الرسم العثمانيوَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ
الـرسـم الإمـلائـيوَالۡتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِۙ
تفسير ميسر:
حقًّا إذا وصلت الروح إلى أعالي الصدر، وقال بعض الحاضرين لبعض; هل مِن راق يَرْقيه ويَشْفيه مما هو فيه؟ وأيقن المحتضر أنَّ الذي نزل به هو فراق الدنيا؛ لمعاينته ملائكة الموت، واتصلت شدة آخر الدنيا بشدة أول الآخرة، إلى الله تعالى مساق العباد يوم القيامة; إما إلى الجنة وإما إلى النار.
و عن ابن عباس فى قوله "والتفت الساق بالساق" قال التفت عليه الدنيا والآخرة وكذا قال على بن أبي طلحة عن ابن عباس "والتفت الساق بالساق" يقول آخر يوم في الدنيا أول يوم من أيام الآخرة فتلتقي الشدة بالشدة إلا من رحمه الله وقال عكرمة "والتفت الساق بالساق" الأمر العظيم بالأمر العظيم وقال مجاهد بلاء ببلاء وقال الحسن البصري في قوله تعالى "والتفت الساق بالساق" هما ساقاك إذا التفتا وفي رواية عنه ماتت رجلاه فلم تحملاه وقد كان عليها جوالا وكذا قال السدي عن أبي مالك وفي رواية عن الحسن; هو لفهما في الكفن وقال الضحاك "والتفت الساق بالساق" اجتمع عليه أمران; الناس يجهزون جسده والملائكة يجهزون روحه.
والتفت الساق بالساق أي فاتصلت الشدة بالشدة ; شدة آخر الدنيا بشدة أول الآخرة ; قاله ابن عباس والحسن وغيرهما .وقال الشعبي وغيره ; المعنى التفت ساقا الإنسان عند الموت من شدة الكرب . وقال قتادة ; أما رأيته إذا أشرف على الموت يضرب إحدى رجليه على الأخرى .وقال سعيد بن المسيب والحسن أيضا ; هما ساقا الإنسان إذا التفتا في الكفن . وقال زيد بن أسلم ; التفت ساق الكفن بساق الميت .وقال الحسن أيضا ; ماتت رجلاه ويبست [ ص; 102 ] ساقاه فلم تحملاه ، ولقد كان عليهما جوالا . قال النحاس ; القول الأول أحسنها .وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ; والتفت الساق بالساق قال ; آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة ، فتلتقي الشدة بالشدة إلا من - رحمه الله - ; أي شدة كرب الموت بشدة هول المطلع ; والدليل على هذا قوله تعالى ; إلى ربك يومئذ المساق وقال مجاهد ; بلاء ببلاء . يقول ; تتابعت عليه الشدائد .وقال الضحاك وابن زيد ; اجتمع عليه أمران شديدان ; الناس يجهزون جسده ، والملائكة يجهزون روحه ، والعرب لا تذكر الساق إلا في المحن والشدائد العظام ; ومنه قولهم ; قامت الدنيا على ساق ، وقامت الحرب على ساق . قال الشاعر ;صبرا أمام إنه شر باق وقامت الحرب بنا على ساقوقد مضى هذا المعنى في آخر سورة ( ن والقلم ) .وقال قوم ; الكافر تعذب روحه عند خروج نفسه ، فهذه الساق الأولى ، ثم يكون بعدهما ساق البعث وشدائده
حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ) أي; استيقن أنه الفراق.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; ( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ) قال; ليس أحد من خلق الله يدفع الموت، ولا ينكره، ولكن لا يدري يموت من ذلك المرض أو من غيره ؟ فالظنّ كما هاهنا هذا.
{ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ } أي: اجتمعت الشدائد والتفت، وعظم الأمر وصعب الكرب، وأريد أن تخرج الروح التي ألفت البدن ولم تزل معه،
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - القيامة٧٥ :٢٩
Al-Qiyamah75:29