الرسم العثمانيخَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
الـرسـم الإمـلائـيخَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضَ بِالۡحَـقِّ وَصَوَّرَكُمۡ فَاَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡۚ وَاِلَيۡهِ الۡمَصِيۡرُ
تفسير ميسر:
خلق الله السموات والأرض بالحكمة البالغة، وخلقكم في أحسن صورة، إليه المرجع يوم القيامة، فيجازي كلا بعمله.
ثم قال تعالى "خلق السموات والأرض بالحق" أي بالعدل والحكمة "وصوركم فأحسن صوركم" أي أحسن أشكالكم كقوله تعالى "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك" وكقوله تعالى "الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات" الآية وقوله تعالى "وإليه المصير" أي المرجع والمآب.
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّتقدم في غير موضع أي خلقها حقا يقينا لا ريب فيه .وقيل ; الباء بمعنى اللام أي خلقها للحق وهو أن يجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى .وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْيعني آدم عليه السلام , خلقه بيده كرامة , له ; قاله مقاتل .الثاني ; جميع الخلائق .وقد مضى معنى التصوير , وأنه التخطيط والتشكيل .فإن قيل ; كيف أحسن صورهم ؟ قيل له ; جعلهم أحسن الحيوان كله وأبهاه صورة بدليل أن الإنسان لا يتمنى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور .ومن حسن صورته أنه خلق منتصبا غير منكب ; كما قال عز وجل ; " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " [ التين ; 4 ] على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُأي المرجع ; فيجازي كلا بعمله .
يقول تعالى ذكره; خلق السموات السبع والأرض بالعدل والإنصاف، وصوّركم; يقول; ومثلكم فأحسن مثلكم، وقيل; أنه عُنِيَ بذلك تصويره آدم، وخلقه إياه بيده.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أَبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) يعني آدم خلقه بيده.وقوله; (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) يقول; وإلى الله مرجع جميعكم أيها الناس.
فلما ذكر خلق الإنسان المكلف المأمور المنهي، ذكر خلق باقي المخلوقات، فقال: { خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي: أجرامهما، [وجميع] ما فيهما، فأحسن خلقهما، { بِالْحَقِّ } أي: بالحكمة، والغاية المقصودة له تعالي، { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } كما قال تعالى: { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } فالإنسان أحسن المخلوقات صورة، وأبهاها منظرًا. { وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } أي: المرجع يوم القيامة، فيجازيكم على إيمانكم وكفركم، ويسألكم عن النعم والنعيم، الذي أولاكموه هل قمتم بشكره، أم لم تقوموا بشكره؟ ثم ذكر عموم علمه.
(بالحقّ) متعلّق بحال من السموات، والباء للملابسة
(الفاء) عاطفة
(إليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(المصير) . جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «صوركم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أحسن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صوركم. وجملة: «إليه المصير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
- القرآن الكريم - التغابن٦٤ :٣
At-Tagabun64:3