الرسم العثمانيمَّتٰعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعٰمِكُمْ
الـرسـم الإمـلائـيمَّتَاعًا لَّـكُمۡ وَلِاَنۡعَامِكُمۡؕ
تفسير ميسر:
فليتدبر الإنسان; كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ أنَّا صببنا الماء على الأرض صَبًّا، ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى، فأنبتنا فيها حبًا، وعنبًا وعلفًا للدواب، وزيتونًا ونخلا وحدائق عظيمة الأشجار، وثمارًا وكلأ تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم.
أي عيشة لكم ولأنعامكم في هذه الدار إلى يوم القيامة.
متاعا لكم نصب على المصدر المؤكد ، لأن إنبات هذه الأشياء إمتاع لجميع الحيوانات . وهذا ضرب مثل ضربه الله تعالى لبعث الموتى من قبورهم ، كنبات الزرع بعد دثوره ، كما تقدم بيانه في غير موضع . ويتضمن امتنانا عليهم بما أنعم به ، وقد مضى في غير موضع أيضا .
وقرأ; ( مَتَاعًا لَكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ ) .قال; أخبرنا ابن وهب، قال; أخبرني يونس وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أنه سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول; قال الله; وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا كلّ هذا قد علمناه، فما الأبّ؟ ثم ضرب بيده، ثم قال; لعمرك إن هذا لهو التكلف، واتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب، قال عمر; وما يتبين فعليكم به، وما لا فدعوه.وقال آخرون; الأبّ; الثمار الرطبة.* ذكر من قال ذلك.حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وأبًّا ) يقول; الثمار الرطبة.وقوله; ( مَتاعا لَكُمْ ) يقول; أنبتنا هذه الأشياء التي يأكلها بنو آدم متاعا لكم أيها الناس، ومنفعة تتمتعون بها، وتنتفعون، والتي يأكلها الأنعام لأنعامكم، وأصل الأنعام الإبل، ثم تستعمل في كلّ راعية.وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، في قوله; ( مَتَاعًا لَكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ ) قال; متاعا لكم الفاكهة، ولأنعامكم العشب.
والأب: ما تأكله البهائم والأنعام، ولهذا قال: { مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } التي خلقها الله وسخرها لكم، فمن نظر في هذه النعم أوجب له ذلك شكر ربه، وبذل الجهد في الإنابة إليه، والإقبال على طاعته، والتصديق بأخباره.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - عبس٨٠ :٣٢
'Abasa80:32