الرسم العثمانيقُلْ هُوَ الرَّحْمٰنُ ءَامَنَّا بِهِۦ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِى ضَلٰلٍ مُّبِينٍ
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ هُوَ الرَّحۡمٰنُ اٰمَنَّا بِهٖ وَعَلَيۡهِ تَوَكَّلۡنَاۚ فَسَتَعۡلَمُوۡنَ مَنۡ هُوَ فِىۡ ضَلٰلٍ مُّبِيۡنٍ
تفسير ميسر:
قل; الله هو الرحمن صدَّقنا به وعملنا بشرعه، وأطعناه، وعليه وحده اعتمدنا في كل أمورنا، فستعلمون- أيها الكافرون- إذا نزل العذاب; أيُّ الفريقين منا ومنكم في بُعْدٍ واضح عن صراط الله المستقيم؟
ثم قال تعالى "قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا" أي آمنا برب العالمين الرحمن الرحيم وعليه توكلنا في جميع أمورنا كما قال تعالى "فاعبده وتوكل عليه" ولهذا قال تعالى "فستعلمون من هو في ضلال مبين" أي منا ومنكم ولمن تكون العاقبة في الدنيا والآخرة.
قوله تعالى ; قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين قوله تعالى ; قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون قرأ الكسائي بالياء على الخبر ; ورواه عن علي . الباقون بالتاء على الخطاب . وهو تهديد لهم . ويقال ; لم أخر مفعول آمنا وقدم مفعول توكلنا فيقال ; لوقوع آمنا تعريضا بالكافرين حين ورد عقيب [ ص; 205 ] ذكرهم . كأنه قيل ; آمنا ولم نكفر كما كفرتم . ثم قال " وعليه توكلنا " خصوصا لم نتكل على ما أنتم متكلون عليه من رجالكم وأموالكم ; قاله الزمخشري .
القول في تأويل قوله تعالى ; قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (29)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد; ربنا(الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ ) يقول; صدّقنا به (وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ) يقول; وعليه اعتمدنا في أمورنا، وبه وثقنا فيها(فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) يقول; فستعلمون أيها المشركون بالله الذي هو في ذهاب عن الحقّ، والذي هو على غير طريق مستقيم منا ومنكم إذا صرنا إليه، وحشرنا جميعا.
ومن قولهم، إنهم على هدى، والرسول على ضلال، أعادوا في ذلك وأبدوا، وجادلوا عليه وقاتلوا، فأمر الله نبيه أن يخبر عن حاله وحال أتباعه، ما به يتبين لكل أحد هداهم وتقواهم، وهو أن يقولوا: { آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } والإيمان يشمل التصديق الباطن، والأعمال الباطنة والظاهرة، ولما كانت الأعمال، وجودها وكمالها، متوقفة على التوكل، خص الله التوكل من بين سائر الأعمال، وإلا فهو داخل في الإيمان، ومن جملة لوازمه كما قال تعالى: { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } فإذا كانت هذه حال الرسول وحال من اتبعه، وهي الحال التي تتعين للفلاح، وتتوقف عليها السعادة، وحالة أعدائه بضدها، فلا إيمان [لهم] ولا توكل، علم بذلك من هو على هدى، ومن هو في ضلال مبين.
(به) متعلّق بـ (آمنّا) ،
(الواو) عاطفة
(عليه) متعلّق بـ (توكّلنا) ،
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر،
(السين) حرف استقبالـ (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ،
(في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ
(هو) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للاستئناف المتقدّم .
وجملة: «هو الرحمن ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «آمنّا به» لا محلّ لها استئناف في حيّز القولوجملة: «توكّلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنّا به.
وجملة: «ستعلمون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءكم العذاب فستعلمون.
وجملة: «هو في ضلال ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
30-
- القرآن الكريم - الملك٦٧ :٢٩
Al-Mulk67:29