الرسم العثمانيوَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقٰتُهُمْ إِلَّآ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِۦ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلٰوةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالٰى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كٰرِهُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمَا مَنَعَهُمۡ اَنۡ تُقۡبَلَ مِنۡهُمۡ نَفَقٰتُهُمۡ اِلَّاۤ اَنَّهُمۡ كَفَرُوۡا بِاللّٰهِ وَبِرَسُوۡلِهٖ وَلَا يَاۡتُوۡنَ الصَّلٰوةَ اِلَّا وَهُمۡ كُسَالٰى وَلَا يُنۡفِقُوۡنَ اِلَّا وَهُمۡ كٰرِهُوۡنَ
تفسير ميسر:
وسبب عدم قَبول نفقاتهم أنهم أضمروا الكفر بالله عز وجل وتكذيب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يأتون الصلاة إلا وهم متثاقلون، ولا ينفقون الأموال إلا وهم كارهون، فهم لا يرجون ثواب هذه الفرائض، ولا يخشون على تركها عقابًا بسبب كفرهم.
ثم أخبر تعالى عن سبب ذلك وهو أنهم لا يتقبل منهم لأنهم كفروا بالله وبرسوله أي والأعمال إنما تصح بالإيمان " ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى " أي ليس لهم قدم صحيح ولا همة في العمل " ولا ينفقون " نفقة " إلا وهم كارهون " وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم " أن الله لا يمل حتى تملوا وأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا " فلهذا لا يقبل الله من هؤلاء نفقة ولا عملا لأنه إنما يتقبل من المتقين.
قوله تعالى وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهونفيه ثلاث مسائل ;الأولى ; قوله تعالى وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم " أن " الأولى في [ ص; 92 ] موضع نصب ، والثانية في موضع رفع . والمعنى ; وما منعهم من أن تقبل منهم نفقاتهم إلا كفرهم وقرأ الكوفيون " أن يقبل منهم " بالياء ؛ لأن النفقات والإنفاق واحد .الثانية ; قوله تعالى ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى قال ابن عباس ; إن كان في جماعة صلى وإن انفرد لم يصل ، وهو الذي لا يرجو على الصلاة ثوابا ولا يخشى في تركها عقابا . فالنفاق يورث الكسل في العبادة لا محالة . وقد تقدم في ( النساء ) القول في هذا كله . وقد ذكرنا هناك حديث العلاء موعبا . والحمد لله .الثالثة ; قوله تعالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون لأنهم يعدونها مغرما ، ومنعها مغنما ، وإذا كان الأمر كذلك فهي غير متقبلة ولا مثاب عليها حسب ما تقدم .
القول في تأويل قوله ; وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ (54)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وما منع هؤلاء المنافقين، يا محمد، أن تقبل منهم نفقاتهم التي ينفقونها في سفرهم معك، وفي غير ذلك من السبل، إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله، فـ " أن " الأولى في موضع نصب, والثانية في موضع رفع, (39) لان معنى الكلام; ما منع قبول نفقاتهم إلا كفرهم بالله =(ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى)، يقول; لا يأتونها إلا متثاقلين بها. (40) لأنهم لا يرجون بأدائها ثوابًا، ولا يخافون بتركها عقابًا, وإنما يقيمونها مخافةً على أنفسهم بتركها من المؤمنين، فإذا أمنوهم لم يقيموها =(ولا ينفقون)، يقول; ولا ينفقون من أموالهم شيئًا =(إلا وهم كارهون)، أن ينفقونه في الوجه الذي ينفقونه فيه، مما فيه تقوية للإسلام وأهله. (41)------------------------الهوامش;(39) يعني بالثانية "أن" المشددة في "أنهم"، وأما الأولى فهي "أن" الخفيفة.(40) انظر تفسير "كسالى" فيما سلف 9 ; 330 ، 331.(41) انظر تفسير "الكره" فيما سلف ص ; 293 . تعليق ; 1 والمراجع هناك.
ثم بين صفة فسقهم وأعمالهم، فقال: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ} والأعمال كلها شرط قبولها الإيمان، فهؤلاء لا إيمان لهم ولا عمل صالح، حتى إن الصلاة التي هي أفضل أعمال البدن، إذا قاموا إليها قاموا كسالى، قال: {وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى} أي: متثاقلون، لا يكادون يفعلونها من ثقلها عليهم. {وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ} من غير انشراح صدر وثبات نفس، ففي هذا غاية الذم لمن فعل مثل فعلهم، وأنه ينبغي للعبد أن لا يأتي الصلاة إلا وهو نشيط البدن والقلب إليها، ولا ينفق إلا وهو منشرح الصدر ثابت القلب، يرجو ذخرها وثوابها من اللّه وحده، ولا يتشبه بالمنافقين.
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(منع) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (تقبل) مضارع منصوب مبنيّ للمجهولـ (منهم) مثل منكم متعلّق بـ (تقبل) ،
(نفقات) نائب الفاعل مرفوع و (هم) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّلـ (أن تقبل) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي من أن تقبل متعلّق بـ (منع) .
(إلّا) أداة حصر
(أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ
(كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ ... والواو فاعلـ (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (كفروا) ،
(الواو) عاطفة
(برسول) جارّ ومجرور متعلّق بـ (كفروا) ، و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(لا) نافية
(يأتون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (الصلاة) مفعول به منصوبـ (إلّا) أداة حصر
(الواو) حاليّة
(هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(كسالى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف
(الواو) عاطفة
(لا ينفقون إلّا وهم كارهون) مثل لا يأتون ... هم كسالى.
والمصدر المؤوّلـ (أنّهم كفروا..) في محلّ رفع فاعل منع .وجملة: «ما منعهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل في الآية السابقة.
وجملة: «تقبل ... نفقاتهم» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «لا يأتون» في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: «هم كسالى» في محلّ نصب حال من فاعل يأتون.
وجملة: «لا ينفقون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يأتون.
وجملة: «هم كارهون ... » في محلّ نصب حال من فاعل ينفقون.
- القرآن الكريم - التوبة٩ :٥٤
At-Taubah9:54