الرسم العثمانيفَإِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ
الـرسـم الإمـلائـيفَاِذَا جَآءَتِ الصَّآخَّةُ
تفسير ميسر:
فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصمُّ مِن هولها الأسماع، يوم يفرُّ المرء لهول ذلك اليوم من أخيه، وأمه وأبيه، وزوجه وبنيه. لكل واحد منهم يومئذٍ أمر يشغله ويمنعه من الانشغال بغيره.
قال ابن عباس; الصاخة اسم من أسماء يوم القيامة عظمه الله وحذره عباده. قال ابن جرير لعله اسم للنفخة في الصور وقال البغوي; الصاخة يعني صيحة يوم القيامة سميت بذلك لأنها تصخ الأسماع أي تبالغ في إسماعها حتى تكاد تصمها.
قوله تعالى ; فإذا جاءت الصاخة لما ذكر أمر المعاش ذكر أمر المعاد ، ليتزودوا له بالأعمال الصالحة ، وبالإنفاق مما امتن به عليهم . والصاخة ; الصيحة التي تكون عنها القيامة ، وهي النفخة الثانية ، تصخ الأسماع ; أي تصمها فلا تسمع إلا ما يدعى به للأحياء . وذكر ناس من المفسرين قالوا ; تصيخ لها الأسماع ، من قولك ; أصاخ إلى كذا ; أي استمع إليه ، ومنه الحديث ; " ما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة شفقا من الساعة إلا الجن والإنس " . وقال الشاعر ;يصيخ للنبأة أسماعه إصاخة المنشد للمنشد[ ص; 193 ] قال بعض العلماء ; وهذا يؤخذ على جهة التسليم للقدماء ، فأما اللغة فمقتضاها القول الأول ، قال الخليل ; الصاخة ; صيحة تصخ الآذان صخا أي تصمها بشدة وقعتها . وأصل الكلمة في اللغة ; الصك الشديد . وقيل ; هي مأخوذة من صخه بالحجر ; إذا صكه قال الراجز ;يا جارتي هل لك أن تجالدي جلادة كالصك بالجلامدومن هذا الباب قول العرب ; صختهم الصاخة وباتتهم البائتة ، وهي الداهية . الطبري ; وأحسبه من صخ فلان فلانا ; إذا أصماه . قال ابن العربي ; الصاخة التي تورث الصمم ، وإنها لمسمعة ، وهذا من بديع الفصاحة ، حتى لقد قال بعض حديثي الأسنان حديثي الأزمان ;أصم بك الناعي وإن كان أسمعاوقال آخر ;أصمني سرهم أيام فرقتهم فهل سمعتم بسر يورث الصممالعمر الله إن صيحة القيامة لمسمعة تصم عن الدنيا ، وتسمع أمور الآخرة .
وقوله; ( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ) ذُكر أنها اسم من أسماء القيامة، وأحسبها مأخوذة من قولهم; صاخ فلان لصوت فلان; إذا استمع له، إلا أن هذا يقال منه; هو مُصِيخ له، ولعلّ الصوت هو الصاخّ، فإن يكن ذلك كذلك، فينبغي أن يكون قبل ذلك لنفخة الصور.ذكر من قال; هو اسم من أسماء القيامةحدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله; ( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ) قال; هذا من أسماء يوم القيامة عظَّمه الله، وحذّره عباده.
أي: إذا جاءت صيحة القيامة، التي تصخ لهولها الأسماع، وتنزعج لها الأفئدة يومئذ، مما يرى الناس من الأهوال وشدة الحاجة لسالف الأعمال.
(الفاء) استئنافيّة، وجواب إذا مقدّر
(يوم) ظرف زمان منصوب بدل من(إذا) ،
(من أخيه) متعلّق بـ (يفرّ) ،
(الواو) عاطفة في المواضع الأربعة
(لكلّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(شأن) ،
(منهم) متعلّق بنعت لكلّ امرئ
(يومئذ) ظرف منصوب- أو مبني- مضاف إلى ظرف مبنيّمتعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لكلّ..
جملة: «جاءت الصاخّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط مقدّر أي يشغل كلّ بنفسه.
وجملة: «يفرّ المرء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لكلّ امرئ منهم شأنه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يغنيه ... » في محلّ رفع نعت لشأن.
- القرآن الكريم - عبس٨٠ :٣٣
'Abasa80:33