وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهٰرُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدٰىنَا لِهٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَآ أَنْ هَدٰىنَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوٓا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
وَنَزَعۡنَا مَا فِىۡ صُدُوۡرِهِمۡ مِّنۡ غِلٍّ تَجۡرِىۡ مِنۡ تَحۡتِهِمُ الۡاَنۡهٰرُۚ وَقَالُوا الۡحَمۡدُ لِلّٰهِ الَّذِىۡ هَدٰٮنَا لِهٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِىَ لَوۡلَاۤ اَنۡ هَدٰٮنَا اللّٰهُ ۚ لَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِالۡحَـقِّ ؕ وَنُوۡدُوۡۤا اَنۡ تِلۡكُمُ الۡجَـنَّةُ اُوۡرِثۡتُمُوۡهَا بِمَا كُنۡتُمۡ تَعۡمَلُوۡنَ
تفسير ميسر:
وأذهب الله تعالى ما في صدور أهل الجنة من حقد وضغائن، ومن كمال نعيمهم أن الأنهار تجري في الجنة من تحتهم. وقال أهل الجنة حينما دخلوها; الحمد لله الذي وفَّقنا للعمل الصالح الذي أكسبنا ما نحن فيه من النعيم، وما كنا لنوفَّق إلى سلوك الطريق المستقيم لولا أَنْ هدانا الله سبحانه لسلوك هذا الطريق، ووفَّقنا للثبات عليه، لقد جاءت رسل ربنا بالحق من الإخبار بوعد أهل طاعته ووعيد أهل معصيته، ونُودوا تهنئة لهم وإكرامًا; أن تلكم الجنة أورثكم الله إياها برحمته، وبما قدَّمتموه من الإيمان والعمل الصالح.
قال السدي في قوله "ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار" الآية إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فشربوا من إحداهما فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم فلم يشعثوا ولم يشحبوا بعدها أبدا وقد روى أبو إسحاق عن عاصم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نحوا من هذا كما سيأتي في قوله تعالى "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا" إن شاء الله وبه الثقة وعليه التكلان وقال قتادة قال علي رضي الله عنه إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله تعالى فيهم "ونزعنا ما في صدورهم من غل" رواه ابن جرير وقال عبد الرزاق أخبرنا ابن عيينة عن إسرائيل قال سمعت الحسن يقول قال علي; فينا والله أهل بدر نزلت "ونزعنا ما في صدورهم من غل". وروى النسائي وابن مردويه واللفظ له من حديث أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول لولا أن الله هداني فيكون له شكرا وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول لو أن الله هداني فيكون له حسرة". ولهذا لما أورثوا مقاعد أهل النار من الجنة نودوا "أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون" أي بسبب أعمالكم نالتكم الرحمة فدخلتم الجنة وتبوأتم منازلكم بحسب أعمالكم. وإنما وجب الحمل على هذا لما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "واعلموا أن أحدكم لن يدخله عمله الجنة "قالوا ولا أنت يا رسول الله قال "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ".
قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملونذكر الله عز وجل فيما ينعم به على أهل الجنة نزع الغل من صدورهم . والنزع ; الاستخراج . والغل ; الحقد الكامن في الصدر . والجمع غلال . أي أذهبنا في الجنة ما كان في قلوبهم من الغل في الدنيا . قال النبي صلى الله عليه وسلم ; الغل على باب الجنة كمبارك الإبل قد نزعه الله من قلوب المؤمنين . وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال ; أرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله تعالى فيهم ; ونزعنا ما في صدورهم من غل . وقيل ; نزع الغل في الجنة ألا يحسد بعضهم بعضا في تفاضل منازلهم . وقد قيل ; إن ذلك يكون عن شراب الجنة ، ولهذا قال ; وسقاهم ربهم شرابا طهورا أي يطهر الأوضار من الصدور ; على ما يأتي بيانه في سورة " الإنسان " و " الزمر " إن شاء الله تعالى .وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا أي لهذا الثواب ; بأن أرشدنا وخلق لنا الهداية . وهذا رد على القدرية .وما كنا قراءة ابن عامر بإسقاط الواو . والباقون بإثباتها .لنهتدي لام كي .لولا أن هدانا الله في موضع رفع .ونودوا أصله . نوديوا أن في موضع نصب مخففة من الثقيلة ; أي بأنهتلكم الجنة وقد تكون تفسيرا لما نودوا به ; لأن النداء قول ; فلا يكون لها موضع . أي قيل لهم ; تلكم الجنة لأنهم وعدوا بها في الدنيا ; أي قيل لهم ; هذه تلكم الجنة التي وعدتم بها ، أو يقال ذلك قبل الدخول حين عاينوها من بعد . وقيل ; تلكم بمعنى هذه .أورثتموها بما كنتم تعملون أي ورثتم منازلها بعملكم ، ودخولكم إياها برحمة الله وفضله . كما قال ; ذلك الفضل من الله . وقال ; فسيدخلهم في رحمة منه وفضل . وفي [ ص; 188 ] صحيح مسلم ; لن يدخل أحدا منكم عمله الجنة قالوا ; ولا أنت يا رسول الله ؟ قال ; ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل . وفي غير الصحيح ; ليس من كافر ولا مؤمن إلا وله في الجنة والنار منزل ; فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار رفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها ، فقيل لهم ; هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله . ثم يقال ; يا أهل الجنة رثوهم بما كنتم تعملون ; فتقسم بين أهل الجنة منازلهم قلت ; وفي صحيح مسلم ; لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه في النار يهوديا أو نصرانيا . فهذا أيضا ميراث ; نعم بفضله من شاء وعذب بعدله من شاء . وبالجملة فالجنة ومنازلها لا تنال إلا برحمته ; فإذا دخلوها بأعمالهم فقد ورثوها برحمته ، ودخلوها برحمته ; إذ أعمالهم رحمة منه لهم وتفضل عليهم . وقرئ أورثتموها من غير إدغام . وقرئ بإدغام التاء في الثاء .
القول في تأويل قوله ; وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُقال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وأذهبنا من صدور هؤلاء الذين وَصَف صفتهم، وأخبر أنهم أصحاب الجنة, ما فيها من حقد وغِمْرٍ وعَداوة كان من بعضهم في الدنيا على بعض, (43) فجعلهم في الجنة إذا أدخلهموها على سُرُر متقابلين, لا يحسد بعضهم بعضًا على شيء خصَّ الله به بعضهم وفضّله من كرامته عليه, تجري من تحتهم أنهار الجنة.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;14658- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد الأحمر, عن جويبر, عن الضحاك; (ونـزعنا ما في صدورهم من غل)، قال; العداوة.14659- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا حميد بن عبد الرحمن, عن سعيد بن بشير, عن قتادة; (ونـزعنا ما في صدورهم من غل)، قال; هي الإحَن.14660 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا ابن المبارك, عن ابن عيينة, عن إسرائيل أبي موسى, عن الحسن, عن علي قال; فينا والله أهلَ بدر نـزلت; وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [سورة الحجر; 47].14661- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة, عن إسرائيل قال; سمعته يقول; قال علي عليه السلام; فينا والله أهلَ بدر نـزلت; وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ14662- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة قال; قال علي رضي الله عنه; إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير، من الذين قال الله تعالى فيهم; ( وَنـزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ )، رضوان الله عليهم.14663- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي; ( ونـزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار)، قال; إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة فبلغوا, وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان, فشربوا من إحداهما, فينـزع ما في صدورهم من غِلّ, فهو " الشراب الطهور "، واغتسلوا من الأخرى, فجرت عليهم " نَضْرة النعيم ", فلم يشعَثُوا ولم يتَّسخوا بعدها أبدًا.14664- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية, عن الجريري, عن أبي نضرة قال، يحبس أهل الجنة دون الجنة حتى يقضى لبعضهم من بعض, حتى يدخلوا الجنة حين يدخلونها ولا يطلب أحدٌ منهم أحدًا بقلامة ظُفُرٍ ظلمها إياه. ويحبس أهل النار دون النار حتى يقضى لبعضهم من بعض, فيدخلون النار حين يدخلونها ولا يطلب أحدٌ منهم أحدًا بقُلامة ظفر ظلمها إياه. (44)* * *القول في تأويل قوله ; وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُقال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وقال هؤلاء الذين وصف جل ثناؤه، وهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات، حين أدخلوا الجنة, ورأوا ما أكرمهم الله به من كرامته, وما صرف عنهم من العذاب المهين الذي ابتلي به أهل النار بكفرهم بربهم، وتكذيبهم رُسله; (الحمد لله الذي هدانا لهذا)، يقول; الحمد لله الذي وفقنا للعمل الذي أكسبنا هذا الذي نحن فيه من كرامة الله وفضله، وصرف عذابه عنا =(وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)، يقول; وما كنا لنرشد لذلك، لولا أن أرشدنا الله له ووفقنا بمنّه وطَوْله، كما;-14665- حدثنا أبو هشام الرفاعي قال، حدثنا أبو بكر بن عياش قال، حدثنا الأعمش, عن أبي صالح, عن [أبي سعيد] قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; كل أهل النار يرى منـزله من الجنة, فيقولون; لَوْ هَدَانَا اللَّهُ , فتكون عليهم حسرة. وكل أهل الجنة يرى منـزله من النار, فيقولون; " لولا أن هدانا الله "! فهذا شكرهم. (45)14666- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة قال، سمعت أبا إسحاق يحدِّث عن عاصم بن ضمرة, عن علي قال، ذكر عمر = لشيء لا أحفظه = , ثم ذكر الجنة فقال; يدخلون، فإذا شجرة يخرج من تحت ساقها عينان. قال; فيغتسلون من إحداهما, فتجري عليهم نضرة النعيم, فلا تشعَث أشعارهم ولا تغبرُّ أبشارهم. ويشربون من الأخرى, فيخرج كل قذًى وقذر وبأس في بطونهم. (46) قال، ثم يفتح لهم باب الجنة, فيقال لهم; سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ، قال; فتستقبلهم الوِلدان, فيحفّون بهم كما تحفّ الولدان بالحميم إذا جاء من غيبته. (47) ثم يأتون فيبشرون أزواجهم, فيسمونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم. فيقلن; أنت رأيته! قال; فيستخفهنَّ الفرَح, قال; فيجئن حتى يقفن على أُسْكُفَّة الباب. (48) قال; فيجيئون فيدخلون, فإذا أسُّ بيوتهم بِجَندل اللؤلؤ, وإذا صُرُوح صفر وخضر وحمر ومن كل لون, وسُرُر مرفوعة, وأكواب موضوعة, ونمارق مصفوفة, وزرِابيُّ مبثوثة. فلولا أن الله قدَّرها، لالْتُمِعَتْ أبصارهم مما يرون فيها. (49) فيعانقون الأزواج, ويقعدون على السرر, ويقولون; (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق)، الآية. (50)* * *القول في تأويل قوله ; لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره مخبرًا عن هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنهم يقولون عند دخولهم الجنة، ورؤيتهم كرامة الله التي أكرمهم بها, وهو أنّ أعداء الله في النار; والله لقد جاءتنا في الدنيا، وهؤلاء الذين في النار، رسل ربنا بالحق من الأخبار عن وعد الله أهلَ طاعته والإيمان به وبرسله، ووعيده أهلَ معاصيه والكفر به.* * *وأما قوله; (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)، فإن معناه; ونادى منادٍ هؤلاء الذين وصف الله صفتهم، وأخبر عما أعدّ لهم من كرامته; أنْ يا هؤلاء، هذه تلكم الجنة التي كانت رسلي في الدنيا تخبركم عنها, أورَثكموها الله عن الذين كذبوا رسله, لتصديقكم إياهم وطاعتكم ربكم. وذلك هو معنى قوله; (بما كنتم تعملون) .* * *وبنحو ما قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;14667- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي; (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)، قال; ليس من كافر ولا مؤمن إلا وله في الجنة والنار منـزل، فإذا دخل أهل الجنة الجنةَ، وأهل النار النارَ, ودخلوا منازلهم, رفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها, فقيل لهم; " هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله ", ثم يقال; " يا أهل الجنة، رِثُوهم بما كنتم تعملون "، فتُقْسم بين أهل الجنة منازلهم.14668- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو بن سعد أبو داود الحفري, [عن سعيد بن بكير], عن سفيان الثوري, عن أبي إسحاق, عن الأغرّ; (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)، قال; نودوا أنْ صِحُّوا فلا تسقموا، واخلُدوا فلا تموتوا، وانعموا فلا تَبْأسوا. (51)14669- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا قبيصة, عن سفيان, عن أبي إسحاق, عن الأغر, عن أبي سعيد; (ونودوا أن تلكم الجنة)، الآية, قال; ينادي منادٍ; أن لكم أنْ تصحُّوا فلا تسقموا أبدًا. (52)* * *واختلف أهل العربية في" أنْ" التي مع " تلكم ".فقال بعض نحويي البصرة; هي" أنّ" الثقيلة، خففت وأضمر فيها, ولا يستقيم أن تجعلها الخفيفة، لأن بعدها اسمًا, والخفيفة لا تليها الأسماء, وقد قال الشاعر; (53)فِـي فِتْيَـةٍ كَسُـيُوفِ الهِنْـد, قَدْ عَلِمُواأنْ هَـالِكٌ كُـلُّ مَـنْ يَحْـفَى وَيَنْتَعِـلُ (54)وقال آخر; (55)أُكَاشِـــرُهُ وَأَعْلَـــمُ أَنْ كِلانَـــاعَـلَى مَـا سَـاءَ صَاحِبَـهُ حَـرِيصُ (56)قال; فمعناه; أنه كِلانا. قال; ويكون كقوله; أَنْ قَدْ وَجَدْنَا ، في موضع " أي"؛ وقوله; أَنْ أَقِيمُوا ، [سورة الشورى; 13]، ولا تكون " أن " التي تعمل في الأفعال, لأنك تقول; " غاظني أن قام ", و " أن ذهب ", فتقع على الأفعال، وإن كانت لا تعمل فيها. وفي كتاب الله; وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا [سورة ص; 6]، أي; امشوا.* * *وأنكر ذلك من قوله هذا بعض أهل الكوفة, فقال; غير جائز أن يكون مع " أن " في هذا الموضع " هاء " مضمرة, لأن " أن " دخلت في الكلام لتَقِيَ ما بعدها. قال; " وأن " هذه التي مع " تلكم " هي الدائرة التي يقع فيها ما ضارع الحكاية, وليس بلفظ الحكاية, نحو; " ناديت أنك قائم," و " أنْ زيد قائم " و " أنْ قمت ", فتلي كلَّ الكلام, وجعلت " أن " وقاية, لأن النداء يقع على ما بعده, وسلم ما بعد " أن " كما سلم ما بعد " القول ". ألا ترى أنك تقول; " قلت; زيد قائم ", و " قلت; قام ", فتليها ما شئت من الكلام؟ فلما كان النداء بمعنى " الظن " وما أشبهه من " القول " سلم ما بعد " أن ", ودخلت " أن " وقاية. قال; وأما " أي"، فإنها لا تكون على " أن " لا يكون " أي" جواب الكلام, و " أن " تكفي من الاسم.-------------------الهوامش ;(43) (( الغمر )) ( بكسر فسكون ) و (( الغمر )) ( بفتحتين ) ; الحقد الذي يغمر القلب .(44) الأثر ; 14664 - (( الجريري )) ، (( سعيد بن إياس الجريري )) ، مضى برقم ; 196 . و (( أبو نضرة )) ، هو (( المنذر بن مالك بن قطعة العبدي )) ، روى عن علي . مضى برقم ; 6337 .(45) الأثر ; 14665 - جاء هكذا في المخطوطة والمطبوعة ; (( عن أبي سعيد )) ، يعني أبا سعيد الخدري .وكأنه خطأ لا شك فيه ، فإني لم أجد الخبر في حديث أبي سعيد ، ولأن هذا الخبر معروف في حديث أبي هريرة ، وبذلك خرجه السيوطي في الدر المنثور 3 ; 85 ، فقال ; (( أخرج النسائي ، وابن أبي الدنيا ، وابن جرير في ذكر الموت ، وابن مردويه عن أبي هريرة )) ، وساق الخبر . وذكره ابن كثير في تفسيره 3 ; 477 ، فقال ; (( روى النسائي وابن مردويه ، واللفظ له ، من حديث أبي بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة )) ، وساق الخبر . وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 10 ; 399 فقال ; (( عن أبي هريرة ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ، وساق الخبر بنحوه من طريقين ، ثم قال ; (( رواه كله أحمد ، ورجال الرواية الولى رجال الصحيح )) ، ولم أعرف مكانه من المسند .فهذا كله يوشك أن يقطع بأن ما في المطبوعة والمخطوطة من قوله ; (( عن أبي سعيد )) ، خطأ ، صوابه ; (( عن أبي هريرة )) ، ولذلك وضعته بين القوسين .(46) في المطبوعة ; (( قذى وقذر أو شيء في بطونهم )) ، وفي المخطوطة ; (( أوس )) ، غير منقوطة وفوقها حرف ( ط ) دلالة على الشك والخطأ . وأثبت الصواب من حادي الأرواح لابن القيم ، والدر المنثور .(47) (( الحميم )) ، ذو القرابة القريب الذي تحبه وتهتم لأمره .(48) (( أسكفة الباب )) ( بضم الهمزة ، وسكون السين ، وضم الكاف ، بعدها فاء مشددة مفتوحة ) ; عتبة الباب التي يوطأ عليها .(49) (( التمع الشيء )) اختلسه وذهب به . و (( التمع بصره )) باليناء بالمجهول ، اختلس واختطف فلا يكاد يبصره . ويقال مثله (( التمع لونه )) ، ذهب وتغير .(50) الأثر ; 14666 - (( عاصم بن ضمرة السلولي )) ، وثقه ابن سعد وابن المديني ، والعجلي ، وقال النسائي ; (( ليس به بأس )) . ولكن الجوزجاني وابن عدي ضعفاه ، وقال ابن أبي حاتم ; (( كان رديء الحفظ ، فاحش الخطأ ، على أنه أحسن حالا - يعني الأعور )) . مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3 / 1 / 345 ، وميزان الاعتدال 2 ; 3 .وهذا الخبر ، ذكره ابن القيم في حادي الأرواح ( إعلام الموقعين ) 1 ; 233 مطولا ، فقال ; (( وقال عدي بن الجعد في الجعديات ; أنبأنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي قال )) وليس فيه ذكر (( عمر )) .ثم وجدت أبا جعفر قد رواه في تفسيره ( 24 ; 24 ، بولاق ) ، من طريق مجاهد بن موسى ، عن يزيد ، عن شريك بن عبد الله ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي ، بنحوه .ثم رواه بعد من طريق أبي إسحاق ، عن الحارث الأعور ، عن علي ، بنحوه .وخرجه السيوطي في الدر المنثور 5 ; 342 ، ونسبه إلى ابن المبارك في الزهد ، وعبد الرازق ، وابن أبي شيبة ، وابن راهويه ، وعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة ، والبيهقي في البعث ، والضياء في المختارة ، ولم ينسبه لابن جرير . وساقه مطولا.وساقه ابن كثير في تفسيره 7 ; 273 ، من تفسير ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن علي بن أبي طالب ، بنحوه .وليس في هذه جميعًا ذكر (( عمر )) ، فقوله ; (( قال ذكر عمر ، لشيء لا أحفظه )) غريب جدًا لم أعرف تأويله ، ولا ما فيه من تحريف ، إلا أن يكون ; (( قال غندر ، لشيء لا أحفظه )) و (( غندر )) هو (( محمد بن جعفر )) الراوي عن شعبة ، فيكون قوله (( قال غندر )) من قول (( محمد بن المثنى )) ، والله أعلم .(51) الأثر ; 14668 - (( عمر بن سعد )) ، (( أبو داود الحفري )) ، ثقة . مضى رقم ; 863 ، وهو يروي عن (( سفيان الثوري )) ، ولكن جاء هنا (( سعيد بن بكير )) .وأما (( سعيد بن بكير )) ، فهو في المطبوعة (( سعد بن بكر )) ، وأثبت ما في المخطوطة . ولست أدري من يكون ؟ أو عن أي شيء هو محرف .و (( الأغر )) هو (( الأغر )) ، أبو مسلم المدني ، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد ، وكانا اشتركا في عتقه . روى عنه أبو إسحاق السبيعي ، تابعي ثقة . مترجم في التهذيب ، والكبير 1 /2 / 44 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 308 .وهذا الخبر رواه مسلم في صحيحه 17 ; 174 ، من طريق عبد الرازق ، عن الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن الأغر ، عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مطولا ، بنحوه . وسيأتي مختصرًا في الذي يليه .(52) الأثر ; 14669 - هذا مختصر حديث مسلم ( 17 ; 174 ) الذي خرجته في التعليق السالف .(53) هو الأعشى .(54) ديوانه ; 45 ، سيبويه 1 ; 282 ، 440 ، 480 /2 ; 123 ، أمالي ابن الشجري 2 ; 2 ، الإنصاف ; 89 ، والخزانة 3 ; 547 / 4 ; 356 ، وشرح شواهد العيني ( بهامش الخزانة ) 2 ; 287 ، وغيرها .وهذا البيت أنشده سيبويه ، وتبعه النحاة في كتبهم ، وهو بيت ملفق من بيتين ، يقول الأعشى في قصيدته المشهورة ;إمَّــا تَرَيْنَــا حُفَــاةً لا نِعَـالَ لَنَـاإِنَّــا كَــذَلِكَ مَـا تَحْـفَى ونَنْتَعِـلُفَقَــدْ أُخَــالِسُ رَبَّ البَيْـتِ غَفْلَتُـهُوَقَــدْ يُحَـاذِرُ مِنِّـي ثُـمَّ مَـا يَئِـلُوَقَــدْ أَقُـودُ الصِّبَـا يَوْمًـا فَيَتْبَعُنِـيوَقَـدْ يُصَـاحِبْنِي ذُو الشِّـرَّةِ الغَـزِلُوَقَــدْ غَـدَوْتُ إلَـى الحَـانُوتِ يَتْبَعُنِيشَـاوٍ مِشَـلٌ شَـلُولٌ شُلْشُـلٌ شَـوِلُفِـي فِتْيَـةٍ كَسُـيُوفِ الهِنْـد، قَدْ عَلِمُواأَنْ لَيْسَ يَـدْفَعُ عَـنْ ذِي الحِيلَة الحيَلُنــازَعْتُهُمْ قُضُـبَ الرَّيْحَـانِ مُتَّـكِئًـاوَقَهْــوَةً مُــزَّةً رَواوُوقُهـا خَـضِلُلا يَسْــتَفِيقُونَ مِنْهَـا وَهْـيَ رَاهِنَـةٌإِلا بِهَــاتِ ، وَإنْ عَلُّـوا وإنْ نَهِلُـوا(55) لم أعرف قائله .(56) سيبويه 1 ; 440 ، الإنصاف لابن الأنباري ; 89 ، 183 ، وأمالي ابن الشجري 1 ; 188 ، وغيرها وقوله ; (( أكاشره )) ; أضاحكه .
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ْ} وهذا من كرمه وإحسانه على أهل الجنة، أن الغل الذي كان موجودا في قلوبهم، والتنافس الذي بينهم، أن اللّه يقلعه ويزيله حتى يكونوا إخوانا متحابين، وأخلاء متصافين. قال تعالى: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ْ} ويخلق اللّه لهم من الكرامة ما به يحصل لكل واحد منهم الغبطة والسرور، ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم نعيم. فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض، لأنه قد فقدت أسبابه. وقوله: { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ْ} أي: يفجرونها تفجيرا، حيث شاءوا، وأين أرادوا، إن شاءوا في خلال القصور، أو في تلك الغرف العاليات، أو في رياض الجنات، من تحت تلك الحدائق الزاهرات. أنهار تجري في غير أخدود، وخيرات ليس لها حد محدود { و ْ} لهذا لما رأوا ما أنعم اللّه عليهم وأكرمهم به { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ْ} بأن من علينا وأوحى إلى قلوبنا، فآمنت به، وانقادت للأعمال الموصلة إلى هذه الدار، وحفظ اللّه علينا إيماننا وأعمالنا، حتى أوصلنا بها إلى هذه الدار، فنعم الرب الكريم، الذي ابتدأنا بالنعم، وأسدى من النعم الظاهرة والباطنة ما لا يحصيه المحصون، ولا يعده العادون، { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ْ} أي: ليس في نفوسنا قابلية للهدى، لولا أنه تعالى منَّ بهدايته واتباع رسله. { لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ْ} أي: حين كانوا يتمتعون بالنعيم الذي أخبرت به الرسل، وصار حق يقين لهم بعد أن كان علم يقين [لهم]، قالوا لقد تحققنا، ورأينا ما وعدتنا به الرسل، وأن جميع ما جاءوا به حق اليقين، لا مرية فيه ولا إشكال، { وَنُودُوا ْ} تهنئة لهم، وإكراما، وتحية واحتراما، { أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا ْ} أي: كنتم الوارثين لها، وصارت إقطاعا لكم، إذ كان إقطاع الكفار النار، أورثتموها { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ْ} قال بعض السلف: أهل الجنة نجوا من النار بعفو اللّه، وأدخلوا الجنة برحمة اللّه، واقتسموا المنازل وورثوها بالأعمال الصالحة وهي من رحمته، بل من أعلى أنواع رحمته.
(الواو) عاطفة
(نزعنا) فعل ماض وفاعله
(ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به
(في صدور) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة ما و (هم) ضمير مضاف إليه
(من غلّ) جار ومجرور متعلق بحال من العائد في الصلة أو من الموصولـ (تجري) ، مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء
(من تحت) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تجري)
(هم) مثل الأولـ (الأنهار) فاعل مرفوع
(الواو) عاطفة
(قالوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعلـ (الحمد) مبتدأ مرفوع
(لله) جار ومجرور متعلق بخبر محذوف
(الذي) اسم موصول في محلّ جر نعت للفظ الجلالة
(هدى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف و (نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو،
(اللام) حرف جر
(ها) حرف تنبيه
(ذا) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق بـ (هدى) ،
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(كنا) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه
(اللام) لام الجحود
(نهتدي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام
(لولا) حرف امتناع لوجود فيه معنى الشرط
(أن) حرف مصدري
(هدانا) مثل الأولـ (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع.
والمصدر المؤولـ (أن نهتدي) في محلّ جر باللام متعلق بمحذوف خبر كنا.
والمصدر المؤولـ (أن هدانا الله) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف وجوبا، والتقدير: لولا هداية الله لنا موجودة.(اللام) لام القسم لقسم مقدر
(قد) حرف تحقيق
(جاء) فعل ماض و (التاء) تاء التأنيث
(رسل) فاعل مرفوع
(ربّ) مضاف إليه مجرور و (نا) ضمير مضاف إليه
(بالحق) جار ومجرور متعلق بحال من رسل أي جاؤوا متلبسين بالحق
(الواو) عاطفة
(نودوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب الفاعلـ (أن) حرف تفسير
(تلكم) اسم إشارة مبني على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) لجمع الذكور
(الجنة) بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان له مرفوع
(أورثتم) فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون ... و (تم) ضمير نائب الفاعل و (الواو) زائدة هي إشباع حركة الضم و (ها) ضمير مفعول به
(الباء) حرف جر
(ما) حرف مصدري
(كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه
(تعملون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
والمصدر المؤولـ (ما كنتم ... ) في محلّ جر بالباء متعلق بـ (أورثتموها) .
جملة «نزعنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أولئك أصحاب ...وجملة «تجري.... الأنهار» في محلّ نصب حال من الضمير في(صدورهم) .وجملة «قالوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تجري.
وجملة «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «هدانا لهذا» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة «ما كنا لنهتدي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة «نهتدي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) المضمر.
وجملة «هدانا الله» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) الظاهر.
والجملة الاسميّة «لولا أن هدانا الله» : في محلّ نصب حال .
وجواب لولا محذوف دلّ عليه ما قبله أي لولا أن هدانا الله ما كنّا لنهتدي.
وجملة «جاءت رسل ... » : لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة «نودوا ... » : في محلّ نصب معطوفة على جملة قالوا .
وجملة «تلكم الجنّة ... » : لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة «أورثتموها ... » : في محلّ رفع خبر المبتدأ
(تلكم) .
وجملة «كنتم ... » : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة «تعملون» : في محلّ نصب خبر كنتم.