الرسم العثمانيوَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقٰسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولٰٓئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا
الـرسـم الإمـلائـيوَّاَنَّا مِنَّا الۡمُسۡلِمُوۡنَ وَمِنَّا الۡقٰسِطُوۡنَؕ فَمَنۡ اَسۡلَمَ فَاُولٰٓٮِٕكَ تَحَرَّوۡا رَشَدًا
تفسير ميسر:
وأنا منا الخاضعون لله بالطاعة، ومنا الجائرون الظالمون الذين حادوا عن طريق الحق، فمن أسلم وخضع لله بالطاعة، فأولئك الذين قصدوا طريق الحق والصواب، واجتهدوا في اختياره فهداهم الله إليه، وأما الجائرون عن طريق الإسلام فكانوا وَقودًا لجهنم.
"وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون" أي منا المسلم ومنا القاسط وهو الجائر عن الحق الناكب عنه بخلاف المقسط فإنه العادل "فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا" أي طلبوا لأنفسهم النجاة.
قوله تعالى ; وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون أي وأنا بعد استماع القرآن مختلفون ، فمنا من أسلم ومنا من كفر .والقاسط ; الجائر ، لأنه عادل عن الحق ، والمقسط ; العادل ; لأنه عادل إلى الحق ; يقال ; قسط ; أي جار ، وأقسط ; إذا عدل ; قال الشاعر ;قوم هم قتلوا ابن هند عنوة عمرا وهم قسطوا على النعمان[ ص; 17 ] فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا أي قصدوا طريق الحق وتوخوه ومنه تحرى القبلة
القول في تأويل قوله تعالى ; وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل النفر من الجن; (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ) الذين قد خضعوا لله بالطاعة (وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ) وهم الجائرون عن الإسلام وقصد السبيل.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ) قال; العادلون عن الحقّ.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله; ( الْقَاسِطُونَ ) قال; الظالمون.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قال; ( الْقَاسِطُونَ ) الجائرون.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله; ( الْقَاسِطُونَ ) قال; الجائرون.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد; المقسط; العادل، والقاسط; الجائر وذكر بيت شعر;قَسَـطْنا عـلى الأمْـلاكِ فِي عَهْدِ تُبَّعٍوَمِـنْ قَبْـل مـا أدْرَى النفوسَ عِقَابَهَا (1)وقال; وهذا مثل الترب والمترب؛ قال; والترب; المسكين، وقرأ; أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ قال; والمترب; الغني.وقوله; (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا) يقول; فمن أسلم وخضع لله بالطاعة، فأولئك تعمدوا وترجَّوا رشدا في دينهم.------------------------الهوامش;(1) البيت استشهد به ابن زيد المحدث على أن القاسطين معناه; الجائرون قال الفراء في معاني القرآن (الورقة 344) ; وقوله; ( ومنا القاسطون ) وهم الجائرون الكفار. والمقسطون; العادلون المسلمون
{ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ } أي: الجائرون العادلون عن الصراط المستقيم.{ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا } أي:: أصابوا طريق الرشد، الموصل لهم إلى الجنة ونعيمها،
(الواو) عاطفة
(منّا المسلمون) مثل منّا الصالحون، وكذلك
(منّا القاسطون) ،
(فمن) مثل الأولـ (أسلم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(تحرّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل.. والمصدر المؤوّلـ (أنّا منّا المسلمون..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق. وجملة: «منّا المسلمون» في محلّ رفع خبر أنّ. وجملة: «منّا القاسطون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر. وجملة: «من أسلم» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة . وجملة: «أسلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) . وجملة: «أولئك تحرّوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «تحرّوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ.
- القرآن الكريم - الجن٧٢ :١٤
Al-Jinn72:14