الرسم العثمانيقَالَ يٰقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلٰى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى وَءَاتٰىنِى مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِى مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُۥ ۖ فَمَا تَزِيدُونَنِى غَيْرَ تَخْسِيرٍ
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ يٰقَوۡمِ اَرَءَيۡتُمۡ اِنۡ كُنۡتُ عَلٰى بَيِّنَةٍ مِّنۡ رَّبِّىۡ وَاٰتٰٮنِىۡ مِنۡهُ رَحۡمَةً فَمَنۡ يَّـنۡصُرُنِىۡ مِنَ اللّٰهِ اِنۡ عَصَيۡتُهٗ فَمَا تَزِيۡدُوۡنَنِىۡ غَيۡرَ تَخۡسِيۡرٍ
تفسير ميسر:
قال صالح لقومه; يا قوم أخبروني إن كنت على برهان من الله وآتاني منه النبوة والحكمة، فمن الذي يدفع عني عقاب الله تعالى إن عصيته فلم أبلِّغ الرسالة وأنصحْ لكم؟ فما تزيدونني غير تضليل وإبعاد عن الخير.
"قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي" فيما أرسلني به إليكم على يقين وبرهان "وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته" وتركت دعوتكم إلى الحق وعبادة الله وحده فلو تركته لما نفعتموني ولما زدتموني "غير تخسير" أي خسارة.
قوله تعالى ; قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة تقدم معناه في قول نوح . فمن ينصرني من الله إن عصيته استفهام معناه النفي ; أي لا ينصرني منه إن عصيته أحد .فما تزيدونني غير تخسير أي تضليل وإبعاد من الخير ; قاله الفراء . والتخسير لهم لا له - صلى الله عليه وسلم - ; كأنه قال ; غير تخسير لكم لا لي . وقيل ; المعنى ( ما تزيدونني باحتجاجكم بدين آبائكم غير بصيرة بخسارتكم ) ; عن ابن عباس .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; قال صالح لقومه من ثمود; (يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ) ، يقول ; إن كنت على برهان وبيان من الله قد علمته وأيقنته (1) ، (وآتاني منه رحمة)، يقول; وآتاني منه النبوة والحكمة والإسلام ،(فمن ينصرني من الله إن عصيته) ، يقول; فمن الذي يدفع عنِّي عقابه إذا عاقبني إن أنا عصيته، فيخلصني منه ، (فما تزيدونني ) ، بعذركم الذي تعتذرون به ، من أنكم تعبدون ما كان يعبدُ آباؤكم، (غير تخسير ) ، لكم يخسركم حظوظكم من رحمة الله، (2) كما;-18285- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; (فما تزيدونني غير تخسير) ، يقول; ما تزدادون أنتم إلا خسارًا.---------------------الهوامش ;(1) انظر تفسير " البينة " فيما سلف من فهارس اللغة ( بين) .(2) انظر تفسير " الخسران " فيما سلف من فهارس اللغة ( خسر ) .
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي } أي: برهان ويقين مني { وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً } أي: منَّ علي برسالته ووحيه، أي: أفأتابعكم على ما أنتم عليه، وما تدعونني إليه؟. { فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } أي: غير خسار وتباب، وضرر.
(قال يا قوم ... منه رحمة) مرّ إعرابها ،
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(من ينصرني.. إن عصيته) مرّ إعراب نظيرها ،
(الفاء) استئنافيّة
(ما) نافية
(تزيدون) مضارع مرفوع والواو فاعل و (النون) الثانية للوقاية و (الياء) ضمير مفعول به أوّلـ (غير) مفعول به ثان منصوبـ (تخسير) مضاف إليه مجرور.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: «النداء: يا قوم» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أرأيتم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «إن كنت على بيّنة» لا محلّ لها اعتراضيّة وقعت بين الفعل ومفعوله.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «آتاني منه رحمة» لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.
وجملة: «من ينصرني ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:
إن عصيت الله فمن ينصرني منه، وجملة الشرط المقدّرة وجوابها في محلّ جزم جواب الشرط إن كنت.
وجملة: «إن عصيته المذكورة» لا محلّ لها تفسيريّة للشرط المقدّر ... والمفعول الثاني لفعل رأيتم محذوف يدل عليه قوله: من ينصرني من الله إن عصيته أي أأعصيه في ترك ما أنا عليه.
وجملة: «ينصرني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) .
وجملة: «ما تزيدونني ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(الواو) عاطفة
(يا قوم) مثل الأولى
(ها) حرف تنبيه
(ذه) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(ناقة) خبر مرفوع
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلق بحال من آية- نعت تقدّم على المنعوت-
(آية) حال من ناقة، عاملها الإشارة
(الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسببـ (ذروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعلـ (تأكل) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل هي
(في أرض) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تأكل) ،
(الله) لفظ الجلالة مثل الأولـ (الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة
(تمسّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و (ها) ضمير مفعول به
(بسوء) جارّ ومجرورمتعلّق بـ (تمسّوا) ،
(الفاء) فاء السببيّة
(يأخذ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة و (كم) ضمير مفعول به
(عذاب) فاعل مرفوع
(قريب) نعت لعذاب مرفوع.
والمصدر المؤوّلـ (أن يأخذكم..) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام المتقدّم أي: لا يكن منكم مسّ لها فأخذ لكم بعذاب.
وجملة: «يا قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يا قوم الأولى.
وجملة: «هذه ناقة الله ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ذروها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي: تنبّهوا فذروها.
وجملة: «تأكل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إن تتركوها تأكل.
وجملة: «لا تمسّوها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذروها.
- القرآن الكريم - هود١١ :٦٣
Hud11:63