الرسم العثمانيإِنَّ هٰٓؤُلَآءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبٰطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِنَّ هٰٓؤُلَۤاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمۡ فِيۡهِ وَبٰطِلٌ مَّا كَانُوۡا يَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
إن هؤلاء المقيمين على هذه الأصنام مُهْلَك ما هم فيه من الشرك، ومدمَّر وباطل ما كانوا يعملون من عبادتهم لتلك الأصنام، التي لا تدفع عنهم عذاب الله إذا نزل بهم.
"إن هؤلاء متبر ما هم فيه" أي هالك "وباطل ما كانوا يعملون" وروى الإمام أبو جعفر بن جرير في تفسير هذه الآية من حديث محمد بن إسحاق وعقيل ومعمر كلهم عن الزهري عن سنان بن أبي سنان عن أبي واقد الليثي أنهم خرجوا من مكة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حنين قال; وكان للكفار سدرة يعكفون عندها ومعلقون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط قال فمررنا بسدرة خضراء عظيمة قال فقلنا يا رسول الله; اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال "قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى; اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال; إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون". وقال الإمام أحمد; حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سنان بن أبي سنان الديلي عن أبي واقد الليثي قال; خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين فمررنا بسدرة فقلت يا نبي الله; اجعل لنا ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة ويعكفون حولها فقال النبي صلى الله عليه وسلم "الله أكبر هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة إنكم تركبون سنن من قبلكم" أورده ابن جرير ورواه ابن أبي حاتم من حديث كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا.
قوله تعالى إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملونقوله تعالى إن هؤلاء متبر ما هم فيه أي مهلك ، والتبار ; الهلاك . وكل إناء مكسر متبر . وأمر متبر . أي إن العابد والمعبود مهلكان .وباطل أي ذاهب مضمحل ما كانوا يعملون كانوا صلة زائدة .
القول في تأويل قوله ; إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139)قال أبو حعفر; وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن قيل موسى لقومه من بني إسرائيل. يقول تعالى ذكره; قال لهم موسى; إن هؤلاء العُكوف على هذه الأصنام, الله مُهْلِكٌ ما هم فيه من العمل ومفسده, ومخسرهم فيه، بإثابته إياهم عليه العذاب المهين = " وباطل ما كانوا يعملون "، من عبادتهم إياها، فمضمحلّ، لأنه غير نافعهم عند مجيء أمر الله وحلوله بساحتهم, (9) ولا مدافع عنهم بأسَ الله إذا نـزل بهم, ولا منقذهم من عذابه إذا عذبهم في القيامة, فهو في معنى ما لم يكن. (10)* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;15059 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل, = حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد = قالا جميعًا، حدثنا أسباط, عن السدي; (إن هؤلاء متبر ما هم فيه)، يقول; مهلك ما هم فيه.15060 - حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس, قوله; (إن هؤلاء متبر ما هم فيه)، يقول; خُسْران.15061 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله; (إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون)، قال; هذا كله واحد كهيئة; " غفور رحيم ", " عفوّ غفور ". قال; والعرب تقول; " إنه البائس لمُتَبَّرٌ", " وإنه البائس لَمُخَسَّرٌ" .----------------------الهوامش ;(9) في المطبوعة ; (( غير نافع )) ، وأثبت ما في المخطوطة .(10) انظر تفسير (( الباطل )) فيما سلف من فهارس اللغة ( بطل ) .
ولهذا قال لهم موسى إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لأن دعاءهم إياها باطل، وهي باطلة بنفسها، فالعمل باطل وغايته باطلة.
(إنّ) حرف توكيد ونصبـ (ها) للتنبيه
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم انّ
(متّبر) خبر مرفوع ،
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب فاعل لاسم المفعول متبّر
(هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر هم
(الواو) عاطفة
(باطل) معطوفة على متّبر مرفوع مثله
(ما) حرف مصدريّ ،
(كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ ... والواو ضمير اسم كان
(يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّلـ (ما كانوا..) في محلّ رفع فاعل لاسم الفاعل باطل.
جملة: «إنّ هؤلاء متبّر..» لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.وجملة: «هم فيه» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «كانوا ... » لا محلّ له صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٣٩
Al-A'raf7:139