ويسألون=" ولكن أكثرهم لا يعلمون " ، يقول; ولكن أكثر الذين يقولون ذلك فيسألونك آية, (8) لا يعلمون ما عليهم في الآية إن نـزلها من البلاء, ولا يدرون ما وجه ترك إنـزال ذلك عليك, ولو علموا السبب الذي من أجله لم أنـزلها عليك، لم يقولوا ذلك، ولم يسألوكه, ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك.------------------الهوامش ;(4) انظر تفسير"لولا" فيما سلف 2; 552 ، 553/10 ; 448/ 11 ; 262 ،(5) هو جرير.(6) مضى البيت وتخريجه وتفسيره وصواب نسبته فيما سلف 2; 552 ، 553.(7) انظر تفسير"الآية" فيما سلف من فهارس اللغة (أيي).(8) في المخطوطة; "ولكن أكثرهم الذين يقولون" ، والجيد ما في المطبوعة.
{ وَقَالُوا } أي: المكذبون بالرسول، تعنتا وعنادا: { لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ } يعنون بذلك آيات الاقتراح، التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة. كقولهم: { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا *أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا } الآيات. { قُلْ } مجيبا لقولهم: { إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً } فليس في قدرته قصور عن ذلك، كيف، وجميع الأشياء منقادة لعزته، مذعنة لسلطانه؟! ولكن أكثر الناس لا يعلمون فهم لجهلهم وعدم علمهم يطلبون ما هو شر لهم من الآيات، التي لو جاءتهم، فلم يؤمنوا بها لعوجلوا بالعقاب، كما هي سنة الله، التي لا تبديل لها، ومع هذا، فإن كان قصدهم الآيات التي تبين لهم الحق، وتوضح السبيل، فقد أتى محمد صلى الله عليه وسلم، بكل آية قاطعة، وحجة ساطعة، دالة على ما جاء به من الحق، بحيث يتمكن العبد في كل مسألة من مسائل الدين، أن يجد فيما جاء به عدة أدلة عقلية ونقلية، بحيث لا تبقي في القلوب أدنى شك وارتياب، فتبارك الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، وأيده بالآيات البينات ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم.
(الواو) استئنافية
(قالوا) فعل ماض وفاعله
(لولا) حرف تحضيض بمعنى هلّا
(نزل) فعل ماض مبني للمجهولـ (على) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (نزّل) ،
(آية) نائب فاعل مرفوع
(من رب) جار ومجرور متعلق بـ (نزّل) ، و (الهاء) مضاف إليه
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(إنّ) حرف مشبه بالفعلـ (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوبـ (قادر) خبر إنّ مرفوع
(على) مثل الأولـ (أن) حرف مصدري ونصبـ (ينزّل) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آية) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤولـ (أن ينزل) في محلّ جر بـ (على) معلق بقادر.(الواو) عاطفة
(لكن) حرف مشبه بالفعل للاستدراك
(أكثر) اسم لكن منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه
(لا) نافية
(يعلمون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
جملة «قالوا....» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «لولا نزل عليه آية» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «إن الله قادر» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «ينزل....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة «لكن أكثرهم لا يعلمون» في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر لكن.
- القرآن الكريم - الأنعام٦ :٣٧
Al-An'am6:37