الرسم العثمانيفَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ
الـرسـم الإمـلائـيفَاَمَّا ثَمُوۡدُ فَاُهۡلِكُوۡا بِالطَّاغِيَةِ
تفسير ميسر:
فأما ثمود فأهلكوا بالصيحة العظيمة التي جاوزت الحد في شدتها، وأمَّا عاد فأُهلِكوا بريح باردة شديدة الهبوب، سلَّطها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام متتابعة، لا تَفْتُر ولا تنقطع، فترى القوم في تلك الليالي والأيام موتى كأنهم أصول نخل خَرِبة متآكلة الأجواف. فهل ترى لهؤلاء القوم مِن نفس باقية دون هلاك؟
فيه إضمار; أي بالفعلة الطاغية. وقال قتادة; أي بالصيحة الطاغية; أي المجاوزة للحد; أي لحد الصيحات من الهول. كما قال; "إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر" [القمر; 31]. والطغيان; مجاوزة الحد; ومنه; "إنا لما طغى الماء" [الحاقة; 11] أي جاوز الحد. وقال الكلبي; بالطاغية بالصاعقة. وقال مجاهد; بالذنوب. وقال الحسن; بالطغيان; فهي مصدر كالكاذبة والعاقبة والعافية. أي أهلكوا بطغيانهم وكفرهم. وقيل; إن الطاغية عاقر الناقة; قاله ابن زيد. أي أهلكوا بما أقدم عليه طاغيتهم من عقر الناقة, وكان واحدا, وإنما هلك الجميع لأنهم رضوا بفعله ومالئوه. وقيل له طاغية كما يقال; فلان راوية الشعر, وداهية وعلامة ونسابة.
قوله تعالى ; فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية فيه إضمار ; أي بالفعلة الطاغية . وقال قتادة ; أي بالصيحة الطاغية ; أي المجاوزة للحد ; أي لحد الصيحات من الهول . كما قال ; إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر . والطغيان ; مجاوزة الحد ; ومنه ; إنا لما طغى الماء أي جاوز الحد . وقال الكلبي ; " بالطاغية " بالصاعقة . وقال مجاهد ; بالذنوب . وقال الحسن ; بالطغيان ; [ ص; 239 ] فهي مصدر كالكاذبة والعاقبة والعافية . أي أهلكوا بطغيانهم وكفرهم . وقيل ; إن الطاغية عاقر الناقة ; قاله ابن زيد . أي أهلكوا بما أقدم عليه طاغيتهم من عقر الناقة ، وكان واحدا ، وإنما هلك الجميع لأنهم رضوا بفعله ومالئوه . وقيل له طاغية كما يقال ; فلان راوية الشعر ، وداهية وعلامة ونسابة .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5)يقول تعالى ذكره; ( فَأَمَّا ثَمُودُ ) قوم صالح، فأهلكهم الله بالطاغية.واختلف -في معنى الطاغية التي أهلك الله بها ثمود- أهلُ التأويل، فقال بعضهم; هي طغيانهم وكفرهم بالله.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله عزّ وجلّ; ( فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ) قال; بالذنوب.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله; ( فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ) فقرأ قول الله; كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا وقال; هذه الطاغية طغيانهم وكفرهم بآيات الله. الطاغيَّة طغيانهم الذي طغوا في معاصي الله وخلاف كتاب الله.وقال آخرون; بل معنى ذلك; فأهلكوا بالصيحة التي قد جاوزت مقادير الصياح وطغت عليها.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ) بعث الله عليهم صيحة فأهمدتهم.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( بِالطَّاغِيَةِ ) قال; أرسل الله عليهم صيحة واحدة فأهمدتهم.وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال; معنى ذلك; فأُهلكوا بالصيحة الطاغية.وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب، لأن الله إنما أخبر عن ثمود بالمعنى الذي أهلكها به، كما أخبر عن عاد بالذي أهلكها به.
{ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ } وهي الصيحة العظيم ة الفظيعة، التي انصدعت منها قلوبهم وزهقت لها أرواحهم فأصبحوا موتى لا يرى إلا مساكنهم وجثثهم.
(الفاء) عاطفة تفريعيّة
(أمّا) حرف شرط وتفصيلـ (الفاء) الثانية رابطة لجواب أمّا، و (الواو) في(أهلكوا) نائب الفاعلـ (بالطاغية) متعلّق بـ (أهلكوا) و (الباء) سببيّة ...
(بريح) متعلّق بـ (أهلكوا) الثاني ... وجملة: «ثمود ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت ثمود ... وجملة: «أهلكوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(ثمود) . وجملة: «أمّا عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا ثمود ... وجملة: «أهلكوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(عاد)
- القرآن الكريم - الحاقة٦٩ :٥
Al-Haqqah69:5