الرسم العثمانيوَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِۦ مِنْ ءَايَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَقَالُوۡا مَهۡمَا تَاۡتِنَا بِهٖ مِنۡ اٰيَةٍ لِّـتَسۡحَرَنَا بِهَا ۙ فَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِيۡنَ
تفسير ميسر:
وقال قوم فرعون لموسى; أي آية تأتِنا بها، ودلالة وحجة أقمتها لتصرفنا عما نحن عليه من دين فرعون، فما نحن لك بمصدِّقين.
هذا إخبار من الله عز وجل عن تمرد قوم فرعون وعتوهم وعنادهم للحق وإصرارهم على الباطل في قولهم "مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين" يقولون أي آية جئتنا بها ودلالة وحجة أقمتها رددناها فلا نقبلها منك ولا نؤمن بك ولا بما جئت به.
قوله تعالى وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنينقوله تعالى وقالوا مهما تأتنا به من آية أي قال قوم فرعون لموسى مهما . قال الخليل ; الأصل ; ما ، ما ; الأولى للشرط ، والثانية زائدة توكيد للجزاء ; كما تزاد في سائر الحروف ، مثل إما وحيثما وأينما وكيفما . فكرهوا حرفين لفظهما واحد ; فأبدلوا من الألف الأولى هاء فقالوا مهما .وقال الكسائي ; أصله مه ; أي اكفف ، ما تأتنا به من آية .وقيل ; هي كلمة مفردة ، يجازى بها ليجزم ما بعدها على تقدير إن . والجواب فما نحن لك بمؤمنينلتسحرنا لتصرفنا عما نحن عليه . وقد مضى في " البقرة " بيان هذه اللفظة . قيل ; بقي موسى في القبط بعد إلقاء السحرة سجدا عشرين سنة يريهم الآيات إلى أن أغرق الله فرعون ، فكان هذا قولهم .
القول في تأويل قوله ; وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وقال آل فرعون لموسى; يا موسى، مهما تأتنا به من علامة ودلالة = " لتسحرنا ", يقول; لتلفتنا بها عما نحن عليه من دين فرعون =(فما نحن لك بمؤمنين)، يقول; فما نحن لك في ذلك بمصدقين على أنك محق فيما تدعونا إليه.* * *وقد دللنا فيما مضى على معنى " السحر " بما أغنى عن إعادته. (4)* * *وكان ابن زيد يقول في معنى; (مهما تأتنا به من آية)، ما; -14988 - حدثني يونس قال، [أخبرنا ابن وهب]، قال ابن زيد في قوله; (مهما تأتنا به من آية)، قال; إن ما تأتنا به من آية = وهذه فيها زيادة " ما ". (5)---------------------الهوامش ;(4) انظر تفسير (( السحر )) فيما سلف ص ; 27 ، تعليق ; 3 ، والمراجع هناك .(5) الأثر ; 14988 - الزيادة بين القوسين ، لا بد منها ، وهو إسناد دائر في التفسير ، أقربه رقم 14985 ، وإنما هذا سهو من الناسخ .
وَقَالُوا مبينين لموسى أنهم لا يزالون، ولا يزولون عن باطلهم: مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ أي: قد تقرر عندنا أنك ساحر، فمهما جئت بآية، جزمنا أنها سحر، فلا نؤمن لك ولا نصدق، وهذا غاية ما يكون من العناد، أن يبلغ بالكافرين إلى أن تستوي عندهم الحالات، سواء نـزلت عليهم الآيات أم لم تنـزل.
(الواو) استئنافيّة
(قالوا) مرّ إعرابها
(مهما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف يفسّره الفعل الظاهر تقديره
(تعطنا) ، وهذا المقدّر يأتي بعد اسم الشرط لأن له الصدارة ،
(تأت) مضارع مجزوم فعل الشرط للتفسير، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (تأتنا) ،
(من آية) جارّ ومجرور تمييز للضمير في به ،
(اللام) للتعليلـ (تسحر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت
(بها) مثل به متعلّق بفعلـ (تسحر) . والمصدر المؤوّلـ (أن تسحرنا) في محلّ جرّ متعلّق بـ (تأتي) .
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(ما) حرف ناف عامل عمل ليس
(نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما،
(اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (مؤمنين)
(الباء) حرف جرّ زائدة
(مؤمنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
والجملة المقدرة:
(تعطنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تأتنا» لا محلّ لها تفسيريّة.وجملة: «ما نحن ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٣٢
Al-A'raf7:132