الرسم العثمانيوَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وٰحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَـعَلَ النَّاسَ اُمَّةً وَّاحِدَةً وَّلَا يَزَالُوۡنَ مُخۡتَلِفِيۡنَۙ
تفسير ميسر:
ولو شاء ربك لجعل الناس كلهم جماعة واحدة على دين واحد وهو دين الإسلام، ولكنه سبحانه لم يشأ ذلك، فلا يزال الناس مختلفين في أديانهم؛ وذلك مقتضى حكمته.
يخبر تعالى أنه قادر على جعل الناس كلهم أمة واحدة من إيمان أو كفر كما قال تعالى "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا" وقوله "ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك" أي ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم وقال عكرمة; مختلفين في الهدى. وقال الحسن البصري; مختلفين في الرزق يسخر بعضهم بعضا. والمشهور الصحيح الأول.
قوله تعالى ; ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة قال سعيد بن جبير ; على ملة الإسلام وحدها . وقال الضحاك ; أهل دين واحد ، أهل ضلالة أو أهل هدى .ولا يزالون مختلفين أي على أديان شتى ; قاله مجاهد وقتادة .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)قال أبو جعفر ; يقول تعالى ذكره; ولو شاء ربك ، يا محمد ، لجعل الناس كلها جماعة واحدة على ملة واحدة ، ودين واحد، (1) كما;-18699- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله; (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً) ، يقول; لجعلهم مسلمين كلهم.* * *وقوله; (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) ، يقول تعالى ذكره; ولا يزال النَّاس مختلفين ، (إلا من رحم ربك).* * *ثم اختلف أهل التأويل في " الاختلاف " الذي وصف الله الناس أنهم لا يزالون به.فقال بعضهم; هو الاختلاف في الأديان ، فتأويل ذلك على مذهب هؤلاء ; ولا يزال الناس مختلفين على أديان شتى ، من بين يهوديّ ونصرانيّ، ومجوسي، ونحو ذلك.وقال قائلو هذه المقالة; استثنى الله من ذلك من رحمهم، وهم أهل الإيمان.*ذكر من قال ذلك ;18700- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير عن طلحة بن عمرو، عن عطاء; (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) ، قال; اليهود والنصارى والمجوس، والحنيفيَّة همُ الذين رحم ربُّك18701- حدثني المثني قال ، حدثنا قبيصة قال ، حدثنا سفيان، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء; (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) ، قال; اليهود والنصارى والمجوس .
يخبر تعالى أنه لو شاء لجعل الناس كلهم أمة واحدة على الدين الإسلامي، فإن مشيئته غير قاصرة، ولا يمتنع عليه شيء، ولكنه اقتضت حكمته، أن لا يزالوا مختلفين، مخالفين للصراط المستقيم, متبعين للسبل الموصلة إلى النار، كل يرى الحق، فيما قاله، والضلال في قول غيره.
(الواو) استئنافيّة
(لو) حرف شرط غير جازم
(شاء) فعل ماض
(ربّك) فاعل مرفوع.. و (الكاف) مضاف إليه
(اللام) رابطة لجواب لو (جعل) مثل شاء، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوبـ (أمّة) مفعول به ثان منصوبـ (واحدة) نعت لأمة منصوبـ (الواو) عاطفة
(لا يزالون) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع.. والواو اسم لا يزالـ (مختلفين) خبر لا يزالون منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: «شاء ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعل الناس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لا يزالون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استئنافيّة مقدّرة أي لكنه لم يشأ فاختلف الناس ولا يزالون مختلفين.
(إلّا) حرف استثناء
(من) اسم موصول مبني في محلّ نصب على الاستثناء
(رحم ربّك) مثل شاء ربّك
(الواو) استئنافيّة
(اللام) حرف جرّ ،
(ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (خلقهم) ..و (اللام) للبعد، و (الكاف) للخطابـ (خلق) فعل ماض و (هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (الواو) عاطفة
(تمّت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث
(كلمة) فاعل مرفوع
(ربّك) مضاف إليه مجرور.. و (الكاف) مضاف إليه
(اللام) لام القسم لقسم مقدّر
(أملأن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع..
و (النون) نون التوكيد، والفاعل أنا
(جهنّم) مفعول به منصوبـ (من الجنّة) جار ومجرور متعلّق بـ (أملأن) ،
(الناس) معطوف على الجنّة بالواو مجرور مثله
(أجمعين) توكيد معنويّ للناس مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «رحم ربّك ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «خلقهم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تمّت كلمة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقهم.
وجملة: «أملأن ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة وجوابها لا محلّ لها تفسيريّة.
(الواو) عاطفة
(كلّا) مفعول به مقدّم عامله نقصّ ،
(نقص) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم
(على) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (نقصّ) ،
(من أنباء) جار ومجرور متعلّق بنعت لـ (كلّا) ،
(الرسل) مضاف إليه مجرور
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من(كلّا) ،
(نثبّت) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم
(فؤادك) مفعول به منصوب.. و (الكاف) مضاف إليه
(الواو) واو الحالـ (جاءك) فعل ماض.. و (الكاف) مفعول به
(في) حرف جرّ
(ها)حرف تنبيه
(ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من(الحقّ) وهو فاعل جاء مرفوع
(الواو) عاطفة في الموضعين
(موعظة، ذكرى) اسمان معطوفان على الحقّ مرفوعان، وعلامة الرفع في ذكرى الضمّة المقدّرة على الألف
(للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بذكرى وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: «نقصّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقهم.
وجملة: «نثبّت ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «جاءك.. الحقّ» في محلّ نصب حال من الأنباء بتقدير قد.
- القرآن الكريم - هود١١ :١١٨
Hud11:118