ثُمَّ إِنِّى دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا
ثُمَّ اِنِّىۡ دَعَوۡتُهُمۡ جِهَارًا
تفسير ميسر:
قال نوح; رب إني دعوت قومي إلى الإيمان بك وطاعتك في الليل والنهار، فلم يزدهم دعائي لهم إلى الإيمان إلا هربًا وإعراضًا عنه، وإني كلما دعوتهم إلى الإيمان بك؛ ليكون سببًا في غفرانك ذنوبهم، وضعوا أصابعهم في آذانهم؛ كي لا يسمعوا دعوة الحق، وتغطَّوا بثيابهم؛ كي لا يروني، وأقاموا على كفرهم، واستكبروا عن قَبول الإيمان استكبارًا شديدًا، ثم إني دعوتهم إلى الإيمان ظاهرًا علنًا في غير خفاء، ثم إني أعلنت لهم الدعوة بصوت مرتفع في حال، وأسررت بها بصوت خفيٍّ في حال أخرى، فقلت لقومي; سلوا ربكم غفران ذنوبكم، وتوبوا إليه من كفركم، إنه تعالى كان غفارًا لمن تاب من عباده ورجع إليه.
أي مظهرا لهم الدعوة. وهو منصوب "بدعوتهم" نصب المصدر; لأن الدعاء أحد نوعيه الجهار, فنصب به نصب القرفصاء بقعد; لكونها أحد أنواع القعود, أو لأنه أراد "بدعوتهم" جاهرتهم. ويجوز أن يكون صفة لمصدر دعا; أي دعاء جهارا; أي مجاهرا به. ويكون مصدرا في موضع الحال; أي دعوتهم مجاهرا لهم بالدعوة.