الرسم العثمانيإِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَآ أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَّهُمْ فَرِحُونَ
الـرسـم الإمـلائـياِنۡ تُصِبۡكَ حَسَنَةٌ تَسُؤۡهُمۡ ۚ وَاِنۡ تُصِبۡكَ مُصِيۡبَةٌ يَّقُوۡلُوۡا قَدۡ اَخَذۡنَاۤ اَمۡرَنَا مِنۡ قَبۡلُ وَيَتَوَلَّوْا وَّهُمۡ فَرِحُوۡنَ
تفسير ميسر:
إن يصبك -أيها النبي- سرور وغنيمة يحزن المنافقون، وإن يلحق بك مكروه من هزيمة أو شدة يقولوا; نحن أصحاب رأي وتدبير قد احتطنا لأنفسنا بتخلفنا عن محمد، وينصرفوا وهم مسرورون بما صنعوا وبما أصابك من السوء.
يعلم تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بعداوة هؤلاء له لأنه مهما أصابه من حسنة أي فتح ونصر وظفر على الأعداء مما يسره ويسر أصحابه ساءهم ذلك وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل أي قد احترزنا من متابعته من قبل هذا ويتولوا وهم فرحون.
قوله تعالى إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة شرط ومجازاة ، وكذا وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل عطف عليه . والحسنة ; الغنيمة والظفر . والمصيبة الانهزام .ومعنى قولهم ; أخذنا أمرنا من قبل أي احتطنا لأنفسنا ، وأخذنا بالحزم فلم نخرج إلى القتال .ويتولوا أي عن الإيمان .وهم فرحون أي معجبون بذلك .
القول في تأويل قوله ; إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; يا محمد، إن يصبك سرورٌ بفتح الله عليك أرضَ الروم في غَزاتك هذه، (25) يسؤ الجدَّ بن قيس ونظراءه وأشياعهم من المنافقين, وإن تصبك مصيبة بفلول جيشك فيها، (26) يقول الجد ونظراؤه; (قد أخذنا أمرنا من قبل)، أي; قد أخذنا حذرَنا بتخلّفنا عن محمد، وترك أتباعه إلى عدوّه =(من قبل)، يقول; من قبل أن تصيبه هذه المصيبة =(ويتولوا وهم فرحون)، يقول; ويرتدُّوا عن محمد وهم فرحون بما أصاب محمدًا وأصحابه من المصيبة، (27) بفلول أصحابه وانهزامهم عنه، (28) وقتل من قُتِل منهم.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.&; 14-290 &;* ذكر من قال ذلك;16792- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال، قال ابن عباس; (إن تصبك حسنة تسؤهم)، يقول; إن تصبك في سفرك هذه الغزوة تبوك =(حسنة تسؤهم)، قال; الجدُّ وأصحابه.16793- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; (قد أخذنا أمرنا من قبل)، حِذْرنا.16794- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد; (قد أخذنا أمرنا من قبل)، قال; حِذْرنا.16795- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله; (إن تصبك حسنة تسؤهم)، إن كان فتح للمسلمين كبر ذلك عليهم وساءَهم.----------------------الهوامش ;(25) انظر تفسير " الإصابة " فيما سلف ; 13 ; 473 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك.= وتفسير "الحسنة" فيما سلف من فهارس اللغة (حسن).(26) "الفلول"، مصدر "فل"، لازمًا، بمعنى; انهزم. وقد مر آنفًا في كلام الطبري أيضًا، ولم أجد له ذكرًا في كتب اللغة. انظر ما سلف 7 ; 313 ، تعليق ; 3 ، وما قلته في تصحيح ذلك استظهارًا من قولهم; "من فل ذل" ، أي ; من انهزم وفر عن عدوه ، ذل .(27) انظر تفسير "التولي" فيما سلف من فهارس اللغة (ولى).(28) "الفلول"، مصدر "فل"، لازمًا، بمعنى; انهزم. وقد مر آنفًا في كلام الطبري أيضًا، ولم أجد له ذكرًا في كتب اللغة. انظر ما سلف 7 ; 313 ، تعليق ; 3 ، وما قلته في تصحيح ذلك استظهارًا من قولهم; "من فل ذل" ، أي ; من انهزم وفر عن عدوه ، ذل .
يقول تعالى مبينا أن المنافقين هم الأعداء حقا، المبغضون للدين صرفًا: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ} كنصر وإدالة على العدو {تَسُؤْهُمْ} أي: تحزنهم وتغمهم. {وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ} كإدالة العدو عليك {يَقُولُوا} متبجحين بسلامتهم من الحضور معك. {قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ} أي: قد حذرنا وعملنا بما ينجينا من الوقوع في مثل هذه المصيبة. {وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ} فيفرحون بمصيبتك، وبعدم مشاركتهم إياك فيها.
(إن) حرف شرط جازم
(تصب) مضارع مجزوم فعل الشرط،
(الكاف) ضمير مفعول به
(حسنة) فاعل مرفوع
(تسؤ) مضارع مجزوم جواب الشرط و (هم) ضمير مفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هي
(الواو) عاطفة
(إن تصبك مصيبة) مثل إن تصبك حسنة
(يقولوا) مضارع مجزوم جواب الشرط الثاني وعلامة الجزم حذف النون ... والواو فاعلـ (قد) حرف تحقيق
(أخذنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعلـ (أمرنا) مفعول به منصوب.. و (نا) مضاف إليه
(من) حرف جرّ
(قبل) اسم مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (أخذنا) ،
(الواو) عاطفة
(يتولّوا) مثل يقولوا ومعطوف عليه
(الواو) حاليّة
(هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(فرحون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «تصبك حسنة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تسؤهم» لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء.
وجملة: «تصبك مصيبة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها جواب الشرط الثاني غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «قد أخذنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يتولّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقولوا.
وجملة: «هم فرحون» في محلّ نصب حال من فاعل يتولّوا.
- القرآن الكريم - التوبة٩ :٥٠
At-Taubah9:50