قوله تعالى ; فإذا جاءت الصاخة لما ذكر أمر المعاش ذكر أمر المعاد ، ليتزودوا له بالأعمال الصالحة ، وبالإنفاق مما امتن به عليهم . والصاخة ; الصيحة التي تكون عنها القيامة ، وهي النفخة الثانية ، تصخ الأسماع ; أي تصمها فلا تسمع إلا ما يدعى به للأحياء . وذكر ناس من المفسرين قالوا ; تصيخ لها الأسماع ، من قولك ; أصاخ إلى كذا ; أي استمع إليه ، ومنه الحديث ; " ما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة شفقا من الساعة إلا الجن والإنس " . وقال الشاعر ;يصيخ للنبأة أسماعه إصاخة المنشد للمنشد[ ص; 193 ] قال بعض العلماء ; وهذا يؤخذ على جهة التسليم للقدماء ، فأما اللغة فمقتضاها القول الأول ، قال الخليل ; الصاخة ; صيحة تصخ الآذان صخا أي تصمها بشدة وقعتها . وأصل الكلمة في اللغة ; الصك الشديد . وقيل ; هي مأخوذة من صخه بالحجر ; إذا صكه قال الراجز ;يا جارتي هل لك أن تجالدي جلادة كالصك بالجلامدومن هذا الباب قول العرب ; صختهم الصاخة وباتتهم البائتة ، وهي الداهية . الطبري ; وأحسبه من صخ فلان فلانا ; إذا أصماه . قال ابن العربي ; الصاخة التي تورث الصمم ، وإنها لمسمعة ، وهذا من بديع الفصاحة ، حتى لقد قال بعض حديثي الأسنان حديثي الأزمان ;أصم بك الناعي وإن كان أسمعاوقال آخر ;أصمني سرهم أيام فرقتهم فهل سمعتم بسر يورث الصممالعمر الله إن صيحة القيامة لمسمعة تصم عن الدنيا ، وتسمع أمور الآخرة .