الرسم العثمانيأَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِىٍّ يُمْنٰى
الـرسـم الإمـلائـياَلَمۡ يَكُ نُطۡفَةً مِّنۡ مَّنِىٍّ يُّمۡنٰىۙ
تفسير ميسر:
أيظنُّ هذا الإنسان المنكر للبعث أن يُترك هَمَلا لا يُؤمر ولا يُنْهى، ولا يحاسب ولا يعاقب؟ ألم يك هذا الإنسان نطفة ضعيفة من ماء مهين يراق ويصب في الأرحام، ثم صار قطعة من دم جامد، فخلقه الله بقدرته وسوَّى صورته في أحسن تقويم؟ فجعل من هذا الإنسان الصنفين; الذكر والأنثى، أليس ذلك الإله الخالق لهذه الأشياء بقادر على إعادة الخلق بعد فنائهم؟ بلى إنه - سبحانه وتعالى- لقادر على ذلك.
ولهذا قال تعالى مستدلا على الإعادة بالبداءة "ألم يك نطفة من منى يمنى" أي أما كان الإنسان نطفة ضعيفة من ماء مهين يمنى; يراق من الأصلاب في الأرحام؟.
قوله تعالى ; ألم يك نطفة من مني يمنى أي من قطرة ماء تمنى في الرحم ، أي تراق فيه ; ولذلك سميت ( منيا ) لإراقة الدماء . وقد تقدم .والنطفة ; الماء القليل ; يقال ; نطف الماء ; إذا قطر . أي ألم يك ماء قليلا في صلب الرجل وترائب المرأة . وقرأ حفص من مني يمنى بالياء ، وهي قراءة ابن محيصن ومجاهد ويعقوب وعياش عن أبي عمرو ، واختاره أبو عبيد لأجل المني . الباقون بالتاء لأجل النطفة ، واختاره أبو حاتم .
يقول تعالى ذكره; ألم يك هذا المنكر قدرة الله على إحيائه من بعد مماته، وإيجاده من بعد فنائه ( نُطْفَةً ) يعني; ماء قليلا في صلب الرجل من منيّ.واختلفت القرّاء في قراءة قوله; ( يُمْنَى ) فقرأه عامة قرّاء المدينة والكوفة; ( تُمْنَى ) بالتاء بمعنى; تمنى النطفة، وقرأ ذلك بعض قرّاء مكة والبصرة; ( يُمْنَى ) بالياء، بمعنى; يمنى المنيّ.والصواب من القول أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
{ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى}
(الهمزة) للاستفهام
(يك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف
(من منيّ) متعلّق بنعت لـ (نطفة) ، والضمير اسم
(كان) يعود على المنيّ، وفاعلـ (خلق) ضمير يعودعلى الله وكذلك
(سوّى) و (جعل) ،
(منه) متعلّق بـ (جعل) بتضمينه معنى خلق
(الذكر) بدل من الزوجين منصوب.
جملة: «لم يك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يمنى ... » في محلّ جرّ نعت منيّ.
وجملة: «كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يك.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: «سوّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
40-
(الهمزة) مثل الأولى
(قادر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس
(أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّلـ (أن يحيي..) في محلّ جرّ بـ (على) متعلّق بـ (قادر) .
وجملة: «ليس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
- القرآن الكريم - القيامة٧٥ :٣٧
Al-Qiyamah75:37