الرسم العثمانيوَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ۙ وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنٰتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا ۚ كَذٰلِكَ نَجْزِى الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَقَدۡ اَهۡلَـكۡنَا الۡـقُرُوۡنَ مِنۡ قَبۡلِكُمۡ لَمَّا ظَلَمُوۡا ۙ وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُمۡ بِالۡبَيِّنٰتِ وَمَا كَانُوۡا لِيُـؤۡمِنُوۡا ؕ كَذٰلِكَ نَجۡزِى الۡقَوۡمَ الۡمُجۡرِمِيۡنَ
تفسير ميسر:
ولقد أهلكنا الأمم التي كذَّبت رسل الله من قبلكم -أيها المشركون بربهم- لـمَّا أشركوا، وجاءتهم رسلهم من عند الله بالمعجزات الواضحات والحجج التي تبين صدق مَن جاء بها، فلم تكن هذه الأمم التي أهلكناها لتصدق رسلها وتنقاد لها، فاستحقوا الهلاك، ومثل ذلك الإهلاك نجزي كل مجرم متجاوز حدود الله.
أخبر تعالى عما أحل بالقرون الماضية في تكذيبهم الرسل فيما جاءوهم به من البينات والحجج الواضحات.
قوله تعالى ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمينقوله تعالى ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا يعني الأمم الماضية من قبل أهل مكة أهلكناهم . لما ظلموا أي كفروا وأشركوا .وجاءتهم رسلهم بالبينات أي بالمعجزات الواضحات والبراهين النيرات .وما كانوا ليؤمنوا أي أهلكناهم لعلمنا أنهم لا يؤمنون . يخوف كفار مكة عذاب الأمم الماضية ; أي نحن قادرون على إهلاك هؤلاء بتكذيبهم محمدا صلى الله عليه وسلم ، ولكن نمهلهم لعلمنا بأن فيهم من يؤمن ، أو يخرج من أصلابهم من يؤمن . وهذه الآية ترد على أهل الضلال القائلين بخلق الهدى والإيمان . وقيل ; معنى ما كانوا ليؤمنوا أي جازاهم على كفرهم بأن طبع على قلوبهم ; ويدل على هذا أنه قال ; كذلك نجزي القوم المجرمين .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13)قال أبو جعفر ; يقول تعالى ذكره; ولقد أهلكنا الأمم التي كذبت رسل الله من قبلكم أيها المشركون بربهم (34) ، (لما ظلموا) ، يقول; لما أشركوا وخالفوا أمر الله ونهيه (35) ، (وجاءتهم رسلهم) من عند الله، (بالبينات)، وهي الآيات والحجج التي تُبين عن صِدْق من جاء بها. (36)ومعنى الكلام; وجاءتهم رسلهم بالآيات البينات أنها حق ، ( وما كانوا ليؤمنوا) يقول; فلم تكن هذه الأمم التي أهلكناها ليؤمنوا برسلهم ويصدِّقوهم إلى ما دعوهم إليه من توحيد الله وإخلاص العبادة له ، ( وكذلك نجزي المجرمين) ، يقول تعالى ذكره; كما أهلكنا هذه القرون من قبلكم ، أيها المشركون ، بظلمهم أنفسَهم ، وتكذيبهم رسلهم ، وردِّهم نصيحتَهم، كذلك أفعل بكم فأهلككم كما أهلكتهم بتكذيبكم رسولكم محمدًا صلى الله عليه وسلم، وظلمكم أنفسكم بشرككم بربكم، إن أنتم لم تُنيبوا وتتوبوا إلى الله من شرككم فإن من ثواب الكافر بي على كفره عندي ، أن أهلكه بسَخَطي في الدنيا ، وأوردُه النار في الآخرة.--------------------الهوامش ;(34) انظر تفسير " القرون " فيما سلف 11 ; 263 .(35) انظر تفسير " الظلم " فيما سلف من فهارس اللغة ( ظلم ) .(36) انظر تفسير " البينات " فيما سلف من فهارس اللغة ( بين ) .
يخبر تعالى أنه أهلك الأمم الماضية بظلمهم وكفرهم، بعد ما جاءتهم البينات على أيدي الرسل وتبين الحق فلم ينقادوا لها ولم يؤمنوا. فأحل بهم عقابه الذي لا يرد عن كل مجرم متجرئ على محارم الله، وهذه سنته في جميع الأمم.
(الواو) عاطفة
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(قد) حرف تحقيق
(أهلكنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) ضمير فاعلـ (القرون) مفعول به منصوبـ (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أهلكنا) ، و (كم) ضمير مضاف إليه
(لمّا ظلموا) مثل لمّا كشفنا ،
(الواو) حاليّة
(جاءت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث و (هم) ضمير مفعول به
(رسل) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه
(بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (جاءتهم) ،
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(كانوا) مثل السابق ،
(اللام) لام الجحود
(يؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤوّلـ (أن يؤمنوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كانوا.
(كذلك) مثل السابق ، والعامل فعلـ (نجزي) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم
(المجرمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء و (القوم) مفعول به منصوب.
جملة: « أهلكنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: «ظلموا» في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا ظلموا أهلكناهم.وجملة: «جاءتهم رسلهم» في محلّ نصب حال بتقدير
(قد) .
وجملة: «ما كانوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ظلموا.
وجملة: «يؤمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة.
(ثمّ) حرف عطف
(جعلنا) مثل أهلكنا و (كم) ضمير مفعول به
(خلائف) مفعول به ثان منصوبـ (في الأرض) جارّ ومجرور نعت لخلائف
(من بعد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (جعلناكم) ، و (هم) ضمير مضاف إليه
(اللام) للتعليلـ (ننظر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام
(كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله
(تعملون) وهو مضارع مرفوع.
والواو فاعل.
والمصدر المؤوّلـ (أن ننظر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (جعلناكم) .
وجملة: «جعلناكم..» لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة المستأنفة في الآية السابقة.
وجملة: «ننظر» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «تعملون» في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
- القرآن الكريم - يونس١٠ :١٣
Yunus10:13