الرسم العثمانيكَلَّا سَيَعْلَمُونَ
الـرسـم الإمـلائـيكَلَّا سَيَعۡلَمُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون، سيعلم هؤلاء المشركون عاقبة تكذيبهم، ويظهر لهم ما الله فاعل بهم يوم القيامة، ثم سيتأكد لهم ذلك، ويتأكد لهم صدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، من القرآن والبعث. وهذا تهديد ووعيد لهم.
يعني الناس فيه على قولين مؤمن به وكافر.
ثم هددهم فقال ; كلا سيعلمون أي سيعلمون عاقبة القرآن ، أو سيعلمون البعث ; أحق هو أم باطل . و ( كلا ) رد عليهم في إنكارهم البعث أو تكذيبهم القرآن ، فيوقف عليها . ويجوز أن يكون بمعنى حقا أو ( ألا ) فيبدأ بها . والأظهر أن سؤالهم إنما كان عن البعث ; قال بعض علمائنا ; والذي يدل عليه قوله - عز وجل - ; إن يوم الفصل كان ميقاتا يدل على أنهم كانوا يتساءلون عن البعث .
وقوله; (كَلا) يقول تعالى ذكره; ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون الذين ينكرون بعث الله إياهم أحياء بعد مماتهم، وتوعدهم جل ثناؤه على هذا القول منهم، &; 24-151 &; فقال; (سَيَعْلَمُونَ) يقول; سيعلم هؤلاء الكفار المنُكرون وعيد الله أعداءه، ما الله فاعل بهم يوم القيامة، ثم أكد الوعيد بتكرير آخر، فقال; ما الأمر كما يزعمون من أن الله غير محييهم بعد مماتهم، ولا معاقبهم على كفرهم به، سيعلمون أن القول غير ما قالوا إذا لقوا الله، وأفضوا إلى ما قدّموا من سيئ أعمالهم.وذُكر عن الضحاك بن مزاحم في ذلك ما حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن أبي سنان، عن ثابت، عن الضحاك (كَلا سَيَعْلَمُونَ) الكفار .
{ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ } أي: سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون، حين يدعون إلى نار جهنم دعا، ويقال لهم: { هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ }
(كلّا) حرف ردع وزجر في الموضعين عن التساؤلـ (السين) للاستقبالـ (ثمّ) للعطف جملة: «سيعلمون
(الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سيعلمون
(الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة لزيادة الوعيد والتهديد.
- القرآن الكريم - النبإ٧٨ :٤
An-Naba'78:4