الرسم العثمانيأَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْـًٔا وَهُمْ يُخْلَقُونَ
الـرسـم الإمـلائـياَيُشۡرِكُوۡنَ مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡـًٔـــا وَّهُمۡ يُخۡلَقُوۡنَ
تفسير ميسر:
أيشرك هؤلاء المشركون في عبادة الله مخلوقاته، وهي لا تقدر على خَلْق شيء، بل هي مخلوقة؟
هذا إنكار من الله على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره من الأنداد والأصنام والأوثان وهي مخلوقة لله مربوبة مصنوعة لا تملك شيئا من الأمر ولا تضر ولا تبصر ولا تنتصر لعابديها بل هي جماد لا تتحرك ولا تسمع ولا تبصر وعابدوها أكمل منها بسمعهم وبصرهم وبطشهم ولهذا قال "أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون" أي أتشركون به من المعبودات ما لا يخلق شيئا ولا يستطيع ذلك كقوله تعالى "يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز" أخبر تعالى أن آلهتهم لو اجتمعوا كلهم ما استطاعوا خلق ذبابة بل لو سلبتهم الذبابة شيئا من حقير المطاعم وطارت لما استطاعوا إنقاذه منها فمن هذه صفته وحاله كيف يعبد ليرزق ويستنصر؟ ولهذا قال تعالى "لا يخلق شيئا وهم يخلقون" أي بل هم مخلوقون مصنوعون كما قال الخليل "أتعبدون ما تنحتون" الآية.
قوله تعالى أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقونقوله تعالى أيشركون ما لا يخلق شيئا أي أيعبدون ما لا يقدر على خلق شيء .وهم يخلقون أي الأصنام مخلوقة . وقال ; يخلقون بالواو والنون لأنهم اعتقدوا أن الأصنام تضر وتنفع ، فأجريت مجرى الناس ; كقوله ; في فلك يسبحون ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم .
القول في تأويل قوله ; أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; أيشركون في عبادة الله, فيعبدون معه = " ما لا يخلق شيئًا " ، والله يخلقها وينشئها؟ وإنما العبادة الخالصة للخالق لا للمخلوق.* * *وكان ابن زيد يقول في ذلك بما; -15532 - حدثني يونس قال; أخبرنا ابن وهب قال; قال ابن زيد قال; ولد لآدم وحواء ولد, فسمياه " عبد الله ", فأتاهما إبليس فقال; ما سميتما يا آدم ويا حواء ابنكما؟ قال; وكان وُلد لهما قبل ذلك ولد, فسمياه " عبد الله ", فمات. فقالا سميناه " عبد الله ". فقال إبليس; أتظنان أن الله تارك عبده عندكما؟ لا والله، ليذهبن به كما ذهبَ بالآخر! ولكن أدلكما على اسم يبقى لكما ما بقيتما، فسمياه " عبد شمس " ! قال; فذلك قول الله تبارك وتعالى; (أيشركون ما لا يخلق شيئًا وهم يخلقون)، آلشمس تخلق شيئًا حتى يكون لها عبد؟ إنما هي مخلوقة! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; " خدعهما مرتين، خدعهما في الجنة, وخدعهما في الأرض. (39)* * *وقيل; (وهم يخلقون)، , فأخرج مكنيَّهم مخرج مكنيّ بني آدم, (40) (أيشركون ما)، فأخرج ذكرهم ب " ما " لا ب " من " مخرج الخبر عن غير بني آدم, لأن الذي كانوا يعبدونه إنما كان حجرًا أو خشبًا أو نحاسًا, أو بعض الأشياء التي يخبر عنها ب " ما " لا ب " من ", فقيل لذلك; " ما "، ثم قيل; " وهم ", فأخرجت كنايتهم مُخْرَج كناية بني آدم, لأن الخبر عنها بتعظيم المشركين إياها، نظير الخبر عن تعظيم الناس بعضهم بعضًا.---------------------الهوامش ;(39) الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أجده . وفي الدر المنثور 3 ; 152 (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; خدعهما مرتين . قال زيد ; خدعهما في الجنة ، وخدعهما في الأرض )) .(40) (( المكنى )) الضمير .
تفسير الآيتين 190 و191:ـ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا على وفق ما طلبا، وتمت عليهما النعمة فيه جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا أي: جعلا للّه شركاء في ذلك الولد الذي انفرد اللّه بإيجاده والنعمة به، وأقرَّ به أعين والديه، فَعَبَّدَاه لغير اللّه. إما أن يسمياه بعبد غير اللّه كـ \"عبد الحارث\" و \"عبد العزيز\" و \"عبد الكعبة\" ونحو ذلك، أو يشركا باللّه في العبادة، بعدما منَّ اللّه عليهما بما منَّ من النعم التي لا يحصيها أحد من العباد. وهذا انتقال من النوع إلى الجنس، فإن أول الكلام في آدم وحواء، ثم انتقل إلى الكلام في الجنس، ولا شك أن هذا موجود في الذرية كثيرا، فلذلك قررهم اللّه على بطلان الشرك، وأنهم في ذلك ظالمون أشد الظلم، سواء كان الشرك في الأقوال، أم في الأفعال، فإن الخالق لهم من نفس واحدة، الذي خلق منها زوجها وجعل لهم من أنفسهم أزواجا، ثم جعل بينهم من المودة والرحمة ما يسكن بعضهم إلى بعض، ويألفه ويلتذ به، ثم هداهم إلى ما به تحصل الشهوة واللذة والأولاد والنسل. ثم أوجد الذرية في بطون الأمهات، وقتا موقوتا، تتشوف إليه نفوسهم، ويدعون اللّه أن يخرجه سويا صحيحا، فأتم اللّه عليهم النعمة وأنالهم مطلوبهم. أفلا يستحق أن يعبدوه، ولا يشركوا به في عبادته أحدا، ويخلصوا له الدين. ولكن الأمر جاء على العكس، فأشركوا باللّه من لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ .
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ
(يشركون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(لا) نافية
(يخلق) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد
(شيئا) مفعول به منصوبـ (الواو) حاليّة
(هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(يخلقون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
جملة: «يشركون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «هم يخلقون» في محلّ نصب حال من فاعل يخلق .
وجملة: «يخلقون» في محلّ رفع خبر المبتدأ
(هم) .
(الواو) عاطفة
(لا) نافية
(يستطيعون) مثل يشركون
(اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من(نصرا) وهو مفعول به منصوبـ (ولا) مثل الأولـ (أنفس) مفعول به مقدّم منصوب و (هم) ضمير مضاف إليه
(ينصرون) مثل يشركون.وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلقون.
وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلقون أو جملة لا يستطيعون.
(الواو) عاطفة
(إن) حرف شرط جازم
(تدعوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (هم) ضمير مفعول به
(إلى الهدى) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تدعوهم) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف
(لا) نافية
(يتّبعوا) مضارع مجزوم جواب الشرط وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به
(سواء) خبر مقدّم مرفوع
(على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بسواء
(الهمزة) حرف مصدريّ للتسوية
(دعوتم) فعل ماض مبنيّ على السكون ... و (تم) ضمير فاعل و (الواو) زائد حرف إشباع حركة الميم قبله و (هم) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّلـ (أدعوتموهم) في محلّ رفع مبتدأ.
(أم) حرف عطف معادل للهمزة
(أنتم) ضمير منفصل مبتدأ
(صامتون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «تدعوهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يخلقون.
وجملة: «لا يتّبعوكم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «سواء عليكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما قبلها.
وجملة: «دعوتموهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «أنتم صامتون» لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ .
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٩١
Al-A'raf7:191