رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَلِوٰلِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنٰتِ وَلَا تَزِدِ الظّٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارًۢا
رَبِّ اغۡفِرۡلِىۡ وَلِـوَالِدَىَّ وَلِمَنۡ دَخَلَ بَيۡتِىَ مُؤۡمِنًا وَّلِلۡمُؤۡمِنِيۡنَ وَالۡمُؤۡمِنٰتِؕ وَلَا تَزِدِ الظّٰلِمِيۡنَ اِلَّا تَبَارًا
تفسير ميسر:
وقال نوح -عليه السلام- بعد يأسه من قومه; ربِّ لا تترك من الكافرين بك أحدًا حيًّا على الأرض يدور ويتحرك. إنك إن تتركهم دون إهلاك يُضلوا عبادك الذين قد آمنوا بك عن طريق الحق، ولا يأت من أصلابهم وأرحامهم إلا مائل عن الحق شديد الكفر بك والعصيان لك. ربِّ اغفر لي ولوالديَّ ولمن دخل بيتي مؤمنًا، وللمؤمنين والمؤمنات بك، ولا تزد الكافرين إلا هلاكًا وخسرانًا في الدنيا والآخرة.
دعا لنفسه ولوالديه وكانا مؤمنين. وهما; لمك بن متوشلخ وشمخى بنت أنوش; ذكره القشيري والثعلبي. وحكى الماوردي في أسم أمه منجل. وقال سعيد بن جبير; أراد بوالديه أباه وجده. وقرأ سعيد بن جبير "لوالدي" بكسر الدال على الواحد. قال الكلبي; كان بينه وبين آدم عشرة آباء كلهم مؤمنون. وقال ابن عباس; لم يكفر لنوح والد فيما بينه وبين آدم عليهما السلام. أى مسجدي ومصلاي مصليا صدقا بالله. وكان إنما يدخل بيوت الأنبياء من آمن منهم فجعل المسجد سببا للدعاء بالغفرة. وقد قال النبي. صلي الله عليه وسلم; (الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلي فيه ما لم يحدث فيه تقول اللهم أغفر له اللهم أرحمه) الحديث. وقد تقدم. وهذا قول ابن عباس; "بيتي" مسجدي; حكاه الثعلبي وقاله الضحاك. وعن ابن عباس أيضا; أي ولمن دخل ديني; فالبيت بمعنى الدين; حكاه القشيري وقاله جويبر. وعن ابن عباس أيضا; يعني صديقي الداخل إلى منزلي; حكاه الماوردي. وقيل; أراد داري. وقيل سفينتي. عامة إلى يوم القيامة; قال الضحاك. وقال الكلبي; من أمة محمد صلي الله عليه وسلم. وقيل; من قومه; والأول أظهر. أي الكافرين. إلا هلاكا; فهي عامة في كل كافر ومشرك. وقيل; أراد مشركي قومه. والتبار; الهلاك. وقيل; الخسران; حكاهما السدي. ومنه قوله تعالى; "إن هؤلاء متبر ما هم فيه" [الأعراف; 139]. وقيل; التبار الدمار; والمعنى واحد. والله أعلم بذلك. وهو الموفق للصواب.