إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ تَنزِيلًا
اِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ الۡقُرۡاٰنَ تَنۡزِيۡلًا
تفسير ميسر:
إنا نحن نَزَّلْنا عليك -أيها الرسول- القرآن تنزيلا من عندنا؛ لتذكر الناس بما فيه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب.
يمتن الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بما أنزله عليه من القرآن العظيم تنزيلا.
قوله تعالى ; إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا ما افتريته ولا جئت به من عندك ، ولا من تلقاء نفسك ، كما يدعيه المشركون . ووجه اتصال هذه الآية بما قبل أنه سبحانه لما ذكر أصناف الوعد والوعيد ، بين أن هذا الكتاب يتضمن ما بالناس حاجة إليه ، فليس بسحر ولا كهانة ولا شعر ، وأنه حق . وقال ابن عباس ; أنزل القرآن متفرقا ; آية بعد آية ، ولم ينزل جملة واحدة ; فلذلك قال نزلنا وقد مضى القول في هذا مبينا والحمد لله .
( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ) يقول; اصبر لما امتحنك به ربك من فرائضه، وتبليغ رسالاته، والقيام بما ألزمك القيام به في تنـزيله الذي أوحاه إليك ( وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ) يقول; ولا تطع في معصية الله من مشركي قومك آثما يريد بركوبه معاصيه، أو كفورا; يعنى جحودا لنعمه عنده، وآلائه قِبَلَه، فهو يكفر به، ويعبد غيره.وقيل; إن الذي عني بهذا القول أبو جهل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ) قال; نـزلت في عدوّ الله أبي جهل.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة أنه بلغه أن أبا جهل قال; لئن رأيت محمدًا يصلي لأطأنّ عنقه، فأنـزل الله; ( وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ).حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; ( وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ) قال; الآثِم; المذنب الظالم والكفور، هذا كله واحد. وقيل; ( أوْ كَفُورًا ) والمعنى; ولا كفورًا. قال الفراء; " أو " هاهنا بمنـزلة الواو، وفى الجحد والاستفهام والجزاء تكون بمعنى " لا " . فهذا من ذلك مع الجحد، ومنه قول الشاعرلا وَجْــدُ ثَكْــلَى كمـا وَجِـدَت وَلاوَجْــدُ عَجُــولٍ أضَلَّهــا رُبَــعُ&; 24-116 &; أوْ وَجْــدُ شَــيْخٍ أضَــلَّ ناقَتَــهُيَــوْمَ تَــوَافَى الْحَجِـيجُ فـانْدَفَعُوا (10)أراد; ولا وجدُ شيخ، قال; وقد يكون في العربية; لا تطيعنّ منهم من أثم أو كفر، فيكون المعنى في أو قريبا من معنى الواو، كقولك للرجل; لأعطينك سألت أو سكتّ، معناه; لأعطينك على كلّ حال.
وقوله تعالى لما ذكر نعيم الجنة { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا } فيه الوعد والوعيد وبيان كل ما يحتاجه العباد، وفيه الأمر بالقيام بأوامره وشرائعه أتم القيام، والسعي في تنفيذها، والصبر على ذلك.
(نحن) ضمير في محلّ نصب مستعار لتوكيد الضمير اسم إنّ ،
(عليك) متعلّق بـ (نزّلنا) ،
(تنزيلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: «إنّا ... نزّلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نزّلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ 24-
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(لحكم) متعلّق بـ (اصبر) بتضمينه معنى أذعن
(الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة
(منهم) متعلّق بحال من(آثما) ،
(أو) حرف عطف للإباحة..وجملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء قدر الله فاصبر.
وجملة: «لا تطع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب.
25-
(الواو) عاطفة
(بكرة) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (اذكر) .
وجملة: «اذكر ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب.
26-
(الواو) عاطفة في الموضعين
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(له) متعلّق بـ (اسجد) ،
(ليلا) ظرف منصوب متعلّق بـ (سبّحه) .
وجملة: «اسجد ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي مهما حصل فاسجد والشرط المقدّر معطوف على الشرط المقدّر السابق.
وجملة: «سبّحه ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اسجد.