الرسم العثمانييَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ
الـرسـم الإمـلائـييَحۡلِفُوۡنَ بِاللّٰهِ لَـكُمۡ لِيُرۡضُوۡكُمۡۚ وَاللّٰهُ وَرَسُوۡلُهٗۤ اَحَقُّ اَنۡ يُّرۡضُوۡهُ اِنۡ كَانُوۡا مُؤۡمِنِيۡنَ
تفسير ميسر:
يحلف المنافقون الأيمان الكاذبة، ويقدمون الأعذار الملفقة؛ ليُرضُوا المؤمنين، والله ورسوله أحق وأولى أن يُرضُوهما بالإيمان بهما وطاعتهما، إن كانوا مؤمنين حقًا.
قال قتادة في قوله تعالى يحلفون بالله لكم ليرضوكم. الآية قال ذكر لنا أن رجلا من المنافقين قال والله إن هؤلاء لخيارنا وأشرافنا وإن كان ما يقول محمد حقا لهم شر من الحمير. قال; فسمعها رجل من المسلمين فقال; والله إن ما يقول محمد لحق ولأنت أشر من الحمار. قال فسعى بهل الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأرسل إلى الرجل فدعاه فقال " ما حملك على الذي قلت؟ " فجعل يلتعن ويحلف بالله ما قال ذلك وجعل الرجل المسلم يقول; اللهم صدِّق الصامت وكذِّب الكاذب فأنزل الله الآية.
قوله تعالى يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنينفيه ثلاث مسائل ;الأولى ; روي أن قوما من المنافقين اجتمعوا ، فيهم الجلاس بن سويد ووديعة بن ثابت ، وفيهم غلام من الأنصار يدعى عامر بن قيس ، فحقروه فتكلموا وقالوا ; إن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير . فغضب الغلام وقال ; والله إن ما يقول حق وأنتم شر من الحمير ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم ، فحلفوا أن عامرا كاذب ، فقال عامر ; هم الكذبة ، وحلف على ذلك وقال ; اللهم لا تفرق بيننا حتى يتبين صدق الصادق وكذب الكاذب . فأنزل الله هذه الآية وفيها يحلفون بالله لكم ليرضوكم .الثانية ; قوله تعالى والله ورسوله أحق أن يرضوه ابتداء وخبر . ومذهب سيبويه أن التقدير ; والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه ، ثم حذف ، كما قال بعضهم ;نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلفوقال محمد بن يزيد ; ليس في الكلام محذوف ، والتقدير ، والله أحق أن يرضوه ورسوله ، على التقديم والتأخير . وقال الفراء ; المعنى ورسوله أحق أن يرضوه ، والله افتتاح كلام ، كما تقول ; ما شاء الله وشئت . قال النحاس ; قول سيبويه أولاها ؛ لأنه قد صح عن [ ص; 120 ] النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن أن يقال ; ما شاء الله وشئت ، ولا يقدر في شيء تقديم ولا تأخير ، ومعناه صحيح .قلت ; وقيل إن الله سبحانه جعل رضاه في رضاه ، ألا ترى أنه قال ; من يطع الرسول فقد أطاع الله . وكان الربيع بن خيثم إذا مر بهذه الآية وقف ، ثم يقول ; حرف وأيما حرف فوض إليه فلا يأمرنا إلا بخير .الثالثة ; قال علماؤنا ; تضمنت هذه الآية قبول يمين الحالف وإن لم يلزم المحلوف له الرضا . واليمين حق للمدعي . وتضمنت أن يكون اليمين بالله عز وجل حسب ما تقدم . وقال النبي صلى الله عليه وسلم ; من حلف فليحلف بالله أو ليصمت ومن حلف له فليصدق . وقد مضى القول في الأيمان والاستثناء فيها مستوفى في المائدة .
القول في تأويل قوله ; يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله صلى الله عليه وسلم; يحلف لكم، أيها المؤمنون، هؤلاء المنافقون بالله، ليرضوكم فيما بلغكم عنهم من أذاهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم, وذكرِهم إياه بالطعن عليه والعيب له, ومطابقتهم سرًّا أهلَ الكفر عليكم = بالله والأيمان الفاجرة; أنهم ما فعلوا ذلك، وإنهم لعلى دينكم، ومعكم على من خالفكم, يبتغون بذلك رضاكم. يقول الله جل ثناؤه; (والله ورسوله أحق أن يرضوه)، بالتوبة والإنابة مما قالوا ونطقوا =(إن كانوا مؤمنين)، يقول; إن كانوا مصدِّقين بتوحيد الله, مقرِّين بوعده ووعيده.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;16906- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله; (يحلفون بالله لكم ليرضوكم)، الآية, ذكر لنا أن رجلا من المنافقين قال; والله إن هؤلاء لخيارنا وأشرافنا, وإن كان ما يقول محمد حقًّا, لهم شَرٌّ من الحمير! قال; فسمعها رجل من المسلمين فقال; والله إن ما يقول محمد حق, ولأنت شر من الحمار ! فسعى بها الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم, فأرسل إلى الرجل فدعاه فقال له; ما حملك على الذي قلت؟ فجعل يلتَعنُ، ويحلف بالله ما قال ذلك. (1) قال; وجعل الرجل المسلم يقول; اللهم صدِّق الصادق، وكذِّب الكاذب ! فأنـزل الله في ذلك; (يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين).--------------------الهوامش ;(1) "التعن الرجل" ، إذا أنصف في الدعاء على نفسه، أو لعن نفسه.
{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ} فيتبرأوا مما صدر منهم من الأذية وغيرها، فغايتهم أن ترضوا عليهم. {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} لأن المؤمن لا يقدم شيئا على رضا ربه ورضا رسوله، فدل هذا على انتفاء إيمانهم حيث قدموا رضا غير اللّه ورسوله.
(يحلفون بالله) مرّ إعرابها ،
(اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يحلفون) ،
(اللام) للتعليلـ (يرضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام ... والواو فاعل و (كم) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّلـ (أن يرضوكم) في محلّ جرّ متعلّق بـ (يحلفون) .
(الواو) حاليّة
(الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع
(الواو) عاطفة
(رسول) معطوف على لفظ الجلالة مرفوع
(الهاء) مضاف إليه
(أحقّ) خبر المبتدأ مرفوع
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (يرضوا) مثل الأول و (الهاء) مفعول به.
والمصدر المؤوّلـ (أن يرضوه) في محلّ رفع بدل من اسم الجلالة أو من رسول .(إن) حرف شرط جازم
(كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ ... والواو ضمير اسم كان، والفعل في محلّ جزم فعل الشرط
(مؤمنين) خبر منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «يحلفون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرضوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «الله ورسوله أحقّ ... » في محلّ نصب حال من فاعل يحلفون.
وجملة: «يرضوه» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) الظاهر.
وجملة: «كانوا مؤمنين» لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كانوا مؤمنين فالله ورسوله أحقّ بالإرضاء.
- القرآن الكريم - التوبة٩ :٦٢
At-Taubah9:62