الرسم العثمانيفَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَءُوا كِتٰبِيَهْ
الـرسـم الإمـلائـيفَاَمَّا مَنۡ اُوۡتِىَ كِتٰبَهٗ بِيَمِيۡنِهٖۙ فَيَقُوۡلُ هَآؤُمُ اقۡرَءُوۡا كِتٰبِيَهۡۚ
تفسير ميسر:
فأمَّا من أُعطي كتاب أعماله بيمينه، فيقول ابتهاجًا وسرورًا; خذوا اقرؤوا كتابي، إني أيقنت في الدنيا بأني سألقى جزائي يوم القيامة، فأعددت له العدة من الإيمان والعمل الصالح، فهو في عيشة هنيئة مرضية، في جنة مرتفعة المكان والدرجات، ثمارها قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع. يقال لهم; كلوا أكلا واشربوا شربًا بعيدًا عن كل أذى، سالمين من كل مكروه؛ بسبب ما قدَّمتم من الأعمال الصالحة في أيام الدنيا الماضية.
إعطاء الكتاب باليمين دليل على النجاة. وقال ابن عباس; أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب, وله شعاع كشعاع الشمس. قيل له; فأين أبو بكر؟ فقال هيهات هيهات! زفته الملائكة إلى الجنة. ذكره الثعلبي. وقد ذكرناه مرفوعا من حديث زيد بن ثابت بلفظه ومعناه في كتاب "التذكرة". والحمد لله. "فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه" أي يقول ذلك ثقة بالإسلام وسرورا بنجاته; لأن اليمين عند العرب من دلائل الفرح, والشمال من دلائل الغم. قال الشاعر; أبيني أفي يمنى يديك جعلتني فأفرح أم صيرتني في شمالك ومعنى; "هاؤم" تعالوا; قاله ابن زيد. وقال مقاتل; هلم. وقيل; أي خذوا; ومنه الخبر في الربا (إلا هاء وهاء) أي يقول كل واحد لصاحبه; خذ. قال ابن السكيت والكسائي; العرب تقول هاء يا رجل اقرأ, وللاثنين هاؤما يا رجلان, وهاؤم يا رجال, وللمرة هاء (بكسر الهمزة) وهاؤما وهاؤمن. والأصل هاكم فأبدلت الهمزة من الكاف; قال القتيبي. وقيل; إن "هاؤم" كلمة وضعت لإجابة الداعي عند النشاط والفرح. روي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ناداه أعرابي بصوت عال فأجابه النبي صلي الله عليه وسلم "هاؤم" يطول صوته. "وكتابيه" منصوب ب "هاؤم" عند الكوفيين. وعند البصريين ب "اقرءوا" لأنه أقرب العاملين. والأصل "كتابي" فأدخلت الهاء لتبين فتحة الياء, وكان الهاء للوقف, وكذلك في أخواته; "حسابيه", وماليه, وسلطانيه" وفي القارعة "ماهيه". وقراءة العامة بالهاء فيهن في الوقف والوصل معا; لأنهن وقعن في المصحف بالهاء فلا تترك. وأختار أبو عبيد أن يتعمد الوقف عليها ليوافق اللغة في إلحاق الهاء في السكت ويوافق الخط. وقرأ ابن محيصن ومجاهد وحميد ويعقوب بحذف الهاء في الوصل وإثباتها في الوقف فيهن جمع. ووافقهم حمزة في "ماليه وسلطانيه", و"ماهيه" في القارعة. وجملة هذه الحروف سبعة. وأختار أبو حاتم قراءة يعقوب ومن معه إتباعا للغة. ومن قرأهن في الوصل بالهاء فهو على نية الوقف.
قوله تعالى ; فأما من أوتي كتابه بيمينه إعطاء الكتاب باليمين دليل على النجاة . وقال ابن عباس ; أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب ، وله شعاع كشعاع الشمس . قيل له ; فأين أبو بكر ؟ فقال ; هيهات هيهات ! زفته الملائكة إلى الجنة . ذكره الثعلبي . وقد ذكرناه مرفوعا من حديث زيد بن ثابت بلفظه ومعناه في كتاب " التذكرة " . والحمد لله .فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه أي يقول ذلك ثقة بالإسلام وسرورا بنجاته ; لأن اليمين عند العرب من دلائل الفرح ، والشمال من دلائل الغم . قال الشاعر ;أبيني أفي يمنى يديك جعلتني فأفرح أم صيرتني في شمالكومعنى ; هاؤم تعالوا ; قاله ابن زيد . وقال مقاتل ; هلم . وقيل ; أي خذوا ; ومنه ; الخبر في الربا " إلا هاء وهاء " أي يقول كل واحد لصاحبه ; خذ . قال ابن السكيت والكسائي ; العرب تقول ; هاء يا رجل اقرأ ، وللاثنين هاؤما يا رجلان ، وهاؤم يا رجال ، وللمرة هاء ( بكسر الهمزة ) وهاؤما وهاؤمن . والأصل هاكم فأبدلت الهمزة من الكاف ; قال القتيبي . وقيل ; إن " هاؤم " كلمة وضعت لإجابة الداعي عند النشاط والفرح . روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ناداه أعرابي بصوت عال فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم " هاؤم " يطول صوته .وكتابيه منصوب ب " هاؤم " عند الكوفيين . وعند البصريين ب " اقرءوا " لأنه أقرب العاملين . والأصل " كتابي " فأدخلت الهاء لتبين فتحة الياء ، وكان الهاء للوقف ، وكذلك في أخواته ; حسابيه ، و ماليه ، و سلطانيه وفي القارعة ماهيه . وقراءة العامة بالهاء فيهن في الوقف والوصل معا ; لأنهن وقعن في المصحف بالهاء فلا تترك . واختار أبو عبيد أن يتعمد الوقف عليها ليوافق اللغة في إلحاق الهاء في السكت ويوافق الخط . وقرأ ابن محيصن ومجاهد وحميد ويعقوب بحذف الهاء في الوصل وإثباتها في الوقف فيهن جمع . ووافقهم حمزة في ماليه وسلطانيه ، و ماهيه في القارعة . وجملة هذه الحروف سبعة . واختار أبو حاتم قراءة يعقوب ومن معه اتباعا للغة . ومن قرأهن في الوصل بالهاء فهو على نية الوقف .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)يقول تعالى ذكره; فأما من أعطي كتاب أعماله بيمينه، فيقول تعالى ( اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) .كما حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قول الله; ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) قال; تعالوا.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قال; كان بعض أهل العلم يقول; وجدت أكيس الناس من قال; ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ).
وهؤلاء هم أهل السعادة يعطون كتبهم التي فيها أعمالهم الصالحة بأيمانهم تمييزا لهم وتنويها بشأنهم ورفعا لمقدارهم، ويقول أحدهم عند ذلك من الفرح والسرور ومحبة أن يطلع الخلق على ما من الله عليه به من الكرامة: { هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ } أي: دونكم كتابي فاقرأوه فإنه يبشر بالجنات، وأنواع الكرامات، ومغفرة الذنوب، وستر العيوب.
(الفاء) استئنافيّة والثانية رابطة لجواب أمّا
(أمّا) حرف شرط وتفصيلـ (بيمينه) متعلّق بـ (أوتي) و (الباء) للاستعانة
(هاؤم) اسم فعل أمر بمعنى خذوا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم
(كتابيه) مفعول به عامله اقرؤوا منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه، و (الهاء) هاء السكت لا محلّ لها ...جملة: «أمّا من أوتي ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...وجملة: «أوتي ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «هاؤم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اقرؤوا ... » في محلّ نصب بدل من جملة هاؤم .
20-
(ملاق) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص
(حسابيه) مفعول به لاسم الفاعل ملاق، وهو مثل كتابيه ...وجملة: «إنّي ظننت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ظننت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
والمصدر المؤوّلـ (أنّي ملاق..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
21- 23
(الفاء) استئنافيّة
(في عيشة) متعلّق بخبر المبتدأ
(هو) ،
(في جنّة) متعلّق بالخبر المحذوف ...وجملة: «هو في عيشة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قطوفها دانية ... » في محلّ جرّ نعت لجنّة.
- القرآن الكريم - الحاقة٦٩ :١٩
Al-Haqqah69:19